تترجم دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجيتها الخاصة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وجعل الإنسان هو المحور الرئيسي لهذه الأهداف، من خلال الاهتمام بكل ما من شأنه تحقيق السعادة والرفاه لمواطنيها، وتأمينهم بسُبل العيش الكريم كافة، وتقديم جميع الضمانات اللازمة لتحقيق الاستقرار المجتمعي، انطلاقاً من رؤية تقوم على توفير المسكن اللائق والملائم للأسر المواطنة في جميع إمارات الدولة، بوصفه ركيزة أساسية من ركائز التقدم والتنمية، وذلك وفق خطط مرحلية وسياسات واستراتيجيات ومبادرات تأخذ في الاعتبار احتياجات المواطنين الملحة، في كل ما يتعلق بالمشاريع والمرافق الإسكانية المتكاملة. ويأتي اعتماد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، مجموعة خطط جديدة لإسكان المواطنين خلال السنوات الست المقبلة، بميزانية تبلغ 32 مليار درهم، لبناء 34 ألف وحدة سكنية للمواطنين في جميع أنحاء الدولة، تأكيداً على أن القضايا والاعتبارات الاجتماعية، تعد الأولوية والركيزة الأولى لخطط واستراتيجيات الدولة المتوسطة والبعيدة المدى، كما أن توجيه سموه برفع قيمة سقف الراتب لمستحقي الدعم السكني في برنامج الشيخ زايد للإسكان، من 10 آلاف درهم إلى 15 ألف درهم، ورفع قيمة قروض مساكن المواطنين في الأحياء السكنية الحكومية من 800 ألف درهم إلى مليون و200 ألف درهم، كحدٍّ أقصى للقرض بحسب قيمة المسكن، يشير إلى أن القيادة الرشيدة حريصة دائماً على تقديم كل التسهيلات اللازمة لتلبية احتياجات المواطنين من المساكن. وأثناء الجولة التفقدية التي قام بها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أول من أمس، وزار خلالها عدداً من المشاريع الإسكانية ومجموعة من مشاريع الطرق الاتحادية قيد التنفيذ في رأس الخيمة، قال سموه: «تعهدنا منذ البداية ألا يبقى مواطن من دون مسكن كريم.. ولا تبقى منطقة خارج إطار التنمية». مضيفاً سموه أن «جودة السكن في جميع إمارات الدولة على مستوى واحد.. وجودة الخدمات الإسكانية موحدة لأن الوطن واحد والمواطن يستحق الأفضل». إن الرؤية المستدامة التي تسعى إليها دولة الإمارات في تحقيق مساكن للمواطنين تقوم على تحقيق معايير الاستدامة، حيث يسعى «برنامج الشيخ زايد للإسكان» إلى خفض نسبة استهلاك المياه والكهرباء في المساكن، والاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة، إضافة إلى الاعتماد على الخدمات الذكية والذكاء الاصطناعي، كنظام الحجز الذكي «نظام أحياء زايد» الذي أسهم في تنويع خيارات المواطنين في الحصول على الخدمات بجودة عالية، وبما يتلاءم مع تطلعاتهم، حيث يتيح النظام لهم استعراض الأحياء السكنية المتكاملة المرافق في إمارات الدولة كافة، بشكل يُحاكي الواقع والمستقبل. كما يقدم البرنامج تطبيقاً يسمى «مسكني الافتراضي» يتيح للمستخدمين معرفة نماذج المساكن الجاهزة ذات المعايير العالية، من خلال استعراض المسكن بطريقة ثلاثية الأبعاد. لقد أولت دولة الإمارات العربية المتحدة، ومن خلال مؤسساتها المعنية، جلّ الاهتمام والرعاية لتخطيط مجتمعات سكنية للمواطنين، وفق أحدث المعايير المستدامة، التي تعنى بتحقيق مستويات عالية الجودة في الرفاه والعيش الكريم الضامن لخصوصية الأسر الإماراتية، وذلك للإسهام في تحسين حياة المستفيدين من المساكن، ضمن معايير تتضمن الأمن والصحة والتعليم وتعزيز الحياة الاجتماعية، وفق تصميمات مبتكرة تجسد التوجهات الرامية إلى تطوير المشاريع المستقبلية التي ترسخ الاستقرار والتلاحم المجتمعي. وأثبتت القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، يوماً بعد آخر، أنها حريصة على إسعاد جميع أبناء الدولة، من خلال تلبية احتياجاتهم وتطلعاتهم السكنية وفق أسس متنوعة ومبتكرة ومستدامة، تحقق الحياة الآمنة والسعيدة لهم، وتحافظ على استقرارهم الأسري، وطموحاتهم الحاضرة والمستقبلية التي تضمن الحياة الكريمة للمواطنين والأسر من مختلف الفئات والمستويات الاقتصادية والاجتماعية.
مشاركة :