كتبت - هبة البيه: طالب عددٌ من أمّهات الشباب المصابين بالتوحد بضرورة توفير نوادٍ ومراكز تعليمية وتدريبية خاصة بالفئة التي تجاوزت سنّ 18 عاماً وتخرّجت من مركز الشفلح، لافتات إلى أنّ هذه الفئة العُمُرية من المُصابين بالتوحد محرومة من جميع الخدمات التعليمية والتأهيلية، وكل ما يقدم لها يكون في المراكز الخاصة التي تفرض رسوماً عالية تُرهق ميزانية الأسر مُستغلة غياب الخدمات الحكوميّة. وقالت هؤلاء في تصريحات خاصة ل الراية إنّ أبناءهن أصبحوا في مرحلة عمرية تحتاج رعاية أكبر نظراً للتغيرات الجسمية والنفسية التي يمرون بها، الأمر الذي يزيد من صعوبة التعامل معهم من قبل الأهل، وهو ما يتطلب توفير مراكز تضمّ كوادر مُتخصصة وقادرة على تقديم كافة الخدمات التي تحتاجها هذه الفئة بعد التخرّج من مدارس الدمج الثانوية أو بعد التخرّج من الشفلح، على أن تتضمن هذه المراكز رعاية مُتكاملة نفسيّة واجتماعيّة ورياضيّة، وتتضمّن مُتخصصين للتعامل مع هذه الفئة تحديداً، لأنّ جلوسهم في المنزل يحرمهم من مهارات التواصل الاجتماعيّ. أم زكريا أبو زناد: لا خدمات تعليميةأو تدريبية لشباب التوحد قالت أم زكريا أبو زناد: لدي ثلاثة أبناء من حالات التوحد وطيف التوحد والتأخر الذهني يبلغون من العمر 25 عاماً، ونعاني من غياب الخدمات المقدمة لشباب التوحد في هذا العمر، باستثناء الرعاية الصحية المجانية والأولوية لهم في الرعاية الطبية ولكن بخلاف هذه الرعاية لا يوجد أي خدمات تعليمية أو تدريبية أو أي مراكز تستوعبهم. وأضافت: تبدأ المأساة بعد تخرجهم من الشفلح منذ سنوات عديدة لنصبح فريسة للمراكز الخاصة، وهي مراكز تجارية ورسومها مبالغ فيها، فضلاً عن أنها استغلت الموقف بعد خروج الطلاب من الشفلح وأصبحت أكثر جشعاً فرسومها تصل إلى 9 آلاف ريال وربما أكثر. وتابعت: أبناؤنا أصبحوا رجالاً ولا نستطيع السيطرة عليهم بمفردنا ونحتاج لتدخل ورعاية من أماكن متخصصة وخُطة لرعايتهم وتأهيلهم بعد التخرج من الدراسة، خاصة أن استمرار عدم رعايتهم يضيع مجهودنا ومجهودات المدارس التي قامت بها معهم وساهمت في تحسين سلوكهم وإكسابهم العديد من المهارات، فضلاً عن عدم قدرتهم على تفريغ طاقاتهم في أماكن متخصصة. وأضافت: إن مسؤوليتنا كأهل لشباب التوحد تتفاقم مع تقدمهم في العمر، فضلاً عن المشكلات الأسرية التي تحدث بسبب وجود شاب توحد في المنزل، لافتة إلى أن بعض الجهات التي يمكنها استضافة أبنائنا لا يتوفر لديهم المتخصصون في رعاية أبنائنا، كما أن الوقت المتاح فيها ساعتان فقط، وأقوم بالانتظار بالخارج لأنهم في أي وقت يقومون بالاتصال ويبلغونني بضرورة الحضور لاصطحاب الأبناء في حال أحدهم قام بأي سلوك مُختلف. وأكّدت على أن الأبناء يتقدّمون بالعمر وكذلك نحن نتقدّم بالعمر، فلم نعد قادرين على الاهتمام بهم، خاصة أنهم أصبحوا يافعين وبنيتهم قوية، فهم بحاجة لتدريب مهني وتنمية لقدراتهم، خاصة أنه يوجد من بينهم قدرات مميزة ومبدعون يمكن الاستفادة منهم، مشددة على ضرورة افتتاح مراكز لرعايتهم ويمكنها استضافة الأبناء يومياً أو مبيتهم في حال طرأت أي ظروف لأولياء الأمور. أم سعود العذبة: ابني أصيب بالسكري بعد تخرجه من الشفلح قالت أم سعود العذبة - أمّ لشاب توحد عمره 20 سنة: لقد تمنيت ألا يتخرج من الثانوية لأن الدراسة كانت فرصة بالنسبة له للاندماج في المجتمع وتحصيل خبرات ومهارات عديدة، ولكن بعد التخرج وجلوسه في المنزل انتكست حالته وأصيب بداء السكري. وتابعت: إن غياب وجود مراكز متخصصة لرعاية أبنائنا بعد التخرج يصعب من مهمتنا، خاصة أن المراكز الخاصة غالبيتها تجارية لا توجد أي مراكز حكومية نثق فيها لانتساب أبنائنا فيها على أن تتضمن متخصصين للتعامل مع حالات الأبناء. وطالبت بضرورة إنشاء مركز متخصص في التعامل مع شباب التوحد الذين تخطّوا سنّ 18عاماً على أن يكون مزوداً بالمتخصصين، والاختصاصيين المدربين الذين يعملون على دمجهم في المجتمع مرة أخرى ويؤهلونهم مهنياً وتعليمياً، لافتة إلى غياب وجود مدربين في السباحة والفروسية لحالات شباب التوحد، وأغلب الخدمات المقدمة هي للأطفال قبل سنّ 18 عاماً. وأضافت: أشعر بالحزن عندما يقوم ابني في صباح كل يوم ويأتي ليوقظني ويقول لي أريد الذهاب إلى المدرسة، ولا أعلم ماذا أستطيع أن أفعله له أو أين أذهب به، مطالبة بضرورة وضع خُطة تدريبية متكاملة لما بعد التخرج لتأهيل الأبناء وتنمية مهاراتهم، خاصة أن لديهم استعداداً لا محدود للتعلم، وبدون هذه الخُطة وهذا المركز يعتبر مصير أبنائنا مجهولاً. عزة بغدادي: ابنتي موهبة فنية لا تجد من يرعاها قالت عزة بغدادي - اختصاصية تنمية مهارات، وأمّ لشابة مصابة بالتوحد عمرها 18 عاماً»: ابنتي مصابة بالتوحد ولديها ذاكرة حفظ مميزة، كما أنها ماهرة في الطبخ، فضلاً عن قدراتها الممتازة في استخدامات الحاسب الآلي ومختلف البرامج عليه، بالإضافة إلى أن لديها موهبة التمثيل، ولا يوجد أحد يرعى مواهبها ويطوّرها. وقالت إن مصابي التوحد من فئة الشباب يفتقدون لأماكن تستوعبهم بعد انتهائهم من المرحلة الدراسية، وتغنيهم عن المراكز الخاصة التي تصل أسعارها إلى 9 آلاف ريال شهرياً، فضلاً عن صعوبة إيجاد مكان يقبل حالات أبنائنا بعد بلوغهم هذه السنّ. وتابعت أنّ التركيز الأكبر في حالات التوحد من جانب مؤسّسات الدولة والمراكز الحكومية على حالات التدخل المبكر، ولا يوجد اهتمام بالقدر ذاته لمن هم في سنّ الشباب، على الرغم من أن هذه المرحلة صعبة جداً وتشهد تغيّرات عديدة في سلوكيات الأبناء ويحتاجون رعاية خاصة وتدريبات عديدة وتنمية مهارات، داعية إلى تخصيص نادٍ اجتماعي للمصابين بالتوحد فوق سنّ 18 عاماً تتاح فيه الأنشطة الجماعية والاجتماعية مع وجود مدربين متخصصين يركّزون على احتياجات هذه المرحلة العُمُرية. أم جاسم السليطي: المراكز الخاصة ربحية تستنزف ميزانية الأسر أكّدت أم جاسم السليطي - والدة شاب توحد عمره 20 عاماً على أن مصير أبنائنا بعد الانتهاء من المرحلة الثانوية أو خروجهم من الشفلح يعتبر مصيراً غامضاً، فبعد المجهود الذي بذل معهم على مدار هذه الأعوام يهدر في لحظة جلوسهم في المنزل، وغياب مراكز لتأهيلهم ورعايتهم. وتابعت أن الجلوس في المنزل دون الذهاب لمراكز تأهيلية يحرمهم من حقوقهم في ممارسة الحياة بشكل طبيعي، ويصبح المنزل بمثابة سجن مدى الحياة لهؤلاء الشباب، فضلاً عن تراجع مهاراتهم التي اكتسبوها سابقاً، فيحدث لديهم انتكاسة فيما اكتسبوه من مهارات معرفية وتواصلية واجتماعية، وتظهر لديهم العديد من المشاكل السلوكية الناتجة عن عدم توفير برنامج يومي يُسهم في الحفاظ على ما اكتسبوه من مهارات سابقة. وأوضحت أن المراكز الخاصة تعتبر مراكز ربحية هدفها مادي تستنزف ميزانية الأسر. ووجود مركز تأهيل حكومي يحمينا من هذا الاستغلال.
مشاركة :