مركز الملك سلمان للإغاثة يواصل تأهيل أطفال جندهم «الحوثيون» في ميادين القتال

  • 2/24/2019
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ينفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية العديد من المشروعات الإنسانية والإغاثية المخصصة لأبناء الشعب اليمني، للتخفيف من معاناتهم جراء الأزمة الإنسانية الراهنة التي تمر بها بلادهم، وأحدها مشروعه النوعي إعادة تأهيل الأطفال الذين جندتهم ميليشيا الحوثي الإرهابية في ميادين القتال، الذي حقق نجاحاً لافتاً، وحظي بإشادات دولية منذ انطلاقه في أيلول (سبتمبر) 2017، ولا يزال حتى اليوم يرسم البسمة على وجوه الأطفال اليمنيين، بعد إعادتهم إلى حياتهم الطبيعية التي سلبها منهم تجار البارود. ويقدم مركز الملك سلمان للإغاثة من خلال المشروع دورات تأهيلية نفسية واجتماعية ومدرسية وثقافية وفنية وترفيهية، في مركز التأهيل بمحافظة مأرب للأطفال المجندين والمتأثرين من تبعاته، وإلحاقهم بالمدارس. ويعمل المشروع على تقديم دورات توعوية لأولياء أمور الأطفال المجندين، لتوعيتهم بمخاطر التجنيد وكيفية حماية أطفالهم، والمسؤولية القانونية التي تقع عليهم، والوقاية من العنف والإصابات والإعاقة في النزاع المسلح، وكذلك يقوم المشروع بعملية المتابعة والتقييم من قبل اختصاصيين اجتماعيين، ويستهدف محافظات مأرب والجوف وصنعاء وذمار وعمران وغيرها، واستفاد منه حتى الآن 400 مستفيد مباشر من الأطفال و9,600 غير مباشر من أولياء الأمور. واتبع المركز عدة مراحل في تنفيذ المشروع، تمثلت بتوفير فريق عمل متخصص من ذوي الخبرة والكفاءة، وإيجاد مقر ملائم مجهز بحاجات المشروع، للأطفال المستهدفين، وإقامة الأنشطة المحددة للمشروع. كما عُني المركز بتغذية الأطفال المستهدفين عبر تقديم ثلاث وجبات أساسية في اليوم الواحد، بالإضافة إلى وجبتين خفيفتين، جرى تحضيرها بإشراف اختصاصي تغذية، فضلاً عن تجهيز مقر نوم الأطفال المستهدفين ومتابعتهم من قبل المشرفين في المركز. وعمل مركز الملك سلمان للإغاثة على متابعة وتقييم المشروع حتى الانتهاء منه، وخلال المتابعة جرى تصميم استبيان للأطفال المستهدفين وأولياء أمورهم والمجتمع المحلي، لمعرفة أسباب التجنيد وطرق معالجتها، إضافة إلى توثيق الدروس المستفادة لتطوير المشروع. كما روعي في معايير اختيار الأطفال للالتحاق بالمشروع ألا يتجاوز عمر الطفل 15 عاماً، وأن يكون الطفل مجنداً أو متأثراً، كأن يكون مصاباً إصابة مباشرة في القتال، أو متأثراً نفسياً بسبب سقوط قذيفة أمامه أو تدمير منزله، أو ترك التعليم بسبب النزوح وخلافه، وأن تكون لدى الطفل رغبة في الالتحاق بمركز التأهيل، وأن يوافق ولي أمر الطفل على إلحاقه بالمركز. ويتلقى الأطفال المستهدفون تأهيلاً نفسياً معداً من قبل اختصاصيين نفسيين، يتوافق مع المعايير الدولية المعتمدة لإعادة تأهيل الأطفال المجندين، بحيث تستخدم جلسات التفريغ النفسي وغيرها من التقنيات لإخراج الأطفال من حالة الاكتئاب والقلق التي قاسوها جراء القتال، ومساعدتهم على العودة إلى حالهم الطبيعية، من خلال تدريبهم على التعارف وكسر الحواجز ومفهوم الدعم النفسي وجلسات النقاش والثقة بالنفس وغيرها. وعمد البرنامج التأهيلي في المجال الاجتماعي إلى كسر حالة الجمود لدى الأطفال، والقضاء على حالة الخجل لديهم، وإعادة ثقة الأطفال بالمجتمع، وبث روح المرح بينهم عبر عدة أساليب علمية محددة. وقام مركز الملك سلمان للإغاثة بتهيئة الطفل المستهدف للعودة للمدرسة، حتى يتواكب بالتحصيل مع أقرانه في المدارس، من خلال تقديم حقيبة تعليمية متكاملة للطفل، وسلسلة من دروس التقوية للمنهج الدراسي المحلي المعتمد في اليمن، بحسب المستوى الدراسي الذي وصل له كل طفل قبل انخراطه بالتجنيد، من قبل المختصين في اللغة العربية واللغة الإنكليزية والرياضيات والعلوم والاجتماعيات والفنون والمسرح، ومن ثم إلحاق جميع الأطفال المستهدفين بالمدارس العامة بعد انتهاء الدورة. ويعاد تأهيل الطفل المستهدف في المجال الرياضي، لكسر حاجز الخوف، وزيادة الثقة بالنفس لديه، ومساعدته على التفريغ النفسي والحركي، والعمل بروح الفريق من خلال ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة، فيما تقدم أنشطة فنية في مجالات الشعر والمسرح المفتوح والموروث الشعبي والإنشاد ومسرح الدمى وبرنامج السمر الليلي والرسم الحر والخط العربي وصناعة المجسمات الفنية وغيرها، وترتيب رحلات ترفيهية للأطفال، للتخلص من الخجل والصفات غير المرغوبة المكتسبة من وجودهم في ميادين القتال، وتوضيح أهمية العمل مع الجماعة وتعزيز الابتكار. ويقدم المركز كذلك دورات توعوية لأولياء أمور الأطفال المجندين، بحيث تركز على رفع الوعي لدى أولياء الأمور والمجتمع عموماً بمخاطر التجنيد للأطفال، والتعريف بحقوق الأطفال والاتفاقات الدولية والقوانين المحلية حول الانتهاكات التي يتعرض لها الأطفال أثناء عملية التجنيد، والمسؤولية القانونية الملقاة على عاتقهم عند السماح لأطفالهم بالتجنيد، وتعليم أولياء أمور الأطفال كيفية التعامل مع الطفل المجند أو المتأثر نفسياً من الحرب لكونهم في حاجة إلى رعاية خاصة، وطرق إيجاد البيئة المناسبة والآمنة للأطفال، وكيفية التعامل معهم قبل عملية التأهيل وبعدها.وينظم المركز فعالية عامة ختامية، يستعرض فيها الأطفال كل ما اكتسبوه من مهارات ومواهب خلال البرنامج التأهيلي، ويقدمون مسرحيات وأناشيد من تأليفهم وأدائهم، إضافة إلى إقامة معارض مصاحبة لصور ورسومات الأطفال، وتقديم هدايا رمزية وعينية تحفيزية للأطفال.

مشاركة :