أكّدت هيئة البيئة بأبوظبي، تسجيل مشاهدة الوشق العربي في متنزه جبل حفيت الوطني بمدينة العين في وقت سابق من الشهر الجاري. والتقطت صور الوشق العربي من خلال كاميرا مراقبة خاصة، ضمن الشبكة التي تديرها الهيئة وتضمّ أكثر من 45 كاميرا تعمل على مدار الساعة وتلتقط الصور تلقائيًّا عند مرور أي جسم من أمامها، ضمن برنامج الهيئة طويل الأمد لدراسة ومراقبة المناطق المحمية والموائل الحساسة بيئيًّا في جميع أنحاء الإمارة. وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري الأمين العامّ بالإنابة لهيئة البيئة- أبوظبي، إن الحفاظ على التنوع البيولوجي وصون المناطق المحمية في الإمارة يعد أولوية رئيسية بالنسبة لهيئة البيئة، أبوظبي. وتأتي إعادة اكتشاف الوشق العربي في أبوظبي ليسلّط الضوء ليس فقط على أهمية الحفاظ على الموائل الحيوية في الإمارة فحسب، بل على أهمية أدوات وأساليب البحث المتقدمة التي نطبقها لمعرفة مزيد عن بيئتنا وجميع مكوناتها. وأضافت الظاهري، نحن بدورنا سنواصل جهودنا في صون ورصد الحياة البرية والنظم البيئية المحلية، ما سيساعدنا في الحفاظ على البيئة للأجيال القادمة وندعو عامة الجمهور لمشاركتنا في هذا المسعى. وفي حين ينتشر الوشق العربي على نطاق واسع في جميع أنحاء المنطقة، عادةً في المناطق الجبلية، إلا أن وجوده في شبه الجزيرة العربية أصبح نادرًا على نحو متزايد، بسبب ممارسات الصيد غير المشروع وتدمير الموائل، ونظرًا لعدم توفر أي سجلات سابقة لوجود هذا النوع في الماضي القريب، فقد تم إعلان انقراضه في المناطق البرية من خلال القائمة الحمراء للأنواع الرئيسية في أبوظبي. وستواصل الهيئة رصد هذا التطور من أجل تحديد كثافة أعداد الوشق العربي وجمع مزيد من المعلومات حول نطاق وجوده وتوزعه. والوشق العربي حيوان متوسط الحجم من فصيلة السنوريات، ويمتاز بلونه الرملي وأذنيه السوداويتين الطويلتين، وقد شوهد لآخر مرة في إمارة أبوظبي عام 1984. ورغم أن «الوشق» يعرف بشكل عامّ بأنه من الحيوانات التي تنشط ليلًا، إلا أن الهيئة تمكنت من الحصول على صور نهارية وليلية لأحد ذكور هذه الفصيلة التي تعرف بأنها تصطاد الطيور والقوارض والثدييات الصغيرة تحت أشعة الشمس خلال المواسم الباردة، ويمكن أن تعيش لفترة طويلة دون شرب الماء.
مشاركة :