أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، أن المملكة منذ نشأتها، وهي تعاني من حروب ضدها بسبب اختلاف المنهج والمبدأ والدين، مشيراً إلى أن قادة هذه البلاد بدءًا من الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، حتى العهد الزاخر لخادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، وهم يسيرون وفق نهج واضح قويم، دستوره كتاب الله، وسنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-. جاء ذلك خلال مشاركة سموه في الجلسة الأولى من منتدى مسك للإعلام، الذي ينظّمه مركز المبادرات بمؤسسة محمد بن سلمان "مسك الخيرية"، بعنوان "توظيف الإعلام في التصدي للفوضى وتعزيز الاستقرار"، حيث أدارت الجلسة المذيعة ريما مكتبي. وتطرق الأمير تركي الفيصل خلال الجلسة إلى خطورة التعاطي مع الإعلام، من دون التثبت والتحقق من صدق المعلومة، إضافة إلى الخطر الكبير مما تسببه الحروب السيبرانية التي تؤدي إلى ما هو أسوأ من ناحية التدمير، قائلاً: "إننا لا يمكن في وقتنا الحاضر منع المعلومة أياً كان مصدرها، فهناك تسريبات ليس في منطقتنا فحسب، بل في العالم أجمع، ومسألة السيطرة على المعلومات أمر صعب جداً، والأفضل أن يتم وضع قوانين لمن يدلي بمعلومات، وتسريبات مضللة"، مضيفاً أن الإعلام أداة من الأدوات مثل السيف والرمح، والفضاء الإلكتروني أصبح إحدى هذه الأدوات القاتلة". وأثنى سموه على جهود وزارة الإعلام في إعطاء الصورة الحقيقية عن المملكة، مبيناً أن الطريق طويل، ويحتاج إلى بذل المزيد من الجهود، مضيفاً: نحن الآن نسير على الطريق الصحيح، والانفتاح على العالم، كما أننا قمنا وما نزال نوجه الدعوات للعالم قاطبة حتى يأتوا ويروا المملكة، والمجتمع على صورته الحقيقية، صورة التسامح، ونحن بهذا الصدد أقمنا البرامج المختلفة، واستضفنا الشباب من مختلف أنحاء العالم، ووجهنا الدعوات لهم، لحضور المهرجانات المختلفة التي تقام على أرض المملكة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مهرجان شتاء طنطورة الناجح بكل المقاييس. وخاطب الأمير تركي الفيصل الشباب السعودي الذين هم مستقبل المملكة، ودعاهم إلى الدفاع عن وطنهم في منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، قائلاً: "شبابنا رواد المستقبل، أنتم المستقبل وأنتم من نتطلع إليهم ليصلوا بنا إلى ما نرجوه من طموحات"، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة الحفاظ على القيم التي تميز المجتمع، والمحافظة عليه، وحماية المجتمع من الأفكار الدخيلة عليه التي لا تتناسب مع المجتمع وقيمه. وخلال المنتدى، يبحث مشاركون عوامل صناعة الرأي العام، وإبراز واقع انتقال حال الإعلام من الطريقة التقليدية إلى السريعة، المتمثلة في انتشار المعلومة بشكل أسرع مما هو عليه من ذي قبل، بمشاركة 47 متحدثاً من 13 دولة، بهدف نشر الوعي في المجتمعات العربية، عبر فتح باب التواصل المباشر بين خبراء الإعلام والمتلقين من جمهور المنتدى المهتمين بصناعة الإعلام، في خطوة تعكس اهتمام مركز المبادرات في مؤسسة "مسك الخيرية" بتوعية الإنسان، ودفعه لأن يكون عنصراً منتجاً وإيجابياً في مجتمعه، حيث يركز المنتدى على الدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في حياة المجتمعات. لوحة مهداة للأمير تركي الفيصل بعد مشاركته بمنتدى مسك للإعلام يبحث المشاركون بالمنتدى عوامل صناعة الرأي العام وانتقال حال الإعلام