ليلة هوليوود الكبيرة ترهف السمع لصرخة ضد العنصرية

  • 2/26/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هوليوود (الولايات المتحدة) - نال "غرين بوك" المستوحى من قصة صداقة حقيقية بين عازف بيانو أسود وسائقه الأبيض من أصل إيطالي الذي يجاهر بكرهه للأجانب كبرى جوائز النسخة الحادية والتسعين من حفل أوسكار الأحد. وكان هذا الفيلم الطويل الذي تدور أحداثه في الولايات المتحدة الغارقة في نظام الفصل العنصري في الستينات، مرشحا في خمس فئات، من بينها أفضل ممثل في دور ثانوي التي كانت من نصيب ماهرشالا علي الذي يؤدي فيه دور عازف البيانو دون شيرلي. وقد اكتسب فيغو مورتينسن 20 كيلوغراما لتأدية دور السائق وحارس الأمن الكثير الكلام توني "ليب" فاليلونغا، وهو كان مرشحا لأوسكار أفضل ممثل. وتوّج "غرين بوك" بجائزة أفضل فيلم، كبرى جوائز الأوسكار، متقدّما على سبعة أعمال أخرى، من بينها "روما" من إخراج المكسيكي ألفونسو كوارون وإنتاج نتفليكس و"ذي فايفوريت" لليوناني يورغوس لانثيموس اللذين هيمنا على الترشيحات. وكان هذا الفيلم الذي يحمل توقيع المخرج بيتر فاريلي قد نال في يناير/كانون الثاني جائزة غولدن غلوب لأفضل فيلم كوميدي، فضلا عن أفضل ممثل في دور ثانوي لماهرشالا علي. ويروي "غرين بوك" الذي ساهم في تأليفه نيك فاليلونغا ابن توني "ليب" كيف نشأت في مطلع الستينات على طرقات الجنوب الأميركي صداقة قوية بين الرجل الأميركي من أصل إيطالي السيء الطبع والعازف الأسود الماهر الأكثر رقيا. ويحيل اسم الفيلم "غرين بوك"، أي الكتيّب الأخضر إلى دليل "نيغرو موتوريست غرين بوك" الموجّه إلى السود والذي يضم قائمة بأسماء المؤسسات والمطاعم والفنادق التي تستقبل هؤلاء في ظل أجواء العنصرية. وبالرغم من النجاح الكبير الذي لقيه الفيلم في الصالات، لم يسلم هذا العمل من الانتقادات. فقد انتقد مقرّبون من دونالد شيرلي، ومن بينهم شقيقه، السيناريو باعتبار أنه لم يؤخذ برأيهم عند إعداده ونددوا بـ"حبل من الأكاذيب" و"بوجهة نظر رجل أبيض حول حياة رجل أسود". ودافع نيك فاليلونغا عن عمله، مؤكدا أنه استند إلى الأحداث التي رواها له والده توني حول هذه الجولة في جنوب البلاد الرازح تحت وطأة الفصل العنصري. وهو قال إن دون شيرلي أوصاه قبل وفاته بعدم الكشف عن هذا المشروع لأحد. وبالإضافة إلى الانتقادات العائلية، أثار هذا الفيلم جدلا على أوسع نطاق في الولايات المتحدة حول الصورة المعطاة عن العنصرية وشخصية "المنقذ الأبيض" التي يجسّدها توني فاليلونغا. وقال المخرج روجر روس وليامز الحائز بدوره جائزة أوسكار إن دليل غرين بوك هو جزء من تاريخ السود ومن غير المقبول أن يسرق أبيض هذا الإرث والاسم لفيلم بعيد" كلّ البعد عن واقع الحال. وردّ فاريلي بالقول إن عمله يتمحور على "المحبّة وحبّ الآخر بالرغم من اختلافه". وساهم نيك فاليلونغا وبيتر فاريلي في تضخيم الجدل بشأن هذا الفيلم مع اقتراب موسم الأوسكار. فقد اعتذر فاليلونغا علنا عن تغريدة معادية للإسلام نشرها سنة 2015 قال فيها من دون حقّ إن بعض المسلمين احتفلوا قرب نيويورك بهجمات الحادي عشر من سبتمبر/أيلول 2001. وقبل أيام من ذلك، اعتذر فاريلي بدوره إثر بروز مقابلات معه تعود للعام 1998 تكلّم فيها عن "مقالب"جنسية الطابع عهد فعلها. وصرّح المخرج على السجاد الأحمر الأحد "هي تصريحات أدليت بها قبل عشرين عاما عن أمور كنت أظن أنها طريفة من الواضح أنها لم تكن كذلك. وقد قدّمت الاعتذار". وكان "غرين بوك" يتنافس على أوسكار أفضل فيلم مع "روما" و"ذي فايفوريت" و"إيه ستار إز بورن" و"بلاك ك كلانسمان" و"بوهيميان رابسودي" و"فايس" و"بلاك بانثر".

مشاركة :