يجيب الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، عن سؤال تقول صاحبته « لى صديقة حدث لها مصيبة فأصبرها وأقول لها إن الله يختبر صبرك فأصبري وتحملى فهذا قضاء الله، فقالت لى الله خلقنا ويعرف أننا سنتحمل أم لا فلماذا يختبر صبرنا ولماذا بيتلينا؟». وأجاب "جمعة" قائلًا: "يبتلينا الله حتى يدخلنا الجنة، فحتى لو عاش الإنسان مائة عام فعدد هذه السنوات بـ3 دقايق عند الله لقوله تعالى { تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا}، فعندما يرزق الإنسان بدخوله الجنة يوم القيامة ويرى فيها من نعيم الله فيتمنى لو كان أنزل الله عليه مصائب الدهر كله مادام أجر هذة المصيبة التى أنزلت عليه جزائها الجنة ونعيمها فيقول يا ليتني كنت فى بلاء مستمر". وأوضح: أن هذه الدنيا وكل ما يحدث فيها مزرعة للأخرة حيث قال تعالى { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلا}، فالصبر على قمة العمل الصالح فقال الله تعالى { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ} فقدم الصبر على الصلاة فلو لم يكن الصبر شأنه عظيم كهذا لما جعل الله فى الجنة بابَ للصبر يدخل منه الصابرون يوم القيامة.وتابع قائلًا: "فعليكي أن تُصبري صديقتي وتُخبريها إن هذا البلاء الذى أحل بها فى ميزان حسناتها وسيكون من نصيبها الجنة، فالله سبحانه وتعالى حكيمٌ لا يفعل شيئًا عبثًا ولا يخلق شيئًا سُدىً فهو العدْلٌ ولا يظلم أحدًا".
مشاركة :