حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن مكونات أساسية لمنظومة ضبط التسلح في العالم في طريقها للانهيار، وأكد في كلمته أمام مؤتمر نزع السلاح المنعقد في جنيف، أن العالم بحاجة لرؤية جديدة لضبط التسلح في ظل بيئة أمنية معقدة.وقال غوتيريش: "سأتحدث بوضوح شديد إن مكونات أساسية من الهيكل الدولي لضبط التسلح تنهار. والاستمرار في استخدام الأسلحة الكيميائية في ظل الإفلات من العقاب يقود انتشارا جديدا للأسلحة. كما وتستمر الخسائر في أرواح المدنيين بالآلاف بسبب الأسلحة الصغيرة المحظورة واستعمال الأسلحة المتفجرة المصممة للاستخدام في ساحات المعارك المفتوحة، في المناطق الحضرية.ولفت الأمين العام إلى أن تكنولوجيا التسلح الجديدة “تؤدي لتصعيد المخاطر بطرق لا نستوعبها إلى الآن ولا يمكننا أن نتخيلها،” على حد تعبيره. وبحسب غوتيريش، فإن الجهود الدولية لضبط التسلح ونزع السلاح تواجه خطرا متزايدا، والمكاسب العظيمة التي أحرزتها الدول الأعضاء في هذا الميدان على مدى العقود السبعة الماضية باتت مهددة، لافتا إلى خطورة الوضع تحديدا عندما يتعلق الأمر بالأسلحة النووية.وأوضح أن “انهيار معاهدة القوى النووية متوسطة المدى، في حال تم السماح بذلك، سيجعل العالم مكانا غير آمن وغير مستقر بصورة أكبر. وسيكون انعدام الأمن وعدم الاستقرار ملموسين بقوة هنا في أوروبا. لا يمكننا ببساطة أن نعود إلى السباق النووي غير المنضبط في أحلك أيام الحرب الباردة.”وقال الأمين العام إن القوى الكبرى كانت هي من قاد غالبية المبادرات الأكثر نجاعة وطموحا، لنزع السلاح وضبط التسلح على مدى العقود العديدة الماضية.وطالب في هذا الإطار الولايات المتحدة والاتحاد الروسي بتمديد ما يسمى باتفاقية “البداية الجديدة” قبل انتهائها في 2021. واعتبر هذه الاتفاقية بمثابة “الأداة الدولية الوحيدة التي تحد من حجم أكبر ترسانتين نوويتين في العالم،” كما أن إجراءات التفتيش المنبثقة عنها تشكل إجراءات مهمة لبناء الثقة تفيد العالم بأكمله.كما حث الأمين العام روسيا والولايات المتحدة على استغلال الوقت المتاح بموجب تمديد الاتفاقية لدراسة مزيد من التخفيضات في ترسانتيهما النووية الاستراتيجية.وأشار غوتيريش إلى جدول الأعمال الخاص بنزع السلاح الذي سبق وأطلقه، بعنوان “تأمين مستقبلنا المشترك”، والذي يتضمن 40 تعهدا محددا لدعم نزع السلاح.وقال: “لقد وجهت مكتب شؤون نزع السلاح للعمل مع هيئة الأمم المتحدة بأكملها لتنفيذه، وقد أُحرز تقدم كبير بالفعل.وفي حين يمثل جدول الأعمال دليلا مفيدا للإجراءات التي تتخذها هيئة الأمم المتحدة، إلا أن غوتيريش قال إن هذا الدليل “أنشئ ليكون بمثابة أداة لدعم عمل الدول الأعضاء، التي تتحمل مسؤولية توفير رؤية واضحة وطموحة وواقعية.”وأكد الأمين العام أن تطوير الإجراءات للحد من المخاطر الملائمة لهذه البيئة المتطورة بما في ذلك أدوات الشفافية وبناء الثقة، سوف يساعد على تخفيف حدة التوتر والعودة من حافة الهاوية النووية.وتعهد غوتيريش بتقديم كل الدعم للدول الأعضاء من أجل مواصلة جهودها نحو ضبط ونزع السلاح، ما وصفه بـ"أحد أهم الإنجازات الرئيسية للدبلوماسية الدولية".
مشاركة :