المحللون الكرويون يؤكدون أن نهائي أغلى الكؤوس استثنائي بأحداثه

  • 2/25/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكّد المحللون الكرويون أن نهائي أغلى الكؤوس لم ينته بانتهائه الزمني وتتويج البطل، ولكنه مستمر من حيث أحداثه الفنية، والظروف السابقة والمصاحبة له، والتي تستحق أن يتم التوقف عندها وتأملها، وبالذات الظروف المؤثرة، والتي كان لها الدور الأكبر في التحول، وأن فوز الرفاع بأغلى الكؤوس كان نتيجة طبيعية لقوة الارادة والتهيئة النفسية المسبقة، واستغلاله للظروف المصاحبة، وأيضا البيئة المساعدة، وأن خسارة الحد لا تقلل من قيمة الجهد والأداء وسعي مجلس الادارة وأهالي الحد للفوز، ولكن الظروف أحيانا يكون لها تأثيرها في تغيير مسار النتيجة، واعتبروا أن النجوم في الفريقين كانوا في مستوى المسؤولية، ولكن المحللين تساءلوا عن التأثيرات الايجابية والسلبية على الفريقين بعد انتهاء المولد! وقال النجم الكروي السابق والمحلل الكروي بدر سوار أنه لا يختلف اثنان على أن النهائي غني بأحداثه، وأن الفريقين قدّما عرضا جيدا يليق بهما، وبقدرتهما على العبور للنهائي، وأن الحد رغم الخسارة قدّم مستوى جيدا، فقد كانت له الأفضلية، مع أن المراقبين لم يكونوا يتوقعون أن تكون له من البداية مبادرات هجومية، ولكنه فاجأ الكل بذلك، وبدأ مهاجما، بينما الرفاع (البطل) وهو الأفضل بحسب الأرقام قبل اللقاء، ما كان أحد يتوقع أن يكون متحفظا من البداية، بل أن الحد بأسلوبه أجبر الرفاع على الانكفاء والتراجع، ولذا سنحت له عدة فرص، ولعل أخطرها فرصة محمد عبدالوهاب، والفريق نفذ أساليب واقعية وكانت له افضلية الاستحواذ، حتى لحظة تسجيل الهدف، ومن ثم طرد صاحب الهدف سعد العامر، وهي نقطة التحوّل والتي بدأ بعدها الكابتن عاشور استثمار النقص، والذي استمر في السيطرة حتى نهاية الشوط الاضافي الثاني، وهذه الفترة الزمنية لم تكن قليلة، ولاشك أن الكل كان يتوقع أن يعود الرفاع في مثل هذه الظروف، وإن تأخر الى الثواني الأخيرة! وقال شوار إنّ الرفاع فريق كبير، ولا يمكن أن تعطيه مثل هذه الفرصة ولا المساحة، وبالذات أنه لم يكن في مستواه، مع أن الحد مع النقص العددي؛ كان يقاتل ويبادر أيضا ويستحق أن ترفع له القبعة. وأضاف أن الحد اختل توازنه من هذا الطرد، رغم المحاولات التي قام بها الكابتن شريدة، وأنت لا تتحدث عن خمس دقائق وإنّما عن 34 دقيقة من عمر الوقت الأصلي و30 دقيقة من الشوطين الاضافيين، والتبديلات التي قام بها الكابتن شريدة لا يلام عليها، لأنه المطلوب حينها القيام بها والمجازفة أيضا. واعتبر سوار أن ظروف المباريات النهائية وغيرها تحصل فيها الأخطاء، فمثلا اللاعب العامر أخطأ باحتفاليته بالهدف بلبس القناع، وهو يعلم أن معه انذار، وخطأ هدف الرفاع في الوقت القاتل يمكن أن يحصل في مثل هذه المباريات. وقال إنّ ما قام به الكابتن عاشور من تكتيك داخل الملعب لم يكن عشوائيا، وتم التدرب عليه، والتمريرة القاتلة للاعب كميل الأسود أمام المرمى؛ لم يكن له خيار آخر لتنفيذها، فقد كان واضحا أنه منذ استلام الكرة على صدره ومن دون مضايقة وبهدوء، عرف كيف يوجه كرته في منطقة مكتظة باللاعبين، وذلك لأن الانتشار في الدقائق الحرجة لم يكن جيدا، وهو ما ولّد فراغات، وبالذات أن الظهير ترك تغطية منطقته، لأننا نتحدّث عن ثوان، ولذا التركيز كان غائبا. وأشار بأن الكابتن سلمان شريدة بتغييراته كان يريد أن يستفيد مثلا من سيد عدنان في العمق الدفاعي ومن خبرته، مع أنه عائد من اصابة، والأمور الخارجة عن الارادة لا يمكنك التحكم فيها! ولفت سوار الى انّ الخسارة ليست سهلة على الحد، وأنا جربت الأمر كلاعب حين خسر الوحدة من الأهلي في النهائي بهدف، لأن الاحساس بالخسارة صعب، وبالذات حين تقدّم مباراة كبيرة، ولذا المطلوب من الحد تهيئة لاعبيه نفسيا، وهم كلاعبين كبار ونجوم يمكنهم امتصاص هذه الخسارة والالتفات للدوري. وأضاف, حتى الرفاع الفائز باللقب لا بد أن يؤجل احتفاليته باللقب، ويبدأ تهيئة أموره للدوري، لأنه معني بالسير كما بدأ من بداية الموسم والبحث عن إنجاز آخر. وفي السياق نفسه ومن حيث ما انتهى عليه الكابتن سوار قال المدرب الوطني والمحلل الكروي المعروف صلاح حبيب أن التأثير على الفريقين ايجابيا أو سلبيا بعد النهائي قائم، فالحد مثلا هو لا ينافس على الدوري حاليا، لأنه في موقع متوسط تقريبا، ولكنه من الطبيعي أن يتأثر بالخسارة، فالفريق كان يستعد للاحتفال بالفوز باللقب، ولكن الأمور تتغير قبل خمسين ثانية فقط، وطبعا الحد لديه مدرب قدير وهو الكابتن سلمان شريدة، ويجيد التعامل مع هذه الظروف، كما أن له ادارة قادرة على القيام بدور استثنائي في إعادة تهيئة اللاعبين نفسيا. وأضاف, حتى الرفاع البطل فإن الحالة الايجابية تتمثّل في الفوز باللقب، ولكن الفرحة لا يجب أن تطول، لأن اللقب حاليا سيكون سلاحا ذا حدّين، فإن لعب مباريات الدوري بنشوة الفوز سيؤثر عليه، ويفترض أن يتم تناسي حالة الفرح وتركها جانبا، وأن يهيئ ذهنيا لمقابلاته في الدوري، فهناك فرق تسعى معه للتنافس على لقب بطل الدوري، وأيضا له مقابلات مع فرق في موقف حرج، وستلاعبه بنظام الكؤوس. وقال صلاح حبيب, بمثل ما هناك أسباب للخسارة، فإن هناك أسبابا للفوز، وأعتقد أن العلامة الفارقة، وكلمة السر في فوز الرفاع هو علي حرم، فقد أدّى بشكل متميّز، وعلى مستوى المباراة، وسجل هدف الفوز للرفاع كما عمل مع المنامة من قبل. وأضاف أن الرفاع فاز باللقب، لأنه الأجهز فنيا ونفسيا، إضافة إلى نوعية اللاعبين الذين كانوا معه، فاغلبهم لاعبو المنتخب، وإضافة إلى المحترفين المميزين، ووجود البديل الجاهز، وفوق هذا وذاك البيئة التي جهّزت الفريق وساعدت المدرب، من ادارة وعلى رأسها الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رئيس النادي وسمو الشيخ خليفة بن علي آل خليفة نائب الرئيس رئيس جهاز الكرة، ومحبو النادي من أهالي الرفاع. وقال صلاح, أحيانا المباريات النهائية، أنت لا تبحث فيها عن مستويات فنية، فالحد كان الأجهز ذهنيا، ولو أنه استغل فرص العشرين دقيقة الأولى؛ لكان الكلام مختلفا، لأن الرفاع كان متحفظا في البداية، وذلك بسبب الغياب عن منصات التتويج لفترة غير قليلة، وعلى العكس من الحد الذي بدأ غير متخوف، ولاعبيه كانوا الأفضل وبالذات عبدالوهاب المالود ومحمد عبدالوهاب والحارس عباس أحمد. وأشار إلى أن تأثير الطرد كان ايجابيا على الرفاع، لأن لديه لاعبين ذوي خبرة ولاعبي منتخبات ومحترفين جيدين، فاستفاد من النقص العددي في صفوف الحد، فصار سلبيا على الأخير؛ وبالذات أن اللاعب المطرود كان مؤثرا، لأنه في المركز الذي يلعب فيه، منع لاعب الرفاع الحوطي من التقدم لدعم الهجوم، وهو ما حصل عليه بعد الطرد، كما أن اصابة محمد فارس تركت تأثيرها على بقية المراكز. وقال إن اللياقة لم يكن لها تأثير في تفوق الرفاع، ولكن النقص العددي والمساحات التي تركت فارغة، حتى الهدف (التعادل) لم يكن من جملة فنية، رغم أن النقص في الحد كان من الدقيقة 70 تقريبا، لكن أعتقد أن التبديلات التي قام بها الكابتن سلمان شريدة، تركت تأثيرا سلبيا على منظومة دفاع الفريق، بإصابة فلامرزي وتحول علي خليل لليسار، وسيد عدنان في العمق، وكان برأيي ترك عيسى غالب في مركز الظهير، وأن يبقى علي خليل في العمق، وألا يتراجع الفريق داخل منطقته، وطبعا هذا نتيجة هدف التعادل الذي قتل طموح اللاعبين، وعادة الخاسر دوما يتراجع للحفاظ على هدفه، ومن دون توجيه فني له بهذا الخصوص.

مشاركة :