«منازل خارج الأرض» تبنيها الروبوتات

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

دبي: زكية كردي بناء المساكن على الكواكب الأخرى ليس مجرد حلم، أو مشهد في أفلام الخيال العلمي، بل مشروع أطلقته وكالة الفضاء الأوروبية لاستكشاف إمكانات استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء المنازل على القمر، ومسابقة أخرى أطلقتها «ناسا» ودعمتها لاستكمال مشروع «استيطان المريخ» الذي استوقف الزائرين إلى معرض «فن العمارة المستدامة» لشركة «فوستر أند بارتنرز» في حي دبي للتصميم، والمستمر حتى نهاية الشهر الحالي.انطلقت الدراسات لتصميم مساكن على سطح الكواكب الأخرى بدراسة طبيعة هذه الكواكب لتحديد كيفية بناء مساكن عليها، وهذا لغرض مساعدة البحث العلمي في تسهيل مهمة الباحثين الذين يتطلعون لتمضية وقت طويل لإجراء اختباراتهم على هذه الكواكب.ويذكر أنيس أبوذكي، مسؤول قسم تصاميم المباني المستدامة في شركة «فوستر أند بارتنرز»، أن البداية كانت مع مشروع «استيطان القمر» وكان التحدي هو تصميم كبسولة تسقط على سطح القمر وتحمل روبوتات ذاتية التشغيل مبرمجة لتقوم ببناء مسكن على سطح الكوكب الذي تحط عليه (القمر أو المريخ) من المواد الطبيعية لهذا الكوكب، وهذا جاء بعد دراسة طبيعة هذه الأماكن، وتستند نظرية البناء على تكوين جسم الإنسان، حيث يكتسي الجسد فوق العظام، فتقوم الروبوتات بأخذ الألياف لتمزجها مع مواد من سطح الكوكب الآخر لتحمي البناء من الأشعة فوق البنفسجية، وأيضاً من الاصطدامات المحتملة، والانقلاب الحراري على مدى الأشهر والسنوات حسب توجه الكوكب، ويوضح أن هذه المشاريع لم تنفذ بعد، ولكنها تعتبر نوعاً من الاستعداد لهذا النوع من التجارب، وجزءاً من الأبحاث التطويرية لدراسة إمكانية الحياة على الكواكب الأخرى.بدأت شركات التصميم والبناء الاعتماد على الروبوت والطائرات بدون طيار بالفعل في مشاريعها، ومن المتوقع أن يكون للروبوتات دور كبير في المستقبل في تنفيذ مشاريع البناء، والبناء حسب التصميم المطلوب وبسرعة أكبر، خاصة في الأماكن التي لا يمكن أن يذهب إليها الإنسان، فمن الطبيعي أن يعمل الإنسان على استخدام التطور التكنولوجي لمصلحته، ليستخدم الدراسات والمشاريع في تخفيف الأثر عن البيئة بحثاً عن حياة أفضل.وصل الوضع المناخي في العالم إلى مرحلة لا عودة فيها، وأصبح إيقاف زيادة درجات الحرارة مطلباً ملحّاً في العالم الذي ينبغي أن يكرس جهوده لإيقاف هذا التدهور المناخي درجتين على الأقل، لهذا أصبحت الهندسة المستدامة ضرورة ملحّة لتساهم في إحداث هذا الفرق والحفاظ على الحياة على هذا الكوكب، ابتداءً من التوعية، وليس انتهاءً بالمشاريع والأفكار والجهود المبذولة في مختلف المجالات، ولأن الإمارات تعتبر من البلدان الأكثر تطوراً، والأكثر اهتماماً بهذا التوجه انطلاقاً من توجيهات الشيخ زايد رحمه الله واهتمامه بالتركيز على الاستدامة، وأيضاً الاهتمام الكبير الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمواضيع الاستدامة والمساهمة في دعم هذه المشاريع والحفاظ على البيئة، لهذا تعتبر الإمارات وجهة هامة بالنسبة لشركات الاستدامة، وللمشاريع المتطورة عموماً، لتكون جزءاً من المستقبل الباهر الذي تراه الشركات العالمية في هذه المنطقة، وهذا ما دفع شركة «فوستر أند بارتنرز» لإقامة معرض «فن العمارة المستدامة» في حي دبي للتصميم، احتفالاً بمرور عشر سنوات على وجودها في الإمارات. كانت شركة «فوستر أند بارتنرز» جزءاً من اتحاد شركات كوّنته وكالة الفضاء الأوروبية لاستكشاف إمكانات استخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد لبناء المنازل على القمر، وللتعامل مع تحديات نقل المواد إلى القمر، وتبحث الدراسة في استخدام التربة على سطح القمر والمعروفة باسم «الريجوليث» كمادة للبناء. ويقول أنيس أبوذكي: صممنا قاعدة قمرية لأربعة أشخاص، يمكنها توفير حماية من النيازك وأشعة «جاما» وتقلبات درجة الحرارة المرتفعة، كما صممنا الجزء الهندسي من البناء بالتعاون مع شركائنا في اتحاد الشركات، وهو عمل فريد يوضح إمكانات الطباعة ثلاثية الأبعاد في إنشاء هياكل قريبة للأنظمة البيولوجية في الطبيعة. تطوير حلول استكمالاً للاستكشافات السابقة في التصميم والبناء في البيئات المتطرفة والمنازل خارج الأرض مثل مشروع استيطان القمر، تعمل «فوستر أند بارتنرز» على بناء وحدات نموذجية فازت في المسابقة التي دعمتها «ناسا» لتشييد منازل مطبوعة بتقنية ثلاثية الأبعاد على المريخ، ويحدد تصميم مشروع استيطان المريخ مخططات مستعمرة أنشأها مجموعة من الروبوتات المبرمجة مسبقًا شبه ذاتية التشغيل قبل وصول رواد الفضاء. ومن المخطط أن يوفر هذا الموطن، الذي تم إنشاؤه بالتعاون مع الشركاء الأكاديميين والصناعيين، مسكنًا مطبوعاً بالتقنية ثلاثية الأبعاد لعدد يصل إلى 4 رواد فضاء على أن تُصنع من مادة الريجوليث (regolith) وهي التربة والصخور المفككة على سطح المريخ. الميناء الفضائي «الميناء الفضائي» هو المبنى الأول من نوعه في العالم الذي يهدف تصميمه إلى خلق الإثارة عند السفر عبر الفضاء لأول سياح فضاء، ويبدو تصميمه المستوحى من الطبيعة كارتفاع بسيط في الموقع الذي يشبه الصحراء في نيو ميكسيكو، و تم تصميم المبنى منخفض الارتفاع وسط المنظر الطبيعي المحيط لاستخدام الكتلة الحرارية التي تعمل على حماية المبنى من الحرارة الناتجة عن مناخ نيو ميكسيكو المتطرف وكذلك يحمل الرياح الغربية للتهوية، وقد تم دمج مناطق رواد الفضاء والزائرين مع بقية المبنى في حين يمكن رؤية المناطق الهامة مثل غرفة التحكم إلا أن الوصول إليها محدود.

مشاركة :