اجتمع قادة الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية أمس (الأحد) في شرم الشيخ لتعزيز التعاون. وقال دبلوماسي غربي إن «القضايا الإقليمية والأمن والتنمية هي الموضوعات الثلاثة التي تهم الأوروبيين». وفي ملف التنمية الاقتصادية، تم تناول الجانب التجاري بين القادة بالنظر إلى حجم التبادل بين شمال وجنوب البحر المتوسط. وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي بريبن أمان، في تغريدة أمس إن «الاتحاد الأوروبي هو بفارق كبير الشريك التجاري الأهم للدول العربية»، موضحا أن حجم هذه التجارة يوازي التجارة مع الصين والولايات المتحدة وروسيا مجتمعة. ولفتت الحكومة الألمانية (الجمعة) إلى أن «قوى دولية أخرى نشطة في المنطقة» مثل روسيا والصين، لذلك فمن المهم أن يكون الاتحاد الأوروبي موجودا هناك فهم جيراننا الجنوبيون. واعتبر مسؤول في الاتحاد الأوروبي، أن هذه القمة الأولى من نوعها بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي تزداد أهميتها مع خروج الولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط فيما تقوم روسيا والصين بتوغلات فيها «ليست بالضرورة في صالحنا».وأضاف مسؤول أوروبي آخر «لا نريد أن تملأ روسيا والصين هذا الفراغ الذي ستتركه الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن الأوروبيين يرون في هذه القمة فرصة للمحافظة على مصالحهم الدبلوماسية والاقتصادية والأمنية. وخلال اليوم الثاني للقمة اليوم (الإثنين)، سيتم التركيز بشكل أكبر على الملفات الإقليمية ومن بينها اليمن وليبيا وسورية والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. ويشارك حوالى 40 رئيس دولة وحكومة من الجانبين في هذه القمة التي تعقد في ظل إجراءات أمنية مشددة.ومن بين القادة الأوروبيين القليلين الذين سيغيبون عن القمة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز وقادة ليتوانيا ولاتفيا، وسيمثل فرنسا وزير خارجيتها جان ايف لودريان. وإضافة إلى المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، اتجهت الأنظار بصفة خاصة إلى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي التي تجري مشاورات مكثفة مع شركائها الأوروبيين لتجنب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق في 29 مارس القادم. وإذا كان مسؤول أوروبي حذر من أنه لن يكون هناك «اتفاق في الصحراء»، لكن الأوروبيين ونظراءهم في الدول العربية يأملون في التركيز على التعاون العربي-الأوروبي.
مشاركة :