حازت أفلام الميزانيات والعائدات المنخفضة قصب السبق في الاحتفال السنوي الـ87 لتوزيع جوائز الأوسكار على مسرح دولبي بمدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة، مساء الأحد الماضي، فيما اعتبر تحولا عن التقاليد الهوليودية التي لطالما انتهجتها عاصمة صناعة السينما بالعالم حتى السنوات القليلة الفائتة. وكانت هوليود قد بنت سياساتها طوال العقود الماضية على ترشيح الأفلام ذات الميزانيات الإنتاجية الضخمة التي تصل في بعض الحالات إلى مئات ملايين الدولارات، بالإضافة إلى الأخذ بعين الاعتبار ارتفاع عائدات شبابيك التذاكر لعروضات الأفلام المنافسة، والتي بدورها تصل إلى مئات ملايين الدولارات، وذلك كمؤشر رئيس على عدم تجاهل مزاج جمهور السينما بالولايات المتحدة. بروفة الأوسكار ودفع هذا التحول بعض النقاد والمحللين السينمائيين الأميركيين إلى البحث في مدى وجدية تأثر أكاديمية العلوم والفنون السينمائية التي تمنح جوائز الأوسكار بـجوائز سبيريت للأفلام المستقلة المعروفة اختصارا باسم فيندي التي تمنح قبل يوم واحد من إعلان جوائز الأوسكار. وكانت فيندي قد تأسست عام 1984 لدعم وتكريم صنّاع الأفلام المستقلة ذات التكلفة الإنتاجية المنخفضة -التي تصنف بأميركا تحت خانة أفلام الـإندي- مقارنة بإنتاجات استوديوهات هوليود العملاقة، إضافة إلى الإضاءة على الأعمال السينمائية المتقنة التي تتجاهلها أكاديمية العلوم والفنون السينمائية. وكشفت إعلان الجوائز في مسابقتي الأوسكار وفيندي عن تقارب بعض النتائج، ما دفع أحد النقاد السينمائيين إلى وصف حفل جوائز فيندي بدورته الثلاثين -والذي أقيم السبت الماضي داخل خيمة على شاطئ المحيط بمدينة سانتا ماريا بولاية كاليفورنيا- إلى وصفه ببروفة لحفل الأوسكار الكبير. وكشفت نتائج فيندي عن فوز فيلم بيردمان بجائزة أفضل تصوير وفيلم بويهود بجائزة أفضل إخراج وفيلم وايبلاش بجائزة أفضل مونتاج، كما فازت الممثلة جوليان مور بجائزة أفضل ممثلة عن دور رئيس بفيلم ستيل أليس والممثلة باتريشيا أكويت بجائزة أفضل ممثلة بدور مساعد بفيلم بويهود في حين نال الممثل مايكل كيتون جائزة أفضل ممثل بدور رئيس بفيلم بيردمان والممثل جاي كي سيمونز جائزة أفضل دور مساعد بفيلم وايبلاش. وكانت أفلام الـإندي قد نجحت السنوات الأخيرة في استقطاب فنانين مشهورين من نجوم لامعين ومخرجين مهرة للعمل فيها، فضلا عن استقطاب جمهور متزايد من الأميركيين وتحقيقها إيرادات مرتفعة مقارنة بأكلاف إنتاجها، الأمر الذي دفع أكاديمية العلوم والفنون السينمائية إلى إيلاء مزيد من الاهتمام بهذه النوعية من الأفلام. فائزون وخاسرون لكن نتائج الدورة الـ87 لجوائز الأوسكار التي ذهبت بمعظمها لأفلام ذات ميزانيات وعائدات منخفضة نسبيا دفعت بعض المحللين لوصف شباك التذاكر بأميركا الشمالية بالخاسر الأكبر لدرجة أن أحد النقاد السينمائيين ترّحم على أيام هوليود الخوالي وأفلامها ذات الإنتاجية والإيرادات الضخمة متسائلا لماذا تكره هوليود نفسها؟. وقد حصد فيلم بيردمان للمخرج أليخاندرو إيناريتو أربع جوائز رئيسية عن فئات أفضل فيلم ومخرج وسيناريو وتصوير، في حين قدرت ميزانيته بـ22 مليون دولار وحقق إيرادات حتى نهاية الأسبوع الأول من فبراير/شباط الجاري بمقدار 31 مليونا، وحل كثاني فيلم منخفض العائدات يفوز بجائزة أفضل تصوير خلال أربعين عاما بعد فيلم ذا هارت لكر عام 2009. وذهبت جائزة أفضل ممثل بدور رئيسي للبريطاني إيدي ريدمين، عن دوره في فيلم نظرية كل شيء للمخرج جيمس مارش التي لم تتجاوز ميزانية إنتاجه الـ15 مليون دولار، وبلغت عائداته 32 مليونا. أما جائزة أفضل ممثلة لدور رئيسي، فكانت من نصيب جوليان مور عن دورها بفيلم ستيل أليس ذي الكلفة الإنتاجية التي قاربت خمسة ملايين دولار، ولم تتجاوز إيراداته الثمانية ملايين. أما ما يخص الأفلام التي نالت الجوائز الثانوية، فنجد فيلم حراس المجرة الذي أنتج بميزانية 170 مليون دولار وحظي بعائدات فاقت 330 مليونا، وفيلم قناص أميركي (59 مليونا ميزانية و320 مليونا إيرادات) وفيلم إنترستيلر بميزانية 165 مليونا وإيرادات زادت على 187 مليونا. أما الأفلام الخاسرة فقد حققت إيرادات مرتفعة، إذ نال فيلم ذا ليغو موفي حوالي 188 مليون دولار، وغان غيرل حوالي 168 مليونا، وإنتو ذا وودز حوالي 125 مليونا وأنبروكن حوالي 115 مليونا.
مشاركة :