ليندر ديندونكر: لا أعرف سبب استبعادي من تشكيلة وولفرهامبتون

  • 2/25/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أشاد كثيرون بتعاقد نادي وولفرهامبتون واندررز الإنجليزي خلال الصيف الماضي مع المدافع البلجيكي ليندر ديندونكر على سبيل الإعارة من نادي أندرلخت، لذا كان من الغريب ألا يشارك اللاعب في التشكيلة الأساسية للفريق الإنجليزي ويظل حبيسا لمقاعد البدلاء خلال النصف الأول من الموسم الحالي.ومن المعروف أن المدير الفني لنادي وولفرهامبتون واندررز، نونو إسبيريتو سانتو، نادرا ما يغير في التشكيلة الأساسية لفريقه إذا كان يحقق نتائج إيجابية. لكن ربما يكون ديندونكر قد فكر في مرحلة ما بأنه قد أخطأ عندما قرار الانتقال إلى وولفرهامبتون واندررز، ووصل الأمر لدرجة أن بعض التقارير الصحافية قد أشارت إلى أن اللاعب البلجيكي كان يفكر في طلب الرحيل عن النادي الإنجليزي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية.لكن من يعرف ديندونكر جيدا يدرك أنه لا يستسلم بسهولة. وقد نشأ اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في «باشنديل»، وهي قرية صغيرة تُعرف بكونها ساحة أول معركة في الحرب العالمية الأولى، ويعرف عنه أنه من نوعية اللاعبين الذين يعملون بكل قوة ويمتلكون إرادة هائلة. وقد استغل اللاعب البلجيكي الشاب الوقت الذي قضاه على مقاعد البدلاء لكي يدرس جيدا طريقة 3 - 4 - 3 التي يعتمد عليها نونو، ويبذل قصارى جهده حتى يكون على أهبة الاستعداد دائما عندما يحصل على فرصة المشاركة. ورغم جلوسه على مقاعد البدلاء لفترة طويلة، فإنه لم يتسبب في أي مشكلة أو يتحدث مع المدير الفني عن مصيره.يقول ديندونكر: «لم أحدث أي مشكلة على الإطلاق، وكنت أقول إن سبب عدم المشاركة في المباريات يعود إليّ أنا في المقام الأول. أنا شخص هادئ للغاية، وكنت أقول لنفسي إن عدم مشاركتي في المباريات يعني أن هناك سببا لذلك. لقد انتقلت إلى وولفرهامبتون واندررز في وقت متأخر من فترة الانتقالات بسبب مشاركتي مع منتخب بلجيكا في نهائيات كأس العالم، لذا فلم أشارك مع الفريق في فترة الإعداد للموسم الجديد، وهو الأمر الذي جعل بدايتي مع الفريق صعبة بعض الشيء. وعلاوة على ذلك، بدأ الفريق الموسم بشكل جيد، ولذا لم يكن هناك داع للتغير».وأضاف: «لقد لعبت في هذا النظام من قبل، لكن كل مدير فني لديه طريقة تفكيره المختلفة عن الآخرين. إنه يريد دائماً أن يكون منظماً للغاية، وهو أمر مهم جداً في هذا النظام. لقد حاولت أن أنظر إلى الطريقة التي يلعب بها الفريق، لأرى كيف نلعب عندما نفقد الكرة وكيف نلعب عندما نستحوذ على الكرة، ثم حاولت أن ألعب في ضوء هذه الأمور».وشارك ديندونكر في أول مباراة له مع وولفرهامبتون في الدوري الإنجليزي الممتاز أمام توتنهام هوتسبير في التاسع والعشرين من ديسمبر (كانون الأول)، والتي انتهت بفوز فريقه بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد. ويجيد اللاعب البلجيكي الشاب اللعب في مركزي قلب الدفاع وخط الوسط، وهو الأمر الذي ساعده على الدخول في التشكيلة الأساسية للفريق مع بداية العام الجديد، بعدما أصبح عنصرا فاعلا في طريقة 3 - 5 - 2 التي يعتمد عليها نونو. وقد أظهر ديندونكر تفاهما كبيرا في خط الوسط مع كل من جواو موتينيو وروبن نيفيس ولعب دورا كبيرا في صعود الفريق إلى المركز السابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز.وقد تعادل وولفرهامبتون، الذي صعد إلى الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، مع بورنموث أول من أمس بهدف لكل فريق، وسيواجه مانشستر يونايتد في الدور ربع النهائي لكأس الاتحاد الإنجليزي في 16 مارس (آذار) المقبل.وقد بدأ المدير الفني لوولفرهامبتون يدرك الأسباب التي تجعل ديندونكر لاعبا صاحب إمكانيات كبيرة، حيث سجل اللاعب البلجيكي هدفا في المباراة التي انتهت بفوز فريقه على إيفرتون بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد الشهر الماضي وقدم مستويات رائعة في النواحي الهجومية والدفاعية على حد سواء.يقول ديندونكر: «إنني أتحدث كثيراً داخل الملعب. ربما لا يرى الناس ذلك. إنني أتحدث كثيرا لكنني لا أصرخ أبداً. أما خارج الملعب فأنا شخص هادئ وأستمع أكثر مما أتحدث، وليس من طبيعتي أن أتحدث كثيرا. وأعتقد أنه يتعين علي أن أكون متواضعا، لأنني قد وصلت للتو للنادي ولم أحقق معه شيئا بعد».لكن ذلك لا يعني أن ديندونكر لا يمتلك صفات اللاعب القيادي داخل الملعب. وقد صعد اللاعب الشاب عبر المراحل العمرية المختلفة بنادي أندرلخت وساعده على الحصول على لقب الدوري البلجيكي الممتاز عام 2017، ويقول عن ذلك: «في العام الذي حصلنا فيه على لقب الدوري البلجيكي الممتاز، بدأ الناس يرون أنني قائد. وفي العام التالي، حملت بالفعل شارة قيادة الفريق، وهي مسؤولية كبيرة للغاية».وإذا كان ديندونكر يتسم بالتواضع الشديد فإن السبب في ذلك يعود إلى أنه نشأ في مجتمع مترابط للغاية. وكانت عائلته تمتلك مزرعة لتربية الخنازير، لكنها باعتها منذ عامين. ويعمل والده، ديرك، الآن كعامل بناء. ويبتسم اللاعب الشاب عندما يتذكر يديه المتسختين بسبب رعاية الحيوانات أثناء العطلات المدرسية، ويقول عن ذلك: «كان هناك بعض الأشياء الجيدة التي كنت أقوم بها، وأشياء أخرى غير جيدة في حقيقة الأمر».وتحدث ديندونكر عن صعوبة انتقاله إلى نادي أندرلخت عندما كان في الرابعة عشرة من عمره قائلا: «لقد جئت من مكان صغير، وأعتقد أن الكثير من الإنجليز يعرفون اسم هذا المكان بسبب ارتباطه بالحرب العالمية الأولى. إنه مكان يشتهر بصناعة الجبن أيضاً. على أي حال، فقد جئت من بلدة صغيرة وذهبت إلى العاصمة، وكان ذلك الأمر بمثابة تحول كبير في حياتي لأن العقلية في بروكسل تختلف كثيرا عنها في القرى الصغيرة».وأضاف: «لقد كان تغييراً ثقافياً كبيراً، وكنت أشعر بالحنين إلى بلدتي. كنت أتصل بوالدي ووالدتي ثلاث مرات في اليوم لمجرد سماع صوتهما، وكنت أبكي كثيرا. كانت هذه هي المرة الأولى التي أبتعد فيها عن المنزل، لكني أعتقد أن هذا الأمر ساعد كثيرا في بناء شخصيتي».وقد استغرق الأمر بعض الوقت لكي يتأقلم هذا الطفل الخجول على الحياة في أندرلخت. يقول ديندونكر: «لقد كان الأمر مختلفا حتى بالنسبة للطريقة التي أتحدث بها، فقد كنا نتحدث في القرية لهجة من الصعب جدا فهمها. عندما بدأت الحديث في المدرسة في بروكسل كانوا يضحكون، لكنني تكيفت مع الأمر، وحاولت التحدث بطريقة مفهومة».وقد كان الأمر صعبا للغاية على العائلة عندما قررت السماح لهذا الطفل الصغير بالابتعاد عن المنزل، لكنها كانت تعرف أن ذلك الأمر سيصب في مصلحته في نهاية المطاف. لقد تخلى والد ديندونكر عن حلمه بأن يصبح لاعب كرة قدم من أجل العمل في المزرعة التي كان يمتلكها، لكنه كان سعيداً وهو يرى أبناءه الثلاثة يلعبون بالكرة. وقد لعب الأخ الأكبر لديندونكر، أندريس، في مسابقات أقل في بلجيكا، في حين يلعب شقيقه الأصغر، لارس، في أكاديمية كلوب بروج للناشئين.يقول ديندونكر: «كانت لدينا أرض نزرعها بالذرة لإطعام الخنازير. وقام والدي بإعداد ملعب صغير لكرة القدم في هذه الأرض لكي نلعب عليه أنا وإخوتي. لقد قال الناس لأبي إنه مجنون لأنه سيخسر الكثير من الذرة بسبب ما فعله في هذه القطعة من الأرض، لكنه قال لهم إنه يفعل ذلك من أجل أطفاله. وكنا نلعب هناك طوال اليوم».ورغم أن ديندونكر لا يزال مرتبطا بجذوره العائلة، فإنه لا يفتقد للطموح على الإطلاق. وقد لعب ديندونكر بجانب يوري تيليمانس في نادي أندرلخت، لكنه قرر الرحيل بعد الفوز بلقب الدوري البلجيكي الممتاز. وبينما انتقل تيليمانس إلى موناكو الفرنسي في صفقة مدوية، فشلت صفقة انتقال ديندونكر إلى وست هام يونايتد الإنجليزي في فترة الانتقالات الشتوية لعام 2018.والآن، يلعب تيليمانس مع نادي ليستر سيتي الإنجليزي على سبيل الإعارة من موناكو. ويخطط ديندونكر لمقابلة صديقه وتناول العشاء معه قريبا، وربما يتحدثان سويا عن ذكرياتهما مع المنتخب البلجيكي الحاصل على المركز الثالث في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا.يقول ديندونكر: «كنا نتوقع تحقيق إنجاز أكبر، لأنك عندما تصل إلى الدور نصف النهائي فإنك تنظر إلى الوصول إلى المحطة النهائية. لقد لعبت فرنسا بشكل جيد، لكن كان من الجيد أيضا أن نفوز على إنجلترا في مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، خاصة أن احتلال المركز الثالث هو أفضل نتيجة حققها المنتخب البلجيكي في نهائيات كأس العالم عبر تاريخه».وسوف تسعى بلجيكا للوصول إلى مستوى أعلى في نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020 خاصة أنها تمتلك مجموعة رائعة من اللاعبين في الوقت الحالي. ويرفض ديندونكر فكرة أنه سيواجه ضغوطا كبيرة هو ويليمانس ليصبحا قادة للفريق خلال المرحلة المقبلة، ويقول: «الجيل الذي شارك في نهائيات كأس العالم الأخيرة هو من سيشارك في نهائيات كأس الأمم الأوروبية، وأعتقد أن لدينا ما يكفي من اللاعبين الكبار في الفريق».

مشاركة :