ثقافتنا.. بين إيجابية المنجَز ونمطية العرض!

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

* زُرتُ العديد من معارض الكتب الدولية حول العَالَم؛ وفي مختلف القارات، وكُنتُ أُسارع فيها إلى مصافحة الجناح السعودي، ولكن، كانت الصورة النمطية والمكررة لها -لاسيما في الدول غير العربية- استحضار صورة (الجَمَل، والصحراء والخيمة أو بَيْت الشَّعَر فقط)، وهي التي يكتفي الزوار بالتصوير فيها أو معها، معتقدين بأن (السعودية «دولة وشعباً وثقافة وحضارة» ما زالت محبوسة بتلك الأجواء الصحراوية والبدائية). * فمعظم مشاركاتنا الثقافية الخارجية، -وهي بالمناسبة في أغلبها مرتبطة بوزارة التعليم، وليست الثقافة في مفارقة عجيبة- لا تستطيع الوصول للآخر والتأثير فيه؛ لأنها تفتقر للإبداع وللكتب والبرامج والفعاليات المترجمة بلغات البلدان المستضيفة، فهي مجرَّد مشاركات روتينية، الهدف منها مجرَّد إثبات الحضور للجهات المشاركة كالجامعات، وربما حصول المشاركين على متعة السَّفر، ومبلغ الانتداب. * وهنا -وفي ظل ما يشهده وطننا من تحولات إيجابية في جميع المسارات-، ومِن تقارب وانفتاح ثقافي على المجتمعات الأخرى؛ لابد من إعادة النظر في كيفية وآلية التواصل الناجح والفَاعِل مع غيرنا في نقلنا لـ»هويتنا السعودية وموروثنا ومُنجزنا الثقافي والحضاري، وما تشهده بلادنا من تطوُّرات في شتى المجالات، وما ينتظره مستقبلها من طموحات»؛ وهذا لن يتم إلا عبر خطط مدروسة وواضحة، تُفيد من التجارب العالمية، ومنها تنطلق لآفاقٍ أوسع وأحدث. * وفي هذا الميدان، وفي تجربة مضيئة حَقّنا أن نفخر بـ»مكتبة الملك عبدالعزيز العامة في جامعة بِكِّيْن»، التي تسعى لتكون مَعْلَماً ثقافياً وتنويرياً، يُعزِّز القِيَم المشتركة بين الحضارتين السعودية والصينية، وأن نحتفل معها بـ(جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين المملكة العربية السعودية وجمهورية الصين الشعبية)، التي أَعلَنَت عنها الجمعة الماضية، والتي تُعنى بتكريم المتميزين من المملكة والصين من الأكاديميين واللغويين والمبدعين والمثقفين في فئات «أفضل بحث علمي باللغة العربية، وأفضل عمل فني إبداعي، وأفضل ترجمة لكتاب من العربيةِ إلى الصينية وبالعكس، وشخصية العام، وأكثر شخصية مؤثرة في الأوساط الثقافية للعام. * أخيراً، بالتأكيد «الثَّقَافَة» بشتى مجالاتها قوَّة ناعمة ومهمَّة لمحاولة الانتصار فيها، تُنفِقُ الدول الكبرى وذات التأثير ميزانيات ضخمة، ولها ترْسِم استراتيجيات قصيرة وبعيدة المدى؛ تقوم على دراسات لمعرفة مواطن التأثير في كل مجتمع، ومن ثمّ صناعة مشروعات ومبادرات ثقافية لمخاطبته بلغته، مع استثمار كافة الأدوات التقليدية والحديثة؛ وهذا ما أرجو أن تنتبه له (وزارة ثقافتنا) في استراتيجياتها الثقافية المنتظرة، التي قِيْل بأنها ستكشف عنها خلال أيام. a a l j a m i l i @ y a h o o . c o m للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 (Stc)، 635031 (Mobily)، 737221 (Zain)

مشاركة :