شهد عرض «أين تذهب هذا المساء؟ الثمانينات» الذي تابعه جمهور غفير على مسرح المياسة بمركز قطر الوطني للمؤتمرات يومي الخميس والجمعة الماضيين، نجاحاً باهراً، ما حدا بالكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى المطالبة بتمديد عروضه من أجل إتاحة فرصة للذين لم يستطيعوا الحصول على التذاكر لنفادها، وجاء عرض «الثمانينات»، بالتعاون مع مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي الكويتي، وبتنظيم شركة الريان للإعلام والتسويق.يعتبر عرض «أين تذهب هذا المساء؟ الثمانينات» استحضاراً لفترة من الزمن الثقافي، ولأهم البرامج والأعمال التي ترسخت في أذهان الجميع، سواء مواليد الثمانينيات أو من عاصر هذه الفترة الجميلة التي أنتجت أضخم البرامج الكويتية والأعمال ذات الإنتاج البرامجي المشترك لدول الخليج العربي. ورداً للتحية بأحسن منها، أدت الفرقة الموسيقية التي قدمت عرض «الثمانينات»، عدداً من الأغاني القطرية الخالدة، فضلاً عن تهنئة العنابي بفوزه بكأس آسيا بأغنية «حيّوا فريقي» التي ألهبت الجماهير. كما تابع العروض إلى جانب الجماهير الغفيرة، شخصيات مجتمعية مرموقة في عدد من المجالات السياسية والثقافية والفنية والرياضية. يشار إلى أن «أين تذهب هذا المساء؟».. سؤال درجت وسائل الإعلام على استخدامه من أجل لفت أنظار المتلقي إلى الأماكن التي يمكن أن يذهب إليها والاستمتاع بها، حيث تبنى مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي بدولة الكويت الفكرة، وحوّلها إلى مشروع رحلة ثقافية ممتعة تسير عكس اتجاه الزمن، لتعود بالجمهور إلى أجواء الثمانينيات الفنية، حينما كان الكل يجتمع ويتحلّق حول جهاز التلفزيون لمتابعة برامجه المسائية في استعادة ألوان الطيف الفنية التي كانت تسطع في سماء الكويت في هذا العقد السخي بالإبداع الدرامي والغنائي والبرامجي، سواء على شاشة التلفاز أو عبر ميكروفون الإذاعة. ويهدف القائمون على الفعالية التي تتزامن مع احتفالات دولة الكويت بيومها الوطني إلى تحقيق متعة لا نظير لها للجمهور، حيث يستعيد الكبار الذين شاهدوا هذه الأعمال وعاشوا تفاصيلها ذكرياتهم معها، في لحظات ذهبية من الزمن الجميل، أما الصغار الذين لم تسنح لهم الفرصة لرؤيتها من قبل، فيعيشون أوقاتاً استثنائية مع إبداعات نسجت ملامح حقبة بعيدة سمعوا عنها فقط من آبائهم. وعلى مدى وقت العرض الذي يناهز 120 دقيقة مع الاستراحة، تابع الجمهور عرضاً بصرياً يسلّط الأضواء على حقبة الثمانينيات، ويركز على موسيقى بعضها يتعلق بالبرامج، وبعضها تخلل المسلسلات والألعاب. مدير مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي: فترة الثمانينيات لها خصوصية في ذاكرة أهل الخليج أوضح السيد فيصل الخاجة مدير عام مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، بالمناسبة، أن فترة الثمانينيات لها خصوصية في ذاكرة أهل الخليج بصفة عامة، وفي ذاكرة الكويتيين بصفة خاصة لأن تلفزيون الكويت في السبعينيات كان ينتج برامج بالأبيض والأسود وبرامج ملونة، ولكن بعض أنواع البرامج لم تكن ناضجة مثلما حدث في فترة الثمانينيات التي كانت حافلة بأعمال زاخرة ومتنوعة، وتغطي مختلف المجالات، مثل برامج الكرتون الذي كان ناضجاً أكثر في الثمانينيات، وكان هناك إنتاج خليجي في مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك وفي الدبلجة، وهو ما لم يكن متاحاً في فترة السبعينيات، حيث كان الاعتماد على البرامج المستوردة دون أن يتم دبلجتها. وأضاف: نحن ننظر إلى فترة الثمانينيات ليس بدافع الحسرة أو الحنين، بقدر ما نحن ممتنون للمبدعين في تلك الفترة سواء القائمين على الإعلام أو الفنانين أو غيرهم من أصحاب الريادة، ونحن نطمح من خلال هذا العمل لأن نكمل المشوار الذي بدأه هؤلاء الفنانون لكن بطريقة مختلفة، ومن يشاهد العرض يلاحظ أن اهتمامنا لم يكن بالمشاهد أو الأغاني كاملة بل بطريقة الكولاج أو تقطيع المشاهد، فنحن لم نؤدِّ أغنية كاملة لأن هدفنا أن نقدم أكبر عدد من البرامج حتى نبين للمشاهدين كم كان تلفزيون الكويت في ذلك العصر متقدماً ومتفوقاً. وقال الخاجة عن المركز: «نعتبر أنفسنا في الكويت حلقة وصل بين العديد من الثقافات العالمية، وعلى هذا الأساس فإننا نستقبل الأوركسترات الغربية أو العروض الاستعراضية الموسيقية، بالإضافة إلى المؤتمرات والأحاديث العلمية والثقافية، ولدينا في هذا الإطار «حديث الاثنين» الذي يستضيف أدباء وشعراء وكتّاباً.. فالثقافة مفهوم شامل، وعرض مثل عرض الثمانينيات قد يغلب عليه الطابع الترفيهي لكنه في الأساس فعالية ثقافية، متقدماً بشكره لقطر قائلاً: «عند وصولنا إلى الدوحة غمرتنا سعادة لا توصف، ونحن نرى العلم القطري والكويتي يرفرفان في الشوارع، ولافتات كُتب عليها «شعب واحد»، وحسن الترحيب والمحبة التي غمرنا بها أهلنا في قطر.. فنحن قطر وقطر نحن، هي رسالة حب، وأتمنى أن نكون عند حسن الظن». القابس: نجاح كبير لعرض «الثمانينات» في قطر أشاد جاسم القابس، مخرج عرض «أين تذهب هذا المساء؟ الثمانينيات»، بحفاوة الاستقبال في بلده الثاني قطر، «الذين فتحوا لنا بيوتهم وقلوبهم منذ أن وصلنا إلى الدوحة.. حيث إننا لا نتشابه في اللهجة المنطوقة، بل في الثقافة المشتركة»، مشيراً إلى أن العرض رحلة في هذه الثقافة المشتركة، إذ إن الكل كان يستمع -ولا يزال- إلى موسيقى علي عبدالستار، ويضحك على مقاطع الراحل حسين عبدالرضا، واليوم هو جزء من هذا التاريخ المشترك، وتمنّى المخرج الكويتي أن يكون العرض بمثابة رد التحية للشعب القطري. وأوضح القابس، أن الأوركسترا التي تقود العمل وتؤدي المعزوفات الموسيقية تابعة لمركز جابر الأحمد الثقافي وعدد العازفين يقارب 80 عازفاً وعازفة مع المؤدين، وكلهم من الشباب، حيث يصاحب الموسيقى عرض بصري، منوهاً بأن العمل تم عرضه حوالي 17 مرة في الكويت، حيث حضره سمو أمير الكويت، وفاجأ الجميع بحضوره. وتابع الجمهور قرابة 55 مادة فنية، ما بين مقاطع فيديو ومقاطع موسيقية، حيث يعتبر العرض في مركز قطر الوطني للمؤتمرات بالدوحة، هو أول عرض خارجي لـ «أين تذهب هذا المساء؟ الثمانينيات». وعبّر القابس، في حديثه لـ «العرب»، عن طموحه لتقديم هذه العروض خارج الكويت، وفي أكثر من بلد عربي من أجل تقديم ثقافة بلده وتقديم المشترك، وأضاف: «تفاجأنا بحجم الحجوزات في وقت وجيز والإقبال الجماهيري الكبير». أوبريت «وطن واحد».. لوحات فنية بنكهة المحبة والوفاء شهد مسرح عبدالعزيز ناصر، أمس، عرض أوبريت «وطن واحد»، وسط حضورجمهور عريض وعدد كبير من الفنانين والمهتمين . وقال الموسيقار مطر علي، مؤلف الأوبريت الغنائي الضخم «وطن واحد»: إن هذا العمل من كلمات تيسير عبدالله وعبدالرحيم الصديقي، وإخراج ناصر عبدالرضا، وغناء فهد الكبيسي، وعيسى الكبيسي، وأصيل هميم. وأشار مطر علي إلى أن الأوبريت يتكون من ست لوحات، هي: لوحة البحر، أما اللوحة الثانية فهي اللوحة النسائية، واللوحة الثالثة فهي لوحة القروي، واللوحة الرابعة خاصة بالأطفال، واللوحة الخامسة هي لوحة العرضة، أما اللوحة السادسة فهي لوحة «الرمز». وتوجّه الموسيقار مطر علي الكواري بالشكر لموزع الأوبريت الموسيقي محمد المري، وهو معروف على مستوى الوطن العربي، ووزّع لمطربين كبار. كما توجّه بالشكر لعازف الإيقاع إبراهيم حسن، وللشعراء الذين شاركوا في كتابة كلمات الأوبريت، مضيفاً: «العمل قطري 100 %، سواء من حيث التوزيع أو الألحان أو التصميم والإخراج». من ناحيته، قال مخرج الأوبريت الفنان ناصر عبدالرضا: «عملنا على اللوحات الست من أجل توليفة فنية منسجمة، تربط بين الإيقاعات الموسيقية والغنائية وبين الحركات الاستعراضية». وأكد عبدالرضا أن الأوبريت عبارة عن رسائل حب موجّهة من الشعب القطري للشعب الكويتي الشقيق، مضيفاً: «جمعتني بالفنانين المشاركين أعمال كثيرة، وأعتبر الأوبريت الأخير مختلفاً كلياً عن الأوبريتات السابقة التي قدمناها. سنحاول من خلال اللوحات الست أن نقدّم فرجة بصرية من حيث الإضاءة والصوت بمشاركة مصمم الاستعراضات الفنان محمد الصايغ، في ثاني عمل يجمعني معه، وهو فنان مميز يحرص على تقديم الجديد في الفن الاستعراضي الخليجي، بالإضافة إلى 120 مشاركاً سيكونون معنا على خشبة المسرح». سعود جاسم: الأغاني الكويتية القديمة متأصلة في ذاكرة القطريين ألهب الفنان سعود جاسم مشاعر الجمهور مساء أمس الأول، بباقة من الأغاني الوطنية الكويتية والقطرية، بمصاحبة الفرقة الموسيقية التابعة لإذاعة صوت الريان، وقامت قناة الريان الفضائية بنقل الحفل مباشرة عبر شاشتها. وهنّأ الفنان سعود جاسم في الحفل الغنائي الذي يقام ضمن احتفالية «شعب واحد»، الجمهور الكويتي الحاضر، متقدما بشكره إلى اللجنة المنظمة للاحتفالية، على إتاحة الفرصة لمشاركة الأشقاء الكويتيين فرحتهم، قبل أن يصدح صوته بأعذب الأنغام. وقدم جاسم عددا من الأغاني الوطنية منها: «أنا كويتي»، كما غنّى «شيخنا خيال العليا تميم»، «وشومي له»، و»مطوّعين الصعايب»، فضلا عن عدد من الأعمال العاطفية من بينها «يا ليالي»، و»وعد مني»، و»عسى الله يرد بالسلامة»، و»كما الريشة» للفنان الراحل أبوبكر سالم، بطلب من أحد الحاضرين. وأعرب سعود جاسم في تصريح صحفي عن سعادته بالمشاركة في احتفالية «شعب واحد» التي تعكس روح الأخوة بين الشعب القطري والشعب الكويتي الشقيق، لافتا إلى أن الأغاني الكويتية القديمة متأصلة في ذاكرة القطريين، منوها إلى أن الإيقاعات القطرية والكويتية لا تختلف كثيراً فيما عدا بعض التفعيلات، مبيّناً في الآن ذاته إلى أن إيقاع أغنية «أنا كويتي» التي تفاعل معها الجمهور بحرارة هو إيقاع الدزة، وهو إيقاع خليجي قديم.;
مشاركة :