أكد الدكتور محمد معيط، وزير المالية، استمرار تحسن المؤشرات المالية للدولة بما يؤكد أن الاقتصاد المصري يسير بثبات على الطريق الصحيح ونجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الاجتماعي الشامل الذي تنفذه الحكومة المصرية، والذي يحظى بدعم كامل ومستمر من القيادة السياسية ودعم كبير من الشعب المصري الذي يعتبر البطل الحقيقي لبرنامج الإصلاح الحالي.جاء ذلك خلال لقاء الوفد المصري رفيع المستوى الذي يضم وزراء المالية والاستثمار والفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، مع "لي نيك يون"، رئيس وزراء كوريا الجنوبية، وعدد من أعضاء الحكومة الكورية اليوم، الثلاثاء، وذلك خلال زيارته إلى العاصمة الكورية "سول" لبحث آفاق تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي بين البلدين، إلى جانب استعراض الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها مصر مؤخرًا وما حققته من نجاحات.وقال وزير المالية إن الحكومة المصرية لديها العديد من الفرص الاستثمارية لجميع المستثمرين، ومنها الشركات الكورية لتوسيع نشاطهم داخل السوق المصرية، والاستفادة من الإصلاحات الاقتصادية بالتعاون والتنسيق مع وزارة الاستثمار وهيئة قناة السويس، مؤكدًا أن هذه اللقاءات المستمرة بين الجانبين تستهدف استعراض الفرص الاستثمارية المواتية للجانب الكوري.وأوضح الوزير أنه تم خفض معدلات الدين من الناتج المحلى الإجمالي لتسجل 98% فى يونيو 2018 بدلًا من 108% فى يونيو 2017، وهو الأمر الذى انعكس بدوره على تسارع معدلات النمو الحقيقي من الناتج المحلى الإجمالي ليصل إلى 5.5% عن العام المالي 2017/2018 بالإضافة إلى إجراءات إصلاحية عديدة.وأضاف وزير المالية أن هذا النجاح عكسته تقارير مؤسسات التصنيف الائتماني التي قامت برفع درجة التصنيف الائتماني لمصر، مؤكدًا أن هذا التحسن في نظرة المؤسسات الدولية للاقتصاد المصري يعززه إعلان منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية مؤخرًا رفع تصنيف مصر فى مؤشر مخاطر الدول من الدرجة 6 إلى الدرجة 5، مما يعنى أن مصر أصبحت وفقًا لتقديرات المنظمات الدولية أكثر جاذبية للاستثمارات فى ضوء استمرار جهود الحكومة فى تحقيق الاستقرار الاقتصادي وزيادة تنافسية الاقتصاد المصرى.ولفت إلى وجود إقبال كثيف على المشاركة في اكتتاب السندات الدولارية التي طرحتها مصر مؤخرا بقيمة 4 مليارات دولار وهو يعكس ثقة المجتمع الدولي في جهود الإصلاح التي تتم ونتيجة هذه الثقة تمت زيادة شرائهم للسندات طويلة الأجل، مما يدل على ثقتهم فى الأسواق المالية والاقتصاد المصرى.وفى هذا الإطار، أكد "لي نيك يون"، رئيس وزراء كوريا الجنوبية، تقدير بلاده لعلاقاتها المتميزة مع مصر في ظل الدور التي تقوم به في منطقة الشرق الأوسط لترسيخ الاستقرار والسلام والتنمية، مشيرًا إلى تطلع بلاده لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر وزيادة حجم الاستثمارات الكورية في ظل ما تشهده مصر من نمو اقتصادي وإصلاحات اقتصادية وتشريعية لاسيما في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وفي مجالات الطاقة والطاقة المتجددة والنقل والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والصحة والتعليم.وهنأ رئيس وزراء كوريا الجنوبية الرئيس السيسي بتوليه منصب رئاسة الاتحاد الأفريقى، مشيرا إلى أن مصر هى بوابة الدخول إلى أفريقيا، بالإضافة إلى تهنئة الحكومة المصرية على تحقيق الإصلاحات الاقتصادية، منوها بضرورة أن يكون التعاون بين البلدين أحد العناصر المشاركة فى النمو الاقتصادى المصرى، معلنا أنه سوف يقوم بزيارة مصر خلال الفترة القادمة لتبادل التكنولوجيا والمعرفة.وقال إنه متحمس للغاية للتعاون مع مصر فى جميع المجالات وعلى جميع الأصعدة خلال الفترة المقبلة لتعزيز أطر التعاون الثنائى بين البلدين، وإن مصر دولة كبيرة وتقع فى قلب الشرق الأوسط، وهى منطقة هامة ليست للشركات الكورية فقط بل للحكومة الكورية، موجها الشكر للحكومة المصرية على دعم الشركات الكورية القائمة بالفعل فى السوق المصرية مثل "كيا" و"سامسونج" و"ال جى"، إلى جانب أننا نتطلع إلى التعاون فى مجال التنمية البشرية والتكنولوجية، ونتعاون حاليا مع الجانب المصرى فى الخط الثالث لمترو الأنفاق وتحسين الخدمات المالية الإلكترونية.وأضاف رئيس وزراء كوريا الجنوبية أن مصر تتمتع بالكثير من الأماكن السياحية، وأن المواطنين الكوريين يشعرون بعظمة الحضارة المصرية القديمة عند زيارتهم لمصر، وفى هذا الصدد بحث وزير المالية فرص عودة رحلات الطيران المباشر وزيادة أعدادها إلى مصر لتنشيط قطاع السياحة والتعرف على تاريخ الدولة المصرية، وما تقوم به من إنجازات بمختلف المجالات. وأكد أن دولته لا تمانع ذلك على الإطلاق بل على العكس سيتم دراسة زيادة إعداد رحلات الطيران بين البلدين.وتطرق اللقاء إلى أهمية دعم ومساندة الشركات الصغيرة والمتوسطة في كلا السوقين المصرية والكورية، وأكد معيط ورئيس وزراء كوريا الجنوبية أنه لابد من وجود دعم حكومى متبادل بين البلدين لتأسيس وتأهيل الكوادر الشابة من البلدين لتكون قادرة على انشاء الشركات الصغيرة وتكون على قدر المسئولية والثقة للدخول فى الاسواق المصرية والكورية.وناقش وزير المالية أيضا ملف التصدير ودعم الصادرات وتذليل جميع المعوقات التى تواجه المصدرين الكوريين، خاصة فى المنتجات الزراعية، وإيجاد الآليات المناسبة والبسيطة لزيادة الصادرات، ورحب رئيس وزراء كوريا الجنوبية بهذه الجهود.وقال رئيس وزراء كوريا الجنوبية إن بلاده أصبحت تحتل المرتبة الأولى فى صناعة السفن، وأضاف: "نسعى اأن نتعاون مع مصر فى هذا المجال، وكذلك نتطلع لزيادة التعاون فى مجال صناعة السيارات الهيدروجينية، وأن تكلفة تصنيعها عالية ولكن ستنخفض مع الوقت، إلى جانب مجال الأقمار الصناعية للمراقبة".واستعرض الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس ورئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، الفرص الاستثمارية بالمنطقة والحوافز المقدمة للمستثمرين، مشيرا إلى اهتمام المنطقة بدعم الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك دعم الصناعات المغذية لصناعة السيارات، خاصة مع عودة مرسيدس للعمل بالعين السخنة في منطقة القناة.وقال مميش إن المنطقة الاقتصادية واعدة وتحتوى على موقع مميز يصل إلى جميع الأسواق من خلال قناة السويس، حيث تتضمن ٦ موانئ بحرية والإقبال كبير عليها لوجود مصادر طاقة وبنية تحتية، وحاليا يوجد ١٦١ تعمل بالمنطقة، كما يتم التركيز على صناعة بناء السفن لوجود ٣ ترسانات لبناء السفن بالمنطقة.من جانبه، قال رئيس الوزراء الكوري إن كوريا تود المشاركة مع مصر فى صناعة بناء السفن في منطقة قناة السويس، والتي تعد منطقة استراتيجية واعدة تستفيد منها الشركات الكورية.