اختتم البابا فرنسيس القمة الاستثنائية التي أقيمت في الفاتيكان حول انتهاكات الإكليروس الجنسية، اليوم، الأحد، بالدعوة إلى "معركة شاملة ومفتوحة" ضد الاعتداءات الجنسية على القصر. ووصف البابا تلك الاعتداءات بالجريمة الشنيعة والمقيتة، مضيفاً أنه يجب "مسحها عن وجه الأرض". وخلال كلمة الختام قارن الحبر الأعظم "المعركة" التي دعا إليها بالتضحية الإنسانية، غير أنه لم يشرح السياسات التي ترغب الكنيسة في اتباعها لحلّ هذه المشكلة. ووعد البابا بألا تدخر الكنيسية الكاثوليكية مجهوداً في جرّ الجناة والمعتدين إلى المحاكم، إلا أن تلك الوعود أتت مخيبة لآمال الضحايا، حيث رأى فيها البعض خطاباً كنسياً مكرّراً. هذه الخيبة عبر عنها محامو ضحايا قائلين إن البابا فرنسيس "يكرر وعوداً قديمة ولا يقدم طروحات ملموسة جديدة". وقالت آن دويل، من منظمة أميركية تعنى بمحاسبة رجال الدين المسيحيين المتهمين بارتكاب انتهاكات جنسية "احتجنا من البابا أن يقدم لنا خطة حاسمة وواضحة. بدل ذلك قام بإعادة تدوير خطابات نعرفها جيداً وسمعناها قبلاً. وقال البابا إن "حالة فردية واحدة" من الانتهاك الجنسي – واصفاً ذلك بصنيعة الشيطان – يجب أن يتم التعامل معها بالطريقة الأكثر جدية. كذلك وعد رأس الكنيسة الكاثوليكية بإعادة النظر في التوجيهات الكنسية وقوانين العمل المطبقة حالياً في مختلف المطرانيات في العالم الكاثوليكي، واعداً بإعادة قراءتها وإجراء تعديلات عليها من شأنها أن تسهل محاسبة المسؤولين. وأضاف أن اجتثاث ما سمّاه "تيار الانتهاكات الجنسية" بحاجة إلى اتخاذ ما يتعدّى الخطى القانونية والإجراءات التأديبية، مناشداً الكنيسة "بحماية الأطفال".راهبة تنتقد بشدة صمت الفاتيكان على فضائح الاعتداءات الجنسية بحق الأطفال وأشار الباب إلى أنه من أجل "محاربة هذا الشر الذي يضرب قلب رسالتنا، تجب حماية الأطفال من الذئاب المفترسة". كذلك أشار البابا إلى أن الأكثرية العظمى من هذه الانتهاكات الجنسية تقع داخل العائلة. واستعرض المشكلة المجتمعية الأوسع للسياحة الجنسية والمواد الإباحية على الإنترنت، في محاولة لوضع سياق لما قال إنه كان شيئاً يحظر تناوله في السابق.البابا فرنسيس مترئساً قداس اليوم في الفاتكيانGiuseppe Lami/Pool Photo via AP لكنه قال إن الاعتداءات الجنسية على الأطفال تصبح أكثر بشاعة عندما تقع داخل الكنيسة الكاثوليكية، "لأن هذا يتعارض تماما مع سلطتها ومصداقيتها الأخلاقية."في قمة الفاتيكان: كاردينال يعتذر عن التستر على اعتداءات الأساقفة الجنسية واستدعى الحبر الأعظم أساقفة من جميع أنحاء العالم إلى القمة، التي استمرت أربعة أيام، لإقناعهم بأن الاعتداءات الجنسية والتغطية عليها ليست مشكلة في بعض البلدان فحسب، بل مشكلة عالمية تهدد مهمة الكنيسة الكاثوليكية ذاتها. وعرض تعهداً - من ثماني نقاط - حول أولوياته في المستقبل، داعيا إلى تغيير العقلية الدفاعية للكنيسة والتعهد بعدم تكرار حالات التغطية على هذه الاعتداءات.البابا عن انتهاكات الإكليروس: الكاثوليك ينتظرون إجراءات ملموسة وفعالة وقال إن الضحايا يجب أن يلقوا رعاية كبيرة، بينما يجب على الكهنة أن يخضعوا لطريق ثابت من النقاء والخوف من الرب.وأضاف "وسط العضب المبرر للناس، ترى الكنيسة انعكاس غضب الرب بعد خيانة وإهانات هؤلاء الأشخاص المخادعين".
مشاركة :