دافع معالي سفير الجمهورية اليمينة في كوالالمبور الدكتور عادل باحميد عن موقف المملكة العربية السعودية الذي تقوم به في اليمن وأنها جاءت للإنقاذ وليس الحرب كما تدعي بعض وسائل الإعلام . كما طالب بعض وسائل الإعلام وكذا المسؤولين في ماليزيا إلى التعمق أكثر لفهم الحالة في اليمن ونقل الصورة الحقيقية . وانتقد باحميد خلال مداخلة له في ندوة ”الوقوف مع اليمن“ التي نظمتها مفوضية حقوق الإنسان الماليزية ومنظمة بعثة السلام الماليزية، وعشر منظمات أخرى غير حكومية في العاصمة كوالالمبور يوم أمس لما ورد فيها من الإساءة للمملكة العربية السعودية ودورها في اليمن ، وطالب المنظمين أن يكونوا أكثر شجاعة وأكثر دقة وأكثر صدقا وأكثر إنسانية وأن يغيروا العنوان ويستبدلوه بعنوان (الوقوف ضد السعودية ) لأن هذا هو العنوان الحقيقي لندوة إنسانية عنوانها الوقوف مع اليمن بينما ما يُسمع فيها كله ضد السعودية فقط فقال: أعتقد أن حدثا يحمل هذا العنوان (الوقوف مع اليمن) ينبغي أن تكون فيه الأولوية لليمن ولكن نصيحتي للمنظمين هنا أن يكونوا أكثر شجاعة وأكثر دقة وأكثر منه صدقا وأكثر إنسانية بأن يغيروا العنوان ويستبدلوه بعنوان (الوقوف ضد السعودية ) لأن هذا هو العنوان الحقيقي لهذه الفعالية . وأضاف السفير اليمني : أنا هنا لست للدفاع عن السعودية فهم قادرون على الدفاع عن أنفسهم ولكني تأثرت جداً وشعرت بالإساءة ، وأقولها بكل صراحة عندما أرى بعض الناس يمشون على دموعنا وآلامنا فقط ليهاجموا سياسيا طرفا آخر فحقا لقد تأثرت وشعرت بالإساءة . وسأل باحميد الحضور: هل تعمقنا في بحثنا عن حقيقة ما يجري في اليمن. للأسف لم نفعل ذلك بما في ذلك بعض وسائل الإعلام المختلفة وكذلك إخواننا في ماليزيا وغيرهم الكثير بحاجة لأن يتعمقوا أكثر ليفهموا الحالة في اليمن وليس فقط مجرد إظهار التعاطف الذي نقدره ونشكره ولكن أنتم بحاجة إلى التعمق أكثر. واستعرض السفير تسلسل الأحداث في اليمن وأسباب التدخل السعودي في اليمن والتي سبقت تشكيل التحالف فقال : هل تعتقدون أننا في اليمن حمقى لنقاتل بعضنا البعض بهذه الطريقة هل نحن حمقى لدرجة أن مسلما يقتل آخر ؟ لقد كانت بداية الثورة في فبراير 2011 “وأنا لا أقول ذلك دفاعا عن السعودية ” حيث كان اليمن على وشك الدخول في حرب لولا مساعدة الأشقاء السعوديين خاصة الذين مارسوا الضغط على الرئيس السابق الذي قتله الحوثيون ليجلس على الطاولة ويوقع المبادرة الخليجية والتي تحت مظلتها جلس اليمنيون لأكثر من عشرة أشهر في نقاش وحوار سلمي وتوصلنا إلى مخرجات الحوار الوطني والذي نصت على أن تتحول اليمن إلى النظام الفدرالي ووضعنا الحلول للقضية الجنوبية وقضية صعدة والعديد من المشاكل التاريخية ، ولكن حدث فجأة ما يحدث الآن !!! لأنه ليس هناك خيار آخر والحرب ليس بالخيار السهل ولكننا نواجه مجموعة تدعي الحق الإلهي في الحكم . ونحن ضد العنصرية إجمالاً ولكن عندما تأتي مجموعة وتريد بالقوة تطبيق هذا الحق الإلهي في الحكم في اليمن فقط لأنهم يدعون أنهم يمتلكون الدم المقدس في أجسادهم بينما نحن والبقية مثل الأكياس الورقية (الزنابيل) بالنسبة لهم . لا أحد على الإطلاق يقبل ذلك . ولقد حاولنا مراراً سلمياً عبر الذهاب الى جنيف 1 و 2 و 3 وإلى مشاورات الكويت ومؤخراً الى السويد وسعدنا بنتائج مشاورات ستوكهولم ولكن ما النتيجة .. لا زلنا نواجه نفس المجموعة التي تحاول بالقوة وتحمل السلاح وتهاجم المدن حتى سيطرت على العاصمة بالسلاح وحاولت قتل الرئيس الشرعي في صنعاء مرتين وحاولوا قتله في عدن مرتين فكيف يمكن أن لا نقف معه . كيف يمكن أن نسلمه لهم ؟ وبعد أن تمكن من الهروب بأمان حتى الحدود العمانية قاموا بتدمير القصر الرئاسي في عدن عبر القوات الجوية وأنا شاهد حي لأني كنت محافظا لحضرموت حينها وكنت محاصرا في مقر المحافظة بقوات موالية للحوثي.. لهذه الأسباب جاء التدخل السعودي وحينها وفي تلك الليلة بالذات فقط بدأت عمليات عاصفة الحزم في السادس والعشرين من شهر مارس 2015 م . لذلك من يريد الحقيقة عما يجري في اليمن عليهم الذهاب لما قبل التدخل السعودي في اليمن وليس ما بعده إن كنتم باحثين عن الحقيقة . ولكن للأسف الكثير يتوقفون عند نقطة انطلاق عاصفة الحزم فقط . وكانت قد عُقدت في العاصمة الماليزية كوالالمبور ندوة بعنوان ”الوقوف مع اليمن“ بتنظيم مفوضية حقوق الإنسان الماليزية ومنظمة بعثة السلام الماليزية، إضافة إلى تضامن حوالي عشر منظمات غير حكومية في هذه الندوة التي هدفت في الأساس إلى جمع تبرعات مالية لصالح المتضررين من الحرب في اليمن بحضور وزير الخارجية الماليزي سيف الدين عبدالله الذي ناب عن رئيس الوزراء مهاتير محمد وألقى كلمته في الحفل ، فيما شارك في جلسة الافتتاح رئيس الجامعة الإسلامية العالمية ذوالكفل عبدالرزاق، ورئيس مفوضية حقوق الإنسان الماليزية رازالي إسماعيل. وشارك في الجلسة الثانية للندوة، كل من وزير الدولة للشؤون الإسلامي مجاهد راوا، والمفكر السياسي الماليزي الشهير الدكتور شاندرا مظفر مؤسس منظمة الحركة الدولية للعدالة، والخبير السياسي الأمريكي الدكتور جيمس دورسي المحاضر في جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة، ورئيس منظمة اللاجئين اليمنيين في ماليزيا الدكتور عبدالرحمن المري.
مشاركة :