الإعلام.. الجلاد الضحية | علي يحيى الزهراني

  • 10/6/2013
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

* تنامت وتيرة اتهام بعض المسؤولين للإعلام هذه الأيام يقولون إن الإعلام يتصيّد الأخطاء فقط وإن خبر حفرة في شارع؛ أهم من خبر بناء سد في مدينة وأنكم أيها الإعلاميون تُنقّبون عن السلبيات تنقيبًا وتجتهدون في البحث عما تحت التراب وتتجاهلون الإيجابيات وتغمضون العيون عن الإنجازات!! (1) * وطغت بشكل لافت تلك الاتهامات لتصل -أحيانًا- إلى حد التشكيك في وطنيتنا وكأنهم وحدهم الوطنيون أما نحن فمن كوكب آخر أو كأنهم يبنون ونحن فوق رؤوسهم بمعاولنا !! (2) * وعندما تسأل عن سر هذه الاتهامات؟ ولماذا زادت هذه الأيام؟ لا تكاد تجد إجابة مقنعة منهم لكنك تجد إصرارًا على تحميل الإعلام تبعات كل شيء وكأن هؤلاء يريدون أن يجعلوا من الإعلام قربانًا لأخطائهم أو قصورهم!! قبل أن يقدمهم الإعلام (قرابين) على ما فعلوا هم يعرفون هذا، ويعرفون أهمية الإعلام وأدواره الرقابية ويرددون بأن الإعلام لم يعد سلطة رابعة هو تجاوز ذلك ولعل هذا هو سر التجافي الحقيقي ما بين الإعلام وهؤلاء المسؤولين وهو أيضا سر البون ما بين الطرفين!! (3) * وهنا يجب أن نقرأ الموقف بشيء من العقلانية يبدو أنهم لديهم خلط كبير ما بين الإعلام الجديد والإعلام الرسمي وكلما زاد الضغط في الصحف الإليكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي صبّوا جام غضبهم على الإعلام (4) * ويبدو أيضًا أن بعض المسؤولين لم يستوعب مرحلة الإعلام الجديد ولذلك لازال خطابهم كما هو وتوهموا أن ممارساتهم ستظل باقية كما هي!! يتحدثون عما أرادوا وكيف أرادوا ويسكتون متى أرادوا وكيف أرادوا ولهذا اصابهم الإعلام بهزّة وجعلهم يدورون حول أنفسهم!! وكان على هذا البعض ان يتفهم التغيير.. فالإعلام الجديد لا ينفع معه المواربة ولا الالتفاف بقدر ما يهتم بالمكاشفة والشفافية!! (5) * هذا جانب والجانب الآخر.. ضرورة أن نتفهم حقيقة المرحلة فحتى في جانب الإعلام الرسمي الناس نضجوا في زمن المعلومة والتقنية كثيرًا ولم يعد يقنعهم السكوت من الإعلام أو حتى القفز فوق الحقائق ولم يعد يقنعهم ذلك الخطاب التقليدي الباهت لبعض المسؤولين ولذلك فمن الطبيعي أن يتحرك الإعلام إلى تلك المستويات وإلا عُدِّ متخلفًا!! (6) * نتفق على أن رسالة الإعلام نقدية تنويرية تسليط الضوء على الإيجابيات استحقاق ونقد السلبيات استحقاق!! البعض يُصفِّق لك إن داهنت ويُجرّدك من كل شئ إن نقدت!! يريد أن يكون الجلاد ضحية، ولا يكون «ضحية جلاد»!! (7) * ومن سوء طالع هؤلاء وربما الإعلام أيضًا أن المرحلة ظهر فيها الفساد وبعض المشروعات المتعثرة وهنا أصبحت الساحة ملتهبة بصراع (الفسدة والإعلام)!! هم يريدون للإعلام أن يسكت فمه والإعلام يحاول أن يكون أمينًا في رسالته وللحق وللحقيقة فهذه معاناة الإعلام والإعلاميين يسيرون وسط موج متلاطم لا يدرون ماذا يواجههم وإن كانوا يعرفون كيف يسيرون؟؟!! (8) * وحين يكون الفساد ويكثر المفسدون تبرز الأدوار الحقيقية للرسالة الإعلامية ونجاح الإعلام نجاح للحرب على الفساد في حين أن المفسدين لا يروق لهم (السلطة الإعلامية) لأن ذلك سيفضحهم لهذا نجزم بأن الحرب على الإعلام هي جزء من إسترايتجية المفسدين لهذا يحاولون دائمًا أن يجعلوه تحت المقصلة وأن يجعلوه قميص يوسف الملطخ بالدم!! (9) * بقي أن أذكر على الإعلامي أن يكون فكره مشكاة الوطن وأن يكون قلمه حدود الوطن الأربعة!!. للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (35) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain

مشاركة :