طهران - يقاوم الرئيس الإيراني حسن روحاني للإبقاء على حكومته موحدة في مواجهة ضغوط يمارسها التيار المحافظ المدعوم من الحرس الثوري. وفي أحدث حلقة من حلقات المواجهة، قلّل روحاني الاثنين من أهمية الاتّهامات الموجّهة لوزير الاتصالات في حكومته محمد جواد آذري جهرمي بعدم إيجاد "بيئة آمنة" على وسائل التواصل الاجتماعي وتعريض البيانات الإيرانية للتجسس، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الرسمي الإيراني. ويعتقد أن الضغوط التي يتعرض لها وزير الاتصالات الشاب تستهدف بالأساس دفعه لتشديد القيود على استخدام منصات التواصل الاجتماعي التي تتعرض أصلا للتضييق ضمن حملة ممنهجة لكتم أصوات الإيرانيين المعارضين لهيمنة المؤسسة الدينية والقيود الاجتماعية والسياسية. وكان لافتا خلال الحراك الشعبي الذي شهدته إيران خلال العام الماضي، أنه كان لمنصات التواصل الاجتماعي دور كبير في تأجيج الاحتجاجات المناوئة للحكومة وللمرشد الأعلى علي خامنئي. وكسر الإيرانيون لأول مرة حاجز الخوف حيث نزلوا بأعداد غفيرة في مظاهرات كادت تتحول لانتفاضة شعبية تطالب الحكومة بالرحيل. كما رفعت خلال تلك الاحتجاجات التي أخمدها الحرس الثوري، شعارات مناوئة للمرشد الأعلى في إيران. ويعتبر التعرض للمرشد من الخطوط الحمراء في إيران. وبحسب السلطات القضائية الإيرانية فقد تقدّم ألفا شخص في الأهواز في جنوب غرب إيران ومكتب النائب العام بشكوى ضد الوزير. وقال روحاني "يقول أحدهم في القضاء إنّه سيتقدم بشكوى ضد وزير شاب. في الواقع، هو (الوزير) لا يخضع إطلاقا للترهيب ويؤدي عمله". وتابع الرئيس الإيراني "حسنا، إذا تقدّم بشكوى! الوزير الشاب يعمل لمصلحة الشعب ولا يولي اهتماما لأوامر بلا طائل". وقال جواد جاويدنيا المسؤول عن الفضاء الإلكتروني في مكتب المدّعي العام إن "عدم وجود فضاء آمن" على وسائل التواصل الاجتماعي "جذب شبابا إلى الجماعات التكفيرية الجهادية وأدى لاحقا إلى حادثة إرهابية العام الماضي خلال عرض عسكري للقوات المسلّحة"، بحسب وكالة الأنباء الطلابية الإيرانية (إيسنا). وفي أواخر سبتمبر/أيلول 2018، أطلق خمسة مسلحين النار خلال عرض عسكري في مدينة الأهواز بجنوب غرب إيران ما أدى إلى مقتل 24 شخصا قبل قتل المهاجمين. وأعلن جاويدنيا تقديم شكوى ضد مسؤولي تلغرام وإنستغرام. وسبق لإيران أن حظرت الدخول إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب كما حجبت تطبيق تلغرام في مايو/أيار من العام الماضي. واتّهمت النيابة العامة أصغر أعضاء الحكومة الإيرانية آذري جهرمي البالغ من العمر 37 عاما بترك "البيانات الضخمة" الإيرانية في متناول أعدائها ما يمكّنهم من ممارسة "تجسس على الانترنت". وقال جاويدنيا لوكالة إيسنا "يمكن لجهات أجنبية أن تحلّل هذه البيانات وأن تستخدمها لزعزعة أمن البلاد واستقرارها". وهذه ليست المواجهة الأولى بين السلطات القضائية الإيرانية ووزير الاتصالات، ففي يناير/كانون الثاني عارض الوزير حظر تطبيق إنستغرام لمشاركة الصور والتسجيلات المصوّرة، معتبرا أن ذلك سيتسبب بالمزيد من المشاكل للجمهورية الإسلامية. وعلى الرغم من القيود، يستخدم إيرانيون بينهم كبار المسؤولين كالرئيس حسن روحاني ووزير الاتصالات منصات تواصل على غرار تويتر يمكن الوصول إليها عبر خوادم بديلة.
مشاركة :