كشف عبدالله بن عبدالرحمن العقيل، نائب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة جرير للتسويق وأحد مؤسسيها أن الحب والإخلاص هما سرّ النجاح في أي عمل أو مشروع يقوم به الإنسان، مؤكدًا أن القيادة والإدارة الناجحة في العمل يجب أن تكون ترجمة لمعاني العطاء والاحترام والتواضع وحسن المعاملة، مبينًا أن المعاناة والفشل جزء أصيل وأساسي من أي تجربة نجاح. وأوضح العقيل في أمسية “مسيرة نجاح” التي نظمها مجلس ريادة الأعمال بغرفة الأحساء بقاعة الشيخ سليمان الحماد بمقر الغرفة الرئيسي مؤخرًا، أنه عمل بجميع وظائف المكتبة خلال سنوات مسيرته المهنية، حيث عمل في التحميل والتنزيل واعداد القهوة والبيع والشراء حتى أنه ظل إلى سنوات قريبة مسؤول مشتريات الجملة بالمكتبة مبينًا أنه وأخوته ظلوا حتى مطلع التسعينات الميلادية يسكنون معًا في شقة مستأجرة من غرفتين ويأكلون معًا بل ويفترشون الأرض عندما يزورهم أقارب أو ضيوف. وبيّن أن عام 1398هـ شهد منعطفًا مهمًا في مسيرة المكتبة، حيث طالبهم مالك العقار بإخلاء العقار مما دفعهم لاستئجار مقر آخر بتكلفة 500 ألف ريال سنويًا وكان هذا الرقم كبير جدًا ذلك الوقت، ما اضطرهم لأخذ قرض كبير من الصندوق العقاري مبينًا أن تلك “الطردة” من العقار كانت خير “طردة”، لأنها دفعتنا للعمل الدؤوب من أجل مواجهة تحدي تعويض خسارتنا وتثبيت أقدامنا في السوق من جديد، حيث ظللنا نعمل في حدود 14 ساعة يوميًا دون كلل أو ملل. وأعاد نجاح تجربة مكتبة جرير إلى رضا الله ثم رضا الوالدين وتوفيق وتعاون وكفاح أخوة يحبون بعضهم وعملهم ويخلصون له، موضحًا أنها بدأت مكتبة صغيرة مبيعاتها لا تتجاوز 7000 ريال شهريًا وموظف واحد، يقوم بالعمل أثناء تواجدهم هو وإخوته في المدرسة، مشيرًا إلى أن مبيعاتها تصل اليوم لنحو 600 مليون شهريًا، وتبلغ عدد معارضها 55 معرضًا داخل وخارج المملكة، مشدّدًا على أهمية وجود نظام مكافآت وحوافز عملي وكفء وأخلاقي للعاملين في أي عمل طالما يحقق أرباح حتى ولو قليلة. وأشار إلى أنه يرى أن أهم أسباب نمو وتوسع وتطور الشركات يرتبط بفلسفة إدارتها، حيث ظل هو وأخوته يركزون دائمًا على جعل الموظفين بالشركة يشعرون بالأمان والاستقرار المهني مبينًا أنهم حرصوا بحكم نشأتهم وتربيتهم وأخلاقهم على معاملة الموظفين كزملاء وشركاء وليس كعاملين، حيث يسود بينهم الود والاحترام والشفافية، مشيرًا إلى أن بيئة العمل الجيدة والراحة النفسية والمعاملة الطيبة عوامل رئيسية حاسمة في صناعة النمو والنجاح وبناء الولاء والانتماء للكيان. وعن نقطة التحول الثانية في الشركة وانتقالها من المحلية إلى العالمية، بيّن العقيل أنها جرت في عام 2001 عندما تحولت الشركة إلى شركة مساهمة مغلقة ثم إلى شركة مساهمة في عام 2003م، مبينًا أن تلك الخطوة أبقت على قوة الشركة وأتاحت لها فرصة الاستمرار مع الجيل الثاني، حيث دخل آخرون في إدارتها، ما ساعدها لتصبح اليوم إحدى أكبر الشركات المساهمة المدرجة الرائدة في المملكة. واستعرض العقيل خلال الأمسية بعضًا من قصص كفاحه منذ بدايات جرير ومراحل تطورها والتحديات التي واجهتها ومحطات الفشل والاخفاق وكيفية التغلّب عليها وصولاً للنجاح والتميّز، وكذلك أبرز المحطات التي دعمت الانطلاقة العملية والمشوار المهني له بالإضافة إلى جوانب من فلسفته الإدارية والتنظيمية في بناء الأعمال والريادة والابتكار ومبادراته المجتمعية والتنموية، مبينًا أن حرص الوالد – رحمه الله – على ضرورة إنهاء دراستنا الجامعية، ساعدنا كثيرًا في بلوغ التطور والنجاح. وحول أهم الخلاصات التي وصل إليها خلال تجربته، أكد العقيل أنه من المهم لكل تاجر أو رجل أعمال أن يسال نفسه ماذا يريد من المال والثروة؟، داعيًا الشباب والرياديين للبدء من الصفر وبشكل متدرج حتى يعرفوا كل صغيرة وكبيرة ويشعروا بقيمة ومتعة ما يفعلونه، وأن يحرصوا على تحديد وضبط أي ميزانية يقومون عليها، وأن يبعدوا قدر المستطاع عن المثبطين والمحبطين، وأن يضعون نصب أعينهم أن وجود رؤية واضحة وتخطيط سليم وتنظيم دقيق وتوافر إرادة صلبة وإخلاص في العمل هي أركان النجاح. ومن جهته رحّب المهندس مشاري الجبر رئيس المجلس في بداية الأمسية بالعقيل وما له من تجربة عملية عميقة وكثيفة تترجمها قصة كفاح عمل جماعي ومؤسسي كان نتاجه شركة جرير للتسويق فضلًا عن مساهمات واسعة في مجالات المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري، مبينًا أن الأمسية تأتي ضمن برامج ونشاطات المجلس المستمرة لتشجيع وتحفيّز ورعاية رواد ورائدات الأعمال بالأحساء، وكذلك الوقوف على التجارب العصامية والريادية الناجحة في قطاع الأعمال. وفي ختام الأمسية التي أدرها المهندس مشاري والمهندس محمد بن حمد العفالق عضو المجلس جرى تقديم عدد من المداخلات والأسئلة والاستفسارات من الحاضرين، ثم قام رئيس وأعضاء المجلس بتكريم العقيل بدرع الغرفة التكريمي والتقاط بعض الصور الجماعية.
مشاركة :