قال مسؤول عسكري كبير في النيجر، ان بلاده وتشاد والكاميرون تسعى لمحاصرة جماعة "بوكو حرام" المتطرفة داخل حدود نيجيريا قبل هجوم بري وجوي من المقرر أن تشنه قوة مهام اقليمية أواخر الشهر المقبل. وخاضت الجماعة المتشددة التي قتلت الآلاف خلال حملة تمرد في نيجيريا على مدى ست سنوات، معارك شرسة مع جيوش الدول الثلاث؛ وذلك في جنوب النيجر وشمال الكاميرون قرب الحدود النيجيرية خلال الاسابيع القليلة الماضية. واعلن الجيش التشادي مساء أول من امس انه استعاد السيطرة على مدينة ديكوا التي تبعد حوالى 50 كيلومترا جنوب غربي مدينة غامبرو على الحدود النيجيرية. وقالت بابورا ديوا، احدى سكان المدينة، في حديث هاتفي من بلدة فوتوكول الحدودية في شمال الكاميرون، ان "الجنود التشاديين استعادوا ديكوا من بوكو حرام بعد معارك عنيفة". وروت ديوا ان التشاديين دخلوا من جهة مدينة غامبرو، التي كانوا استعادوها مؤخرا، مستخدمين الاسلحة الثقيلة، كما هزموا مجموعة مسلحين في قرية لوماني على بعد 15 كيلومترا عن ديكوا. وتابعت انهم "حين دخلوا الى ديكوا جرت معارك عنيفة ولكنهم على الاقل نجحوا في التغلب على مقاتلي بوكو حرام". واضافت "قتلوا الكثيرين منهم، ومن بينهم قائدهم المعروف بمصادرته للماشية في المنطقة"، موضحة "اغتنمت فرصة وجود القوات التشادية لمغادرة المدينة. كنت أخشى المغادرة حين سيطرت بوكو حرام عليها خوفا من اتهامي بالخيانة وقتلي". ودعم الكثير من السكان شهادة ديوا، فهم ايضا اغتنموا دخول القوات التشادية للفرار من المدينة القريبة من معسكرات "بوكو حرام" في غابة سامبيسا. وروى جيدا صالح، من سكان المدينة ايضا، ان القوات التشادية استخدمت الأسلحة المدفعية الثقيلة، كما شنت هجمات برية في منطقة كالا بالغي، وخصوصا في قرية نديوو التي هي على حد قوله، احد معاقل "بوكو حرام" ايضا. واوضح ان "القرية كلها تعرضت للقصف ومن الواضح ان جماعة بوكو حرام منيت بخسائر كبيرة نتيجة الهجمات الجوية. اما القوات البرية فدخلت لاحقا". كما افاد بأن "بلدة ميليري تعرضت ايضا الى قصف جوي تشادي، من ثم تمت السيطرة عليها برا". وتابع "حين غادرنا علمنا ان الجنود التشاديين كانوا في طريقهم الى قرية كوشيموري، حيث تبقي جماعة بوكو حرام على الماشية التي تجمعها من السكان"، موضحا "احتفظوا بآلاف المواشي هناك، وشغلوا الاشخاص في تريبتها لهم". ورحب الغوني والي امير، احد سكان كالا بيلغي، ايضا بالهجوم التشادي. وقال "كانت الحياة في ظل حكم بوكو حرام وكأننا نعيش في حقل ألغام. نخشى دائما ان تكون خطوتنا المقبلة هي الاخيرة. اشكر الله اني الآن بمنأى عنهم". وكانت فوتوكول، البلدة الكاميرونية على الحدود مع نيجيريا، تعرضت نفسها الى هجوم دموي شنته جماعة بوكو حرام ضدها، وأسفر عن مقتل 81 مدنيا و13 عسكريا تشاديا وستة عسكريين من القوات الكاميرونية. وجاء هجوم بوكو حرام على البلدة الكاميرونية ردا على استعادة القوات التشادية السيطرة على مدينة غامبرو في نيجيريا في الثالث من فبراير (شباط). ويقول احد سكان المدينة الكاميرونية الصغيرة ان "الجميع يعيشون الآن والخوف في قلوبهم والموت في نفوسهم". ومن الممكن رؤية آثار الهجوم المتطرف على المدينة التي استقبلت ايضا الفارين من المعارك في نيجيريا.
مشاركة :