أبوظبي: إيمان سرور أكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أن دولة الإمارات تضم نموذجاً عالمياً في مجال التسامح والتعددية، وملتزمة باحترام الآخر والديانات المختلفة، مطالباً بالتركيز على الفرد والقدرة الوطنية لبناء الدول، والإيمان بأن ما يجمعنا أكثر مما يفرقنا، مشيراً إلى تمسك دولة الإمارات بالالتزام والاحترام، وفهم العديد من المعتقدات الثقافية والدينية المختلفة للناس الذين يعيشون ويعملون على أرضها، وخير دليل على ذلك، تم إنشاء أول وزارة للتسامح في العالم، كما خصص عام 2019 عاماً للتسامح فيها.أشار الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، كان رجل حكمة ونظرة ثاقبة، ويقدر هذه القيم النبيلة، موضحاً أن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، واصل نهج الشيخ زايد، وعزز قيم التسامح في العالم.جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية لانطلاق المؤتمر الوزاري الإقليمي الأول 2018 لتعزيز الحرية الدينية ودور التعليم والتسامح الديني في مكافحة الفكر المتطرف، الذي نظمته وزارة التسامح بالتعاون مع وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، في فندق سانت ريجيس السعديات أبوظبي، وتتواصل أعماله اليوم الاثنين. جيل متسامح وأكد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، أن المؤتمر الوزاري الإقليمي الأول لتعزيز الحرية الدينية ودور التعليم والتسامح الديني في مكافحة الفكر المتطرف، يسعى إلى تحقيق أهدافه عبر تعزيز المناهج التعليمية في المدارس لبناء جيل متسامح. ولفت إلى أن التعليم يضطلع بدور مهم في نشر قيم التسامح وتعزيز التنوع والتعددية، فالتربية والتعليم هما الأساس لفهم أوسع، ومنصة تسمح بالتفكير في سلوكاتنا تجاه الأخوة الإنسانية.ونبه إلى أن التطرف الديني لا يقتصر على ديانة واحدة، أو مجتمع واحد، مضيفاً أن زيارة البابا فرنسيس، وشيخ الأزهر، لدولة الإمارات، وتوقيعهما وثيقة الأخوة الإنسانية عززت موقع دولة الإمارات، وأكدت للعالم أنها منارة للتسامح. الحوار الصادق وشدد وزير التسامح على أن وثيقة الأخوة الإنسانية تسعى لإيجاد عالم متسامح ومشترك بين جميع الديانات، ولذلك تركز دولة الإمارات على الحوار الصادق بين مختلف المؤسسات الدولية لإيجاد عالم مبني على الازدهار والتعددية.ودعا إلى ضرورة التزام الجميع بقيم التعايش والتعددية واحترام الآخرين، قائلاً إنه «من المحزن أن تكون الديانات المختلفة مصدراً للاختلاف بدلاً من أن تكون مصدراً للوئام والتسامح، وآمل في أن تكونوا عازمين على التوصل لاستراتيجيات من أجل تحقيق التسامح والحرية الدينية والالتزام بهذا التنوع والتعددية تجاه الآخرين».وتضمن جدول أعمال المؤتمر أيضاً كلمات رئيسية لكل من الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس مجلس إدارة مركز هداية، والشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي، وسام براون باك سفير الحريات الدينية الدولية بوزارة الخارجية الأمريكية، ونوكس تيمز المستشار الخاص للأقليات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية، والدكتور شوقي إبراهيم عبدالكريم علام مفتي الديار المصرية.وطالب ابن بيه بتقديم رواية بديلة في العديد من القضايا من أجل تقليل خطاب الكراهية ونبذ العنف والتطرف، وإحلال رواية تقوم على التسامح والمحبة والأخوة.وشدد خلال كلمته في المؤتمر، على ضرورة تعزيز قيم التعايش بين الديانات واحترام الآخرين وقبول تنوعهم، إضافة إلى أن يكون الانتماء الديني حافزاً لإرساء قيم التعايش والسلم في العالم. مبادرة تنفع وعبّر الدكتور علي راشد النعيمي، عن تمنيه بأن يخرج المؤتمر بمبادرة تنفع منطقة الشرق الأوسط والعالم بأسره، لكونه أحد مخرجات المؤتمر الوزاري للحريات الدينية الذي انعقد في أمريكا يونيو/حزيران الماضي، لافتاً إلى أنه جزء من المؤتمرات الإقليمية في العديد من البلدان لنشر قيم التسامح.من جانبه، أكد نوكس تيمز، المستشار الخاص للأقليات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية، سعي بلاده عبر هذا المؤتمر إلى نشر رسالة سلام والتعددية والتنوع لدى الأطفال، مطالباً بالتشجيع على الوعي بأهمية التنوع والتركيز على الكرامة الإنسانية للحد من التطرف.من جانبه، قال فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية، إن المؤتمر يحمل عدة مصطلحات، لها من الأهمية والخطورة والدلالة، ما يدعونا الى الوقوف عندها والتأمل وتناوله بالبحث والدرس والمناقشة الواعية الجادة، وأن من اهم المصطلحات التي وردت في هذا المؤتمر مصطلح الحرية الدينية، وهو من المبادئ القرآنية الهامة التي أرساها الإسلام وحث عليها القران الكريم، حيث قال سبحانه وتعالى «لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي»، وعلى الرغم من وضوح هذا المعنى وثباته فقد جاءت جماعات الضلال والفتنة بمفهوم عجيب غريب عن دين الإسلام، وعن أخلاق رسولنا الكريم، يتلخص في دعوة انه بانقسام الخلق إزاء دعوة محمد صلى الله عليه وسلم الى مسلمين، وكفار، انعقدت العداوة بين الفريقين فجعلوا دعوة الإسلام دعوة صدام حضاري وكراهية أممية وعداوة دينية لكل من رفض الدخول في الإسلام. مكافحة التطرف في التعليم تعزز التسامح الديني أكدت الجلسة الرابعة بمؤتمر «نموذج الإمارات في دور تعليم التسامح بين الأديان» أمس، أهمية مكافحة التطرف العنيف في التعليم لتعزيز التسامح الديني، والممارسات الجيدة في التعليم وتدريب المعلمين، التي من شأنها تحفيز التعايش السلمي ومنع تطرف الشباب نحو العنف على وجه التحديد.وقال ماثيو لورانس الرئيس التنفيذي لمعهد توني بلير: أجرينا دراسة على 200 معلم وتبين أن العمل على المعلمين هو الأساس في ترسيخ القيم الخاصة بالتعايش.وأكدت فاطمة أبوبكر مداكي منسقة مؤسسة البحث ضرورة استخدام الشباب كمحرك للعمل الميداني وتشجيعهم في تقديم مساهمات بحثية تحليلية للقضايا التي تواجه المجتمع المحلي.
مشاركة :