أكد مصرفيون على أن سرعة التحول العالمي نحو الخدمات المصرفية الرقمية لم يترك المجال أمام البنوك المحلية لإهدار المزيد من الوقت لمواقبة التطور السريع الذي يطرأ على القطاع المالي.وبيّن المصرفين أن التحول الرقمي أصبح لا مفر منه، مشيرين إلى أن أي بنك يتخلف عن ركب التطور التكنولوجي سيجد نفسه متأخرًا، ولن يلحق بمنافسيه في ظل الحركة التكنولوجية المتسارعة. وقال العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لبيت التمويل الكويتي - البحرين عبدالحكيم الخياط أن المرحلة المقبلة هي مرحلة توقعات العملاء، موضحًا أن العملاء يبحثون عن معاملات سريعة وميسرة، وهذا لن يأتي إلا عبر تقديم الخدمات الرقمية، مؤكدا أن التحول الرقمي سيكون هو الفيصل لدى العملاء في عملية تفضيل بنك على الآخر في المرحلة المقبلة.وأضاف الخياط أن التحول الرقمي بات أمرًا واقعًا ولا مناص منه، مضيفًا أن البنوك بدأت ترصد ميزانيات ضخمة للتحول الرقمي مع إدراكها لأهميته في وجودها في خضم المنافسة.وأشار إلى أن التحول الرقمي سيكون عبر خطوات وليس تحوّلاً فجائيًا، لذلك فإن البنوك بدأت الآن في تقديم بعض خدماتها الكترونيًا كخطوات أولى نحو تقديم خدمات أوسع في المستقبل القريب.وأكد الخياط على أن التشريعات في البحرين مناسبة كثيرًا للتحول الرقمي، مشيرًا إلى أن المصرف المركز حرص على طرح تشريعات جديدة تتناسب مع مرحلة التحول الرقمي، وتنظيمها، كما أشار أهمية وجود الكوادر المؤهلة والمدربة لتقوم عملية التحول الرقمي للبنوك لما لها من حساسية كبيرة.وأثنى الخياط على ما طرح من أفكار إبداعية في مجال التكنولجيا المالية في منتدى يورومني، مؤكدًا على أن هذه المؤتمرات تتماشى من توجهات البحرين لتكون مركزًا للتكنولوجيا المالية، وتقدم العديد من الأفكار الإبداعية التي تدفع المؤسسات المالية نحو التحول السريع نحو الخدمات الرقمية. ومن جانبه، أكد الرئيس التنفيذي لبنك البحرين الإسلامي حسان جرار أن البنوك يجب أن تتحول إلى شركات تكنولوجيا في إشارة إلى أهمية التكنولوجيا لنمو البنوك وتطوير أعمالها لمواكبة العصر الجديد، مضيفًا بأن منتدى يورومني والمنتديات المماثلة تقدم تقنيات حديثة في التكنولوجيا المالية يجبر البنوك ويحفزها على سرعة التحويل الرقمي لمواكبة المتغيرات السريعة في هذا المجال، مبينًا أنه يجب أن ينسى الجميع الفروع التقليدية والخدمات التي تقدم بشكل تقليدي عبر الفروع المنتشرة، مشيرًا إلى أن العمليات البنكية ستتم معظمها عبر الهواتف النقالة.وأكد جرار على مضي بنك البحرين الاسلامي في عملية التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن البنك سيطرح خدمات مالية رقمية للشركات خلال الربع الثاني من العام الجاري، وذلك ضمن اطار خطط البنك نحول التحول إلى الخدمات المصرفية الرقمية، مبينًا أنه سيكون بإمكان الشركات فتح حساباتها الخاصة عبر تطبيق البنك للهواتف النقالة او الفروع الرقمية، وذلك عبر خطوات سهلة ويسيرة، وستساعد الشركات على ادارة حساباتهم عبر الهواتف النقالة من اي مكان وفي اي وقت، كما سيتوجه البنك نتقديم خدمات القروض عبر تطبيقات الهاتف النقال أو الفروع الرقمية، موضحًا أن اعتبارًا من شهر مارس المقبل سيكون بإمكان عملاء البنك طلب قرض شخصي من البنك، وبعد بضع خطوات للتأكد من أهلية العميل للحصول على القرض وموافقته على كافة شروط البنك، سيتم ايداع المبلغ فحساب العميل في غضون دقيقة واحد.أما الرئيس التنفيذي للخدمات المصرفية للأفراد والشركات التجارية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ببنك البحرين الوطني عبدالعزيز الأحمد فقد على أن كل القطاعات الاقتصادية بدأت تتحول نحو الانتاج الرقمي والخدمات الالكترونية، مشيرًا إلى أن القطاع المالي هو جزء من الاقتصاد العالمي وتأثر أيضًا بالتطور التكنولوجي.وأوضح الأحمد أن البنوك البحرينية لا تملك الوقت لتتأخر عن ركب التطور التكنولوجي المالي، مؤكدًا على أن البنوك سارعت منذ فترة إلى تحويل خدماتها إلى خدمات رقمية لكي لا تجد نفسها خارج إطار التنافسية ومواكبة التطورات التكنولوجية.وبيّن أن جميع البنوك البحرينية لديها الآن خطط واضحة نحو التحول الرقمي، ووضعت ميزانيات خاصة من أجل هذا التحول، مضيفا أن تطور البنوك المحلية ومواكبتها للتحول الرقمي يعزز من مركز البحرين والجهود الحكومية الرامية إلى تحويل البحرين إلى مركز عالمي في التكنولوجيا المالية، وسعيها لاستقطاب العديد من الشركات العالمية في هذا القطاع.وأكد على أن التحول الرقمي فيه نسبة من المخاطرة. موضحًا أن البنوك البحرينية لن تكون بمأمن من الهجمات الألكترونية المتوقعة، لذلك فإن جميع البنوك حرصت على تأمين مواقعها الالكترونية بأفضل وأقوى نظم الحماية الإلكترونية للتصدي لتلك الهجمات والمحافظة على بيانات عملائها.
مشاركة :