كونا - أكد سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أن التحديات المشتركة، وعلى رأسها قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، تحتم التعاون بين الدول العربية والأوروبية لمواجهتها، معرباً عن الثقة بمستقبل التعاون الثنائي وبالقدرة على تعويض ما فات خلال السنوات الماضية من إنجازات على صعيد التعاون المشترك.وشدد سمو الأمير على ضرورة التفاعل أكثر مع القضية الفلسطينية وجعلها في صدارة اهتمامات المجتمع الدولي، لأن بؤر التوتر والاحتقان في المنطقة مردها إلى تجاهل هذه القضية وعدم الوصول إلى الحل العادل والشامل للشعب الفلسطيني.جاء ذلك في كلمة صاحب السمو، مساء أمس، في القمة العربية - الأوروبية الأولى التي تستضيفها مدينة شرم الشيخ بمصر على مدى يومين، وفي ما يلي نصها:«يسرني في البداية أن أعرب عن بالغ سعادتي لهذا اللقاء التاريخي الأول الذي ينعقد بين الدول العربية والدول الأوروبية في هذه المدينة الجميلة، كما أود أن أتقدم بالشكر والتقدير للأشقاء والأصدقاء قادة الدول العربية والأوروبية على تلبيتهم للدعوة لهذا الاجتماع واستجابتهم بالمشاركة فيه والتي تعبر عن حرصهم على تحقيق الاهتمام والتطوير للعلاقات العربية - الأوروبية كما لا يفوتني أن أتقدم لأخي فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة على دعوته لنا وعلى الحفاوة وكرم الضيافة التي حظينا بها.أصحاب الجلالة والفخامة والسمولقد مرت منطقتنا بمراحل تاريخية مختلفة كان التفاعل الحضاري وغيرها فيها واضحاً وجلياً حيث تأثيرات المنطقة العربية واضحة وظاهرة على هياكل الحضارة الأوروبية وبالمثل نرى بوضوح تأثيرات النهضة الأوروبية والحضارة الأوروبية جلياً وواسعاً على مؤسسات المنطقة العربية الفكرية والتعليمية والسياسية، كما أن لدينا فضاء مشتركاً وبحاراً مشتركة وتواصلاً جغرافياً على الأرض وكلها عوامل تعزز من تفاعلنا وتوطد من تعاوننا وتمكننا من خلق آليات التنسيق والسعي لشراكة نستطيع من خلالها دعم وتطوير علاقاتنا وتوسيع آفاقها لتحقيق المصالح المشتركة لدولنا على كافة المستويات الاقتصادية والتعليمية والطاقة والاستثمار.أصحاب الجلالة والفخامة والسموإننا نثق بأن مستقبل تعاوننا واعد، فحجم التبادل التجاري بين دولنا جاوز الثلاثمئة وستة وعشرين ونصف مليار دولار، واليوم نشهد تطورا وارتقاء بمستوى تعاوننا إلى مستويات أعلى، كما أننا على ثقة أيضاً بأننا قادرون على اللحاق بما فاتنا خلال السنوات الماضية من إنجازات على صعيد التعاون المشترك وفي جميع المجالات.أصحاب الجلالة والفخامة والسموكلنا يدرك حجم الأخطار والتحديات التي نواجهها لما نمر به من ظروف أمنية وسياسية واقتصادية صعبة وهي ظروف تحتم علينا دعوتكم للعمل معنا لمواجهتها، إيماناً منا بالدور البارز والحيوي الذي تلعبه المجموعة الأوروبية على المستوى الدولي في تعاملها مع العديد من القضايا والمسائل التي تمثل تحديات مشتركة لنا جميعاً ولعل من أبرزها قضايا الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.أصحاب الجلالة والفخامة والسموننظر بإعجاب إلى الدور المتميز الذي تقوم به المجموعة الأوروبية في التصدي للعديد من الملفات الساخنة على الساحة الدولية حيث إن الدور الأوروبي في مواجهة ظاهرة الإرهاب يعد دوراً مميزاً، وكان لنا شرف التعاون والتفاعل معه لما يمثله ذلك من تحدٍ مشترك وتهديد مباشر لأمننا واستقرارنا جميعا.كما أن الدور الذي تقوم به المجموعة الأوروبية على الصعيد الإنساني يعد دوراً متقدماً ورائداً حيث إن عطاء الدول الأوروبية تميز بالسخاء دائماً في تلبية الاحتياجات الإنسانية للمجتمعات البشرية، وقد لمسنا ذلك في المسارعة في تلبية العديد من النداءات التي أطلقتها الأمم المتحدة ومنظماتها المتخصصة في العمل الإنساني ولقد كان لنا أيضا شرف التعاون والمشاركة مع المجموعة الأوروبية في تقديم الدعم للعديد من الأوضاع الإنسانية للكوارث والأزمات التي تمر بها دول منطقتنا والمناطق الأخرى في العالم. وفي سياق الحديث عن الدور الأوروبي لا بد لنا من الإشارة إلى أنه وبرغم الدور المتميز والمتقدم للمجموعة الأوروبية حيال القضية الفلسطينية إلا أننا نتطلع إلى أن نرى تفاعلاً ومبادرات أكبر وأكثر مع هذه القضية المركزية وسعياً إلى جعلها في صدارة اهتمامات المجتمع الدولي لأننا ندرك أن ما نراه اليوم من بؤر توتر واحتقان في منطقتنا إنما هو بسبب تجاهل هذه القضية وعدم الوصول إلى الحل العادل والشامل الذي يتطلع إليه أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق بل وأبناء الأمة العربية بأسرها.وفي الختام، لا يفوتني أن أتقدم إلى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور أحمد أبوالغيط وإلى الممثل الأعلى للشؤون السياسية والأمنية ونائب رئيس المفوضية الأوروبية السيدة فدريكا موغريني وإلى جهازيهما على ما بذلوه من جهود مقدرة في الإعداد لهذا اللقاء المهم.أكرر الشكر لكم جميعا متمنيا لأعمال لقائنا الأول كل التوفيق والسداد. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته». صاحب السمو بحث العلاقات الثنائية مع ملك البحرين والرئيس العراقي كونا - استقبل سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد على هامش القمة ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى في المركز الدولي للمؤتمرات بمدينة شرم الشيخ، حيث بحثا العلاقات الأخوية الطيبة التي تجمع بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل دعمها وتنميتها على الأصعدة كافة بما يخدم مصالحهما المشتركة وآخر مستجدات الأوضاع في المنطقة.واستقبل سمو الأمير الرئيس العراقي الدكتور برهم صالح. وكذلك التقى سمو الأمير رئيس الوزراء في مملكة هولندا مارك روت، حيث تم استعراض العلاقات الثنائية التي تربط البلدين والشعبين الصديقين وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات. وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين وسبل دعمها وتنميتها على الأصعدة كافة وآخر المستجدات على الساحتين الاقليمية والدولية.ويرافق سمو الأمير وفد رسمي، يضم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ووزير المالية الدكتور نايف الحجرف، ووكيل الديوان الأميري مدير مكتب صاحب السمو أحمد الفهد، والمستشار بالديوان الأميري محمد أبوالحسن، ورئيس المراسم والتشريفات الأميرية الشيخ خالد العبدالله، ونائب وزير الخارجية خالد الجارالله، ورئيس الشؤون الإعلامية والثقافية بالديوان الأميري يوسف الرومي، ورئيس الشؤون السياسية والاقتصادية بالديوان الأميري الشيخ فواز السعود، وكبار المسؤولين بالديوان الأميري ووزارة الخارجية. السيسي يدعو إلى مقاربة عربية - أوروبية شاملة لمكافحة «الوباء اللعين» خادم الحرمين يدعو إلى موقف دولي موحد تجاه ممارسات إيران العدوانية وتدخلاتها السافرة | شرم الشيخ (مصر) - من محمد عمرو وعادل حسين | دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موقف دولي موحد لوقف التدخلات الإيرانية السافرة في شؤون الدول الأخرى، فيما شدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على ضرورة اتفاق الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي على «مقاربة شاملة» لمكافحة الإرهاب.جاء ذلك في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية - الأوروبية الأولى التي انطلقت أمس في مدينة شرم الشيخ، وتستمر يومين، تحت شعار «في استقرارنا نستثمر»، بحضور عشرات الزعماء العرب والأوروبيين، لبحث عدد من القضايا التي تهم الجانبين.وتعقد القمة الأولى من نوعها برئاسة مشتركة بين الرئيس السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ومشاركة عربية وأوروبية عالية المستوى.وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، مساء أمس، أكد الملك سلمان أن «ما يقوم به النظام الإيراني من دعم لميليشيات الحوثي وغيرها في المنطقة، وممارساته العدوانية وتدخلاته السافرة في شؤون الدول الأخرى، يتطلب موقفاً دولياً موحداً لحمله على الالتزام بقواعد حسن الجوار والقانون الدولي ووضع حد لبرنامجه النووي والبالستي».وأضاف «نتمسك بمبدأ احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية... مسؤوليتنا تجاه شعوبنا والأجيال المقبلة تستدعي بناء شراكة عربية - أوروبية».ومع تجديده الدعوة للحل السياسي للأزمات التي تمر بها بعض الدول العربية وفقاً للمرجعيات الدولية في هذا الشأن، مشيداً بالجهود الأوروبية الداعمة لذلك، شدد خادم الحرمين على أن القضية الفلسطينية هي القضية الأولى للدول العربية، وحلها «مهم لاستقرار الشرق الأوسط».وأضاف «إننا نؤمن بأن قضايا اللاجئين والمهاجرين والنازحين من بلدانهم بسبب مآسي الحروب والنزاعات هي على رأس القضايا الإنسانية الملحة ونأمل أن تنجح هذه القمة في المساعدة على إيجاد حلول لها»، مؤكدا أنه «من منطلق المبادئ والثوابت الإسلامية والعربية فإننا لا نتهاون ولا نتأخر في تأدية واجباتنا الإنسانية تجاه الأزمات التي يعاني منها العديد من دول وشعوب المنطقة والعالم دون تمييز ديني أو عرقي».من جهته، دعا الرئيس المصري الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبي للاتفاق على «مقاربة شاملة» لمكافحة الإرهاب.وقال في كلمته التي افتتح بها الجلسة «إن انعقاد قمتنا الأولى اليوم، ومستوى الحضور الرفيع، هو خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما، كما يعكس الاهتمام والحرص المتبادل، لدى الطرفين، على تعزيز الحوار».وأضاف أن «خطر الإرهاب البغيض بات يستشري في العالم كله كالوباء اللعين، سواء من خلال انتقال العناصر المتطرفة عبر الحدود من دولة إلى دولة، أو باتخاذهم بعض الدول ملاذا آمناً».وتابع «إننا اليوم في أمَّس الحاجة، لتأكيد وحدتنا وتعاوننا أمام هذا الخطر، والوقوف صفاً واحدا ضد هذا الوباء، الذي لا يمكن تبريره تحت أي مسمى، فالإرهاب مختلف كل الاختلاف عن المعارضة السياسية السلمية، التي نقبلها جميعا كظاهرة صحية ومقوم أساسي لأي حياة سياسية سليمة».وأضاف «لقد تجسدت هذه التحديات المشتركة أيضاً في بؤر الصراعات في المنطقة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي تمثل قضية العرب المركزية والأولى، وأحد الجذور الرئيسية لتلك الصراعات، بما تمثله من استمرار حرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة».وأكد «لا يسعني هنا، إلا أن أحذر من تداعيات استمرار هذا النزاع على دولنا كافة، كما أشير إلى أنه من مفارقات هذا النزاع، أن إحلال التسوية الشاملة والعادلة، من دون انتقاص لحقوق الشعب الفلسطيني كافة ووفقاً لمرجعيات الشرعية الدولية، يمثل نفعاً مشتركا للأطراف الإقليمية والدولية، كما سيفوت الفرصة على قوى التطرف والإرهاب، لصرف انتباه الأجيال الشابة، التي لم تعرف سوى الاحتلال والحروب، عن الالتحاق بركب التقدم والتنمية». توسك: نكافح رسائل التطرف التي يمكن أن تهز مجتمعاتنا حض رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك الدول المشاركة في القمة العربية - الأوروبية على «اغتنام الفرصة» لتكون تلك الدول أقرب في التعاون في ما بينها، معتبراً أن «القرب الجغرافي واقع وضرورة».وقال، خلال كلمته في القمة، «هناك طريقتان للتعامل إما التعاون أو النزاع... ونحن نختار التعاون»، مضيفاً «علينا تمويل التعليم وتخفيف البطالة وتشجيع الاستثمار وتعزيز التجارة، من أجل تعزيز التعاون المشترك». وتابع «نكافح رسائل التطرف والأفكار القومية التي يمكن أن تهز مجتمعاتنا».ولفت إلى أنها «المرة الأولى التي تجتمع فيها القيادات الأوروبية بهذا الشكل... وذلك للاعتراف بأن تعاوننا يشكل أهمية أكثر مما كانت عليه من قبل، وأن قربنا الجغرافي وتكافلنا أمر يتطلب منا أن نواجه التحديات المشتركة معاً».من جهته، أقر رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، بأن هناك اختلافات في وجهات النظر «لكن يجب البناء معاً لمواجهة التحديات».وذكر أن النهضة الأوروبية «استلهمت من الحضارة المصرية»، و«نرغب في أن نكون شريكاً للدول العربية في فتح آفاق جديدة لإعطاء أمل للشباب».بدوره، اعتبر الرئيس الروماني كلاوس يوهانيس أن الهجرة «لا تزال التحدي الكبير»، داعياً إلى التعامل مع أسبابها الأصلية بالتعاون الوثيق مع بلدان الأصل وبلدان المرور.
مشاركة :