يا راشد العقل

  • 2/26/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

*كان كما قال: "قلبي مزارعُ كرْمٍ لا سياجَ لها.. نهبُ الأحبةِ ممن علَّ أو نهلا" وكنت ممن نهلوا من علمه وفضله وكرمه، إذ هو الذي دلني على طريق الأدب، وصوّب أخطائي، وصبر على ركاكتي حتى اشتدَّ عودي، رحم الله العمَّ والعلَم، الراشد ابن العلامة عبدالعزيز بن حمد آل مبارك. وا ثَكْلَ عمَّاه واحزناه وا كَبِدي وا حَرَّةَ الآه يا اللهُ خُذْ بِيَدِي وا ضَجْةَ الخَفَقَانِ الآنَ تَصرُخُنِي هذِي الضُلوعُ تَلوعُ الآنَ فِيْ خَلَدي يَضُجُّ فِيَّ نَشِيجُ الذِكْريَاتِ ولي قَلْبٌ يذوبُ ودَمْعَاتٌ بِلا عَدَدِ لِيْ لَوْعَةُ الفَقِْد كُلُّ الفَقْدِ يَنْزُفُنِي مِنْ أَوْلِ الأَزَلِ الخَافِي إلى الأَبَدِ يُقَالُ هَذا كَرِيْمٌ أَوْ بِهِ كرمٌ أَنْتَ الجَوَادُ الذِي يُعْطِي بِلا نَفَدِ بِالعِلْمِ بِالرَأيِ بِالنُعْمَى إِذَا اتَصَلَتْ كَالغِيْثِ تَهْطُلُ كَالأَمْطَارِ كَالبَرَدِ بَذَلْتَ مَالَكَ فِيْ أَهْلٍ وَفِي بَلَدٍ وأَنْتَ أَجْمَلُ مِنْ أَهْلِي وَمِنْ بَلَدِي فَتَحْتَ لِلْنَاسِ بَابَ العِلْمِ جَامِعَةً فِي حُلْوَةِ المُلتَقَى فِي نَدْوَةِ الأَحَدِ مَضَيْتَ تَحْمِلُ أَعْبَاءَ الجَمِيعِ فَكَمْ مِنْ تَائِهٍ حَائِرٍ لمَّا رَآكَ هُدِي يَا رَاشِدَ العَقْلِ يَا عَقْلَ الرَشَادِ وَيَا مُفَكِّكَ العُقَدِ الكُبْرَى بِلا جَهَدِ لَولاكَ مَا كَانَ حَرْفِي أَوْ زَهَا قَلَمِي يَا مَتْنَ فِقْهِي وَمَشْهُورِي وَمُعْتَمَدِي وَيَا دَلِيلِي عَلَى الحَقِّ المُبِينِ وَيَا مُحَرِرَ الشَّكِ فِي قَولٍ بِلا سَنَدِ أَرْهَقْتَ عَقْلَكَ فِي بَحْرِ العُلُومِ هَوىً فَأنْتَ بِالفِكْرِ لا بِالرُوحِ والجَسَدِ وَكَمْ يُرِيدُ بِكَ الحُسَّادُ مَنْقَصَةً "حَتَّى عَلَى المَوتِ لا تَخْلو مِنَ الحَسَدِ" هَذَا ابتِسامُكَ في مَجْرى الوَريدِ يقولُ ليْ: لقَد آن أَنْ أَرتاحَ يا وَلدي شُكْراً عَلَى الحُبِّ يَا عَمَّاهُ يَا وَطَناً مِنَ المَكَارِمِ يَلقَى النَاسَ بِالمَدَدِ آلَ المُبَارَكِ ... والأَتْرَاحُ قَدْ أَكَلَتْ مِنْ عُمْرِنَا كُلَّ مَا فِي القَلِبِ منْ رَغَدِ مَا عَادَ لِي غَير أَنَّ البَحْرَ قَدْ كُسِرَتْ أَمْوَاجُهُ فَبَكَيْتُ البَحرَ بَالزَبَدِ مَا عَادَ لِيْ أَيُّ شَيءٍ قَدْ تَعَوسَجَنِي هَذَا الغِيَابُ وآخَانِي مَعْ الكَمَدِ

مشاركة :