تحقيق : ميرفت الخطيب كشفت الأرقام والإحصاءات عن انتشار ظاهرة التنمر في المدارس عالمياً، إلا أن الإمارات تيقظت مبكراً لخطورة هذا السلوك على الطلاب في المدارس. وقبل أن تتحول هذه الحالات إلى ظاهرة كانت البرامج والحملات للوقاية من التنمر والتي ساهمت في انخفاض نسبته في مدارسنا بشكل كبير في الأعوام الأخيرة.وجاءت توجيهات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، بإنشاء جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس، كتتويج لكل هذه الجهود الداعمة لحماية طلابنا وطالباتنا براءتهم وتبعد عنهم شبح أي سلوك سلبي، وحافز للمدارس على تنفيذ مبادرات متميزة للحد من التنمر.رأت ناعمة الشرهان رئيسة لجنة شؤون التربية والتعليم والشباب والإعلام والثقافة في المجلس الوطني الاتحادي أن الهدف من الجائزة هو تفعيل أدوار المؤسسات التربوية، وإيجاد آليات تساهم في الحد من التنمر في المدارس، كما تأتي الجائزة لإيمان سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بقدرة المؤسسات التربوية وأعضائها (المدير والمدرس والفني والطالب وأولياء الأمور) على إيجاد حلول ناجعة وكذلك قدرتهم على تحمل المسؤولية وهذه كانت انطلاقة الرسالة أو الجائزة التي أطلقتها.ونوهت الشرهان بأن الجائزة من المبادرات الرائدة التي تؤكد دور المؤسسة التربوية في إحداث التغيير وتعزيز السلوكيات لدى شريحة من الطلبة، كما رأت أن الجائزة تبعث التنافسية بين المدارس لمواجهة الحالات واحتوائها، كما تشعر الأهل بأنهم شركاء أساسيون لحل المشكلة وصولاً إلى مجتمع خال من التنمر. دعوة رائدة الدكتورة عائشة السيار أول وكيل وزارة مساعد لشؤون التعليم في الدولة وصاحبة مدارس الشارقة الأمريكية الدولية، رأت أن إنشاء جائزة للوقاية من التنمر، دعوة رائدة من أم الإمارات تؤكد اهتمامها بتوفير الرعاية الكريمة والتنشئة الصحيحة لأبنائنا الطلبة في بيئة آمنة يسودها الود والتفاهم في ظل مجتمع يعيش ويرتقي بثقافته السمحة وقيم موروثة أصيلة. وهو توجيه هام يأتي في موعده بعد أن انتشرت مظاهر العنف، والتنمر أحد أبرز وجوهها القبيحة مع انتشار الألعاب الإلكترونية الخطرة على وجدان وسلوك الأبناء في المدارس وحتى الشباب.وقالت السيار: يأتي توجيه سموها بإنشاء الجائزة تحفيزاً ودعماً لكل المجتمع بعامة والمجتمع التربوي بخاصة لمواجهة الظاهرة والاصطفاف من أجل حماية أولادنا ودعمهم بغرس السلوكيات الحسنة في نفوسهم وتوعيتهم بالقيم الأصيلة لمجتمعاتنا العربية والإسلامية الحميدة.إن رؤية سموها الثاقبة والتي حققت لدولة الإمارات ريادة غير مسبوقة في العمل الاجتماعي العام وتجربة ناجحة في التنمية الإنسانية الشاملة ارتكزت على التنشئة الصحيحة لأبناء الوطن من خلال الكثير من المبادرات التي تعنى بتحقيق الحياة الآمنة وأن يسود المجتمع ثقافة تقوم على التعاون والتسامح والسلام.ونحن بدورنا في الميدان التربوي يقع علينا النصيب الأكبر لمواجهة هذه الظاهرة التي تفشت إلى حد ما ونحرص على تقديم الكثير من الفعاليات التربوية والمناهج التعليمية التي تركز على غرس القيم التربوية الأصيلة وتأكيد معانيها في وجدان الطلبة، وتوعيتهم من خلال الأنشطة التربوية التي تؤكد ضرورة الاحترام المتبادل والتعاون البناء وبناء سلوكيات حميدة تدفعهم للعمل الجاد وتنمي وعيهم بالحفاظ على سلامة مجتمعهم وسلامة كل فرد فيه بسلوكيات قويمة ووعي تام وتفهم صحيح. حجم المسؤولية صالحة غابش مدير عام المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة - معلمة سابقة - أكدت أن الجائزة تحمل رسالة مهمة جدا تعكس حجم المسؤولية التي يتحملها المجتمع وخاصة المجتمعات التربوية والمدرسية ولتقول إن الحل ليس بيد المدرس أو المعلم فقط بل بيد الجميع الذين عليهم ان يتعاونوا معا لإيجاد الحلول المنطقية لهذه الحالات قبل أن تتحول إلى ظاهرة.وقالت غابش: الأهم في الموضوع هو معرفة الأسباب التي دفعت الطالب للتنمر على زميله والظروف المحيطة به والتي أدت بدورها ليكون متنمرا. والجائزة ستسهم في توضيح معلومات كثيرة أمام الطلبة تحديدا حول التنمر كون الكثير منهم يعتبرون التنمر هو مفهوم القوة وهو مفهوم خاطئ لأنه يؤذي الآخرين ويصيبهم بجروح داخلية وخارجية. تحفيز الجهود الوطنية من جانبه قال الدكتور أحمد العموش عضو اللجنة الوطنية للوقاية من التنمر في وزارة التربية والتعليم، أستاذ علم الجريمة في جامعة الشارقة، إن الهدف من الجائزة هو حث الجهود الوطنية للوقاية من التنمر من خلال تصنيف برامج وقائية لحماية الطلبة، خاصة أن الحالات بدأت تنتقل من مدرسة إلى أخرى وتزداد، ما دعانا إلى إجراء البحوث الميدانية والدراسات المختصة لمعرفة حجم المشكلة وأسبابها حيث جاءت أول دراسة ميدانية وطنية عن التنمر في الشارقة، في إبريل 2018 أجرتها جامعة الشارقة بالتعاون مع مراكز التنمية الأسرية في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة. وأوصت الدراسة، المؤسسات التعليمية بإعطاء ظاهرة التنمر اهتماما أكبر وذلك من خلال مراقبة الطلبة وضبط سلوك الاستقواء، وبتكثيف الرقابة في المرافق العامة للمدرسة وساحات المدارس والممرات وأثناء فترات استراحات الطلبة، ومتابعة أولياء أمور الطلبة لسلوك أبنائهم في المدرسة من خلال التواصل بين المدرسة والأهالي، وتشجيع الطلبة على الانخراط في الأنشطة الاجتماعية، وغرس قيم التسامح والاحترام في نفوسهم، وتفعيل دور الإرشاد التربوي في المدارس بشكل أكبر، وعقد ورش متخصصة في مجال التنمر، وإجراء دراسة متخصصة بالتنمر السيبراني/ عبر الإنترنت، إذ أظهرت الدراسة وجود هذا النمط من التنمر، حيث تعرض له ما نسبته 14.4%، وبالتالي فإن الجائزة ستكون كفيلة بتوضيح ماهية التنمر للطلبة خاصة المعرضين للإساءة وكيفية حماية أنفسهم بل والتبليغ عن تعرضهم للإساءة لأن الكثير منهم لا يخبر أحداً بما يتعرض له. الوقاية خير علاج إبراهيم بركة مدير وصاحب مدارس الشعلة قال إن هدف الجائزة نبيل يراد به مصلحة الميدان التربوي وحمايته من الحالات الغريبة التي قد تظهر فيه، ورأى أن الوقاية خير علاج لجميع الآفات والتي يجب مراقبتها منذ البداية كي لا تتحول إلى أمر مقلق، وهذا ما اتبعناه في نظامنا المدرسي والحمد لله لم تصادفنا ولا حالة تنمر بين 8600 طالب وطالبة يتوزعون على 5 مدارس، لأننا نعتمد على التوعية المبكرة أي قبل حدوث المشكلة، مع بعض الإجراءات الوقائية. وباعتقادي ان الجائزة سيكون لها مردود إيجابي ويشرفنا المشاركة بها وعرض تجربتنا في حل مشكلة التنمر التي هي برأيي ليست بالحجم الكبير الذي يتصوره البعض. خطة للمعالجة ريم بوظو مديرة مدرسة الأمريكية للإبداع العلمي أشارت الى أن المدرسة قد استلمت تعميماً من وزارة التربية للمشاركة في الجائزة وسنعمل ما في جهدنا لوضع تصور أو ابتكار لهذه المشكلة، بل وسنتكاتف جميعا في رسم خطة أو برنامج كل حسب وظيفته مديراً أو مدرساً أو مرشداً أكاديمياً أو أخصائياً نفسياً والممرض أيضا إلى جانب أولياء الأمور فكل هذه الفئات منوطة بالجائزة. وتثمن بوظو تخصيص جائزة من سمو الشيخة فاطمة مشيرة إلى الخطوات التي اطلقت في السابق مثل أسبوع تحدي التنمر.ونوهت بأن من أهم الدفاعات لمواجهة حالات التنمر هو وجود اخصائي نفسي واجتماعي في المدرسة، وتعويد الطالب وتشجيعه على العودة اليه في حال حدوث أي مشكلة تصادفه، كي لا تطول فترة التنمر مثلا التي يعاني منها. كما اكدت على ضرورة ان يكون العمل مشتركا بين أولياء الأمور والمدرسة من خلال البرامج اللاصفية وغيرها والتي يتم دعوة الأهل إليها. جهود إماراتية أطلقت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المجلس الأعلى للأمومة والطفولة وبمشاركة أكثر من 25 جهة محلية واتحادية حملة الأسبوع الوطني الثاني للوقاية من التنمر، في شهر نوفمبر الماضي، بالتزامن مع اليوم العالمي للطفل.وجاءت الحملة تحت رعاية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية.وقام مجموعة من المعلمين والمرشدين المدربين بزيارة المدارس الحكومية والخاصة لتقديم عدد من الورش والمحاضرات والندوات، حول الخطوات التي يجب اتخاذها للتعامل مع التنمر، فيما تم إطلاق حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي والسينما والتلفزيون لإرشاد الطلبة وأولياء أمورهم بالاستراتيجيات التي يجب اتباعها في هذا الصدد.يشار إلى أن وزارة التربية والتعليم قامت منذ عام 2013 بعقد ورش عمل ودورات تدريبية لمكافحة التنمر مستخدمة أفضل الممارسات العالمية، كما قامت الوزارة بين عامي 2013 و2017 بتدريب 696 من المرشدين والمدرسين ومديري المدارس كما دربت 713 شخصا في شهر إبريل 2018 منهم 363 مرشدا و350 مديرا.وكان المجلس الأعلى للأمومة والطفولة قد نفذ برنامج الوقاية من التنمر، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» وقد حقق البرنامج نجاحاً كبيراً حيث تمت تغطية أكثر من 64 مدرسة حكومية وخاصة واستهدف آلاف الطلبة بالإمارات. المهيري: الشيخة فاطمة حريصة على أبنائها أكدت جميلة بنت سالم مصبح المهيري وزيرة دولة لشؤون التعليم العام أهمية إنشاء «جائزة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة للوقاية من التنمر في المدارس» التي وجهت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية بإنشائها، والتي تؤكد اهتمام سموها بموضوع التنمر في المدارس وحرصها على أبنائها الطلبة للابتعاد عن كل ما يعوق تحصيلهم الدراسي وانتظامهم في مدارسهم.وقالت - في تصريح لها بهذه المناسبة - إن المجلس الأعلى للأمومة والطفولة نجح في تنفيذ «البرنامج التجريبي للوقاية من التنمر في المدارس» من خلال تطبيقه على نحو 64 مدرسة في الدولة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ودائرة التعليم والمعرفة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف».وأكدت أن وزارة التربية والتعليم شاركت في هذا البرنامج. (وام) الريم الفلاسي: اهتمام يضمن مستقبل الأطفال أشادت الريم عبدالله الفلاسي، الأمينة العامة للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بتوجيهات سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، بإنشاء «جائزة الأمومة والطفولة للوقاية من التنمّر في المدارس».وقالت: إن اختيار سموّ «أم الإمارات» للمجلس الأعلى، لرئاسة اللجنة الخاصة بالجائزة، يعبر عن اهتمام سموّها بأبنائها الطلبة وتقديرها للدور الرفيع للمجلس، في رعاية الأبناء من الأطفال والشباب، ووضع البرامج التي تفيدهم في حاضرهم ومستقبلهم. وأضافت أن المجلس سينفذ توجيهات سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، باختيار أعضاء اللجنة لتقييم المدارس الحكومية والخاصة، المشاركة في البرنامج، بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ودائرة التعليم والمعرفة، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف».وأشارت إلى أن البرنامج التجريبي الذي طبق على 64 مدرسة في الدولة، نجح إلى حد كبير في خفض نسبة التنمّر بين الطلبة، وأعطى نتائج طيبة عن العملية التعليمية في الدولة. (وام)
مشاركة :