تنديد بالتدخلات الإيرانية السافرة.. ودعوات لموقف موحد ضد وباء الإرهاب شرم الشيخ - الوكالات: اجتمع قادة دول الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي امس الأحد في شرم الشيخ بشرق مصر، لتعزيز التعاون بين دولهم. وخلال كلمات القادة في الجلسة الافتتاحية للقمة هيمنت قضيتا مكافحة الإرهاب والتدخلات الإيرانية في شؤون الدول الأخرى. وأطلق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي القمة التي تعقد تحت شعار «في استقرارنا نستثمر» وتستمر يومين في حضور أكثر من 40 رئيس دولة ورئيس حكومة من الجانبين توافدوا تباعًا على منتجع شرم الشيخ الأحد. واعتبر السيسي في كلمته الافتتاحية أن انعقاد هذه القمة الاولى من نوعها «ومستوى الحضور الرفيع» فيها هو «خير دليل على أن ما يجمع المنطقتين، العربية والأوروبية، يفوق بما لا يقاس ما يفرقهما». وأكد أنها تعكس «الاهتمام والحرص المتبادل، لدى الطرفين العربي والأوروبي، على تعزيز الحوار والتنسيق فيما بينهما بصورة جماعية» من أجل «الوصول إلى رؤية وتصور مشترك، لكيفية التعامل مع الأخطار والتحديات المتصاعدة» التي تواجه التجمعين. ودعا السيسي، الأحد، للاتفاق على «مقاربة شاملة» لمكافحة الإرهاب، مضيفا: «نحن في أمس الحاجة للوقوف صفا واحدا ضد وباء الإرهاب». وأضاف السيسي: «أتساءل ألم يحن الوقت للاتفاق على مقاربة شاملة لمكافحة الإرهاب؟»، واصفا الإرهاب بأنه «تحدّ مشترك». كما أكد أنه يجب مواجهة الإرهاب عبر منع التمويل ورفض الآيديولوجيا المتشددة. وشدد السيسي على أن «القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية»، محذرا من «تداعيات استمرار هذا النزاع على كافة دولنا». كما قال إن استمرار النزاعات في سوريا وليبيا واليمن من دون تسوية هو شكل من «القصور ستحاسبنا عليه الاجيال القادمة». من جانبه، طالب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بموقف دولي موحد لوقف تدخلات إيران السافرة في شؤون الدول الأخرى، مؤكدًا ضرورة أن تلتزم طهران بقواعد حسن الجوار. وأدان العاهل السعودي، خلال كلمته أمام القمة العربية الأوروبية، إطلاق مليشيات الحوثي صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه السعودية. وأكد الملك سلمان أهمية الحل السياسي للأزمة اليمنية «على أساس المبادرة الخليجية وقرار مجلس الأمن الدولي 2216». وأضاف العاهل السعودي: «الصواريخ الباليستية التي تطلقها مليشيات الحوثي تهدد الملاحة البحرية في مضيق باب المندب». وفيما يتعلق بالعلاقات العربية الأوروبية، أكد الملك سلمان ضرورة «بناء شراكة حقيقية بين الدول العربية والدول الأوروبية». وبدوره، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن «الأفعال الإيرانية والتحركات التركية هي تدخلات تفرز أزمات في المنطقة». وتابع: «لا حل عسكريا لنزاعات المنطقة، ويجب التوصل لحلول سياسية تشمل وحدة الدولة». وتطرق أبو الغيط إلى الأزمة اليمنية، مشددا على أن الجامعة العربية «تدعم حل الأزمة اليمنية عبر تطبيق اتفاقات السويد». وعن القضية الفلسطينية، شدد الأمين العام للجامعة العربية على أن «تسوية القضية الفلسطينية بطريقة عادلة هي السبيل الأقصر لكبح جماح التطرف والعنف في المنطقة». كما شدد أبو الغيط على أن تحديات الإرهاب والهجرة غير الشرعية «تتطلب تعاونا دائما (بين الدول)». من جانبه، قال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي دونالد توسك إن أوروبا «تكافح رسائل التطرف والأفكار القومية التي يمكن أن تهز مجتمعاتنا»، مشددا على ضرورة مكافحة الإرهاب. وعن العلاقات الأوروبية العربية، قال: «لدينا مصالح مشتركة مع الدول العربية ونتطلع لمحادثات صريحة خلال القمة في شرم الشيخ». وتابع: «نحيي الدول العربية التي تتقاسم عبء النازحين واللاجئين»، مضيفا: «يكون هناك نزاع أو تعاون مع الجيران ونحن نختار التعاون مع جيراننا العرب. قربنا الجغرافي من الدول العربية يحتم علينا التعاون لمواجهة التحديات المشتركة». من جانبه، أكد الرئيس الروماني أن التعاون بين الاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية «حيوي جدا» بشأن مكافحة الإرهاب. واعتبر أن الهجرة غير الشرعية تعتبر من أهم التحديات التي يجب على الاتحاد الأوروبي «حل جذورها». وخلال اليوم الثاني للقمة الاثنين، سيتم التركيز بشكل أكبر على الملفات الإقليمية ومن بينها اليمن وليبيا وسوريا والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشؤون الدولية خالد الهباس إن الجامعة تنتظر من هذه القمة «بداية جديدة». من جهة أخرى، قال مصدر دبلوماسي غربي إن هذه القمة «تعتبر نجاحا لمصر التي توضح بتنظيمها هذه القمة أنها تعود إلى مقدمة الساحة الدبلوماسية».
مشاركة :