مشكلات التجارة البينية العربية الأوروبية دون حلول ومخاوف من تفاقم الضرائب

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

مشكلات التجارة البينية بين الدول العربية والاتحاد الأوروبي لا تزال قائمة دون حلول بالرغم من طرحها في اجتماعات القمة العربية الأوروبية التي استضافتها مصر أخيراً واختتمت بلا جديد بهذا الشأن ولا بشأن مخاوف كبار المنتجين العرب لبعض المنتجات البتروكيميائية والألمنيوم من فرض الاتحاد الأوروبي الضرائب والرسوم الحمائية على واردات منتجات الألمونيوم وبالأخص الواردة من مصانع الخليج العربي، في وقت قد أدرك بعض كبار المنتجين العرب للكيميائيات أهمية اختراق الأسواق الأوروبية ليس بالصادرات والتسويق بل في امتلاك الأصول الأوروبية في صناعة الطاقة والكيميائيات والتحالف في ملكية المصانع والاستحواذ الكامل على بعض المشروعات والتي تمكنها الخروج من مأزق الضرائب والرسوم. وهذا ما دفع عملاقتي النفط والبتروكيميائيات في العالم شركتي «أرامكو السعودية» و»سابك» للتوغل في قلب القارة الأوروبية من خلال التحالف وتملك عدة مصانع بتروكيميائية في عدد من دول أوروبا وإنشاء مراكز أبحاث وتطوير تقنيات للمضي قدماً للتوسع في بلدان أوروبية أخرى جديدة ذات نفوذ وهيمنة وثقل صناعي وسياسي واقتصادي عالمي متين، في وقت تركزت اهتمامات وخطط أرامكو نحو روسيا لمشاركتها في بناء مشروعات مشتركة أو ملكية كاملة في مصانع يُخطط بناؤها سواء في المملكة أو روسيا، إضافة إلى تحالفات سعودية أخرى في صناعة الطاقة النووية والمتجددة والصناعات العسكرية والزراعية والطبية بحجم استثمارات مشتركة تقدر بنحو 500 مليار ريال. وبهذا الشأن قال لـ»الرياض» د. عبدالله بن أحمد المغلوث عضو الجمعية السعودية للاقتصاد: إن هناك تعويلا عربيا من أجل استغلال هذا الحشد الدولي الواسع لإيجاد تسوية لعدد من القضايا العربية الساخنة وفي مقدمتها مشكلات التجارة البينية مع الاتحاد الأوروبي في وقت نجحت المملكة بالفعل من اختراق بعض أهم صناعاتها للسوق الأوروبية ومن المؤمل أن تشهد مجالات الاستثمار بين المملكة وبعض دول أوروبا نموا قوياً في المجالات الابتكارية والمنتجات الكيميائية المتخصصة والقدرات التقنية والتكنولوجية في ظل حرص المملكة على تعزيز وتطوير علاقاتها القوية مع دول أوروبا وكان آخرها التقارب والتحالف السعودي مع روسيا والتي لا تزال واحدة من أسواق المملكة ذات الأولوية من حيث إمكانات المستثمرين القوية التي تساهم في تنوع وتنمية اقتصادات القطاعات الداخلية. وأشار المغلوث إلى أن بعض دول أوروبا القيادية تعكف على دراسة خطة المملكة للتنمية المستدامة المتسقة مع رؤية المملكة 2030 والتي ستفضي إلى خروج المملكة من دائرة الاعتماد على عائدات النفط والتحول الجذري نحو اقتصاد أكثر انفتاحاً وقوة وتنوعا، لافتا إلى أن التحول الكبير في اقتصاديات المملكة دفع العديد من كبريات الشركات الأوروبية لجذب شركتي «أرامكو» و»سابك» للتوسع في أوروبا ومنها إعلان شركة النفط الروسية «روزسنفت» وهي أكبر منتج للنفط في روسيا عن نوايا استثمارات مشتركة مرتقبة في أصول بالمملكة. في حين اتفقت السعودية وروسيا على إنشاء صندوق استثمار مشترك للطاقة، وتوقيع اتفاقيات حول التعاون النووي يمنح روسيا فرصة المشاركة في بناء 16 محطة للطاقة النووية في المملكة، فضلاً عن اتفاقيات عقود لتطوير البنية التحتية، وتوريد أسلحة متطورة وعالية الجودة، ومناقشة 25 مشروعا استثماريا بقيمة عشرة مليارات دولار، وبحث مشروعات مشتركة في مجال بناء وتحديث خطوط السكك الحديدية والموانئ، فضلاً عن مباحثات أرامكو مع أكبر شركة روسية للبتروكيميائيات شركة «سيبور» لتشييد مشروع مشترك لصناعة المطاط الصناعي في المملكة وسيكون هذا أول مشروع لأرامكو مع شركة روسية خارج دائرة استكشاف وإنتاج الطاقة، في وقت تتطلع أرامكو لأن يعزز هذا المشروع الاستراتيجي استثمارات الشركة العالمية في التكرير والبتروكيميائيات للحد من اعتمادها على مبيعات النفط الخام، في وقت نجحت شركة أرامكو في استثماراتها الأوروبية في الاستحواذ على أكبر منتج في العالم للمطاط المستخدم في صناعة إطارات وقطع غيار السيارات وحزمة ضخمة من الصناعات الأخرى، بالإضافة إلى أعمال تسويقه وبيعه وتوزيعه في أحد أصعب الأسواق نفاذا في أوروبا، وذلك بعد أن ظفرت أرامكو بموافقة سلطات مكافحة الإغراق الأوروبية على الصفقة. وأبدى المغلوث تفاؤله لحلول عاجلة للمشكلات التجارية والتسويقية والاقتصادية بين الدول العربية والأوروبية مدعمة بالحضور المهيب لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للقمة العربية الأوروبية والتي كان لها دلالة قوة لحرص المملكة على علاقات عربية أوروبية أرحب من التطور والنماء في أول اجتماع يضم نحو 50 من رؤساء الدول العربية والأوروبية والتي يمثل مجموع سكانها نحو مليار نسمة وبنسبة 14 % من سكان العالم البالغ عددهم نحو سبعة مليارات، لافتاً إلى بوادر أمل كبير لنتائج مرجوة لعدة ملفات مهمة تختص بالتعاون الاستراتيجي ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية واللاجئين بل أزمات سورية واليمن وليبيا بالإضافة إلى المصالح العربية الأوروبية المشتركة وكذلك الاستثمار والأمن الإقليمي وتغيرات المناخ بالإضافة إلى الحد من انتشار الأسلحة النووية. وشدد المغلوث على أهمية حضور المملكة لما لها من ثقل سياسي واقتصادي للمساعدة في حل الأزمات والصراعات في المنطقة، وما أكده الملك سلمان في افتتاح القمة من مواصلة محاربة الإرهاب وغسل الأموال بلا هوادة وأن حل القضية مهم ليس فقط لاستقرار منطقة الشرق الأوسط وإنما للاستقرار العالمي وأوروبا على وجه الخصوص، وما قدمت المملكة من مساعدات تجاوزت 35 مليار دولار لأكثر من 80 دولة في المجالات الإنسانية والخيرية والتنموية.

مشاركة :