أظهرت دراسة نشرت مؤخرًا في دورية علم الأحياء، أن الكلمات في لغة أجنبية وكذلك معانيها، والتي يتم سماعها خلال قيلولة منتصف النهار يمكن تخزينها في الدماغ وتذكرها لاحقًا، وحسب هذه الدراسة فأنت لست بحاجة لأن تكون مستيقظًا لتعلم لغة جديدة. وخلال البحث الذي أُجْرِي في جامعة بيرن بسويسرا، سمع النائمون لغة اصطناعية لبعض الكلمات مع ترجمتها بشكل متكرر، وبعد أن استيقظوا كان لديهم دقة أفضل في ربط الكلمات مع ما تعنيه من المفاهيم. وحسب العلماء فقد كان من المثير للاهتمام أن مناطق اللغة ومحور الذاكرة الأساسي للدماغ، تم تنشيطها أثناء استرجاع المفردات المستمدة من النوم؛ وذلك لأنَّ بنية الدماغ هذه فيما يبدو تتوسط في تكوين الذاكرة بشكل مستقل عن حالة الوعي السائدة، فهي غير واعية أثناء النوم العميق، وواعية أثناء اليقظة. ولذلك فإنَّ هذه النتائج تبدو مثيرة للدهشة؛ لأنه كان من المفهوم بشكل عام أن النوم هو حالة منفصلة عن كل ما يحدث من حولنا، بينما تدحض هذه الدراسة ذلك، فتفتح الباب لاحتمال أن يكون التعلم المتطور أمرًا ممكنًا حتى أثناء النوم. وتعدّ هذه الدراسة جزءًا من عمل علمي أكبر حول فك شفرة، والذي يتضمن 13 مجموعة بحث تعمل على اكتساب فهم أعمق للعمليات التي ينطوي عليها النوم والإدراك والوعي، كما تشمل مجموعات البحث خبراء في الطب وعلم الأحياء وعلم النفس والبصريات، بينما يتوقع القائمون على هذه الدراسات الوصول لاختراقات مستمرة في فهمنا للنوم.
مشاركة :