نيودلهي «تقصف» معسكراً لمتشددين في باكستان

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أعلنت نيودلهي مقتل 300 مسلح، بعدما شنّت غارات جوية استهدفت معسكر تدريب لجماعة «جيش محمد» المتشددة على الأراضي الباكستانية. لكن إسلام آباد نفت مزاعم «متهوّرة ووهمية»، ملوّحة بردّ في وقت ومكان تختارهما. وأثار التصعيد قلقاً دولياً، إذ إن البلدين خاضا ثلاث حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947، علماً أن المنطقة المستهدفة أمس تبعد 50 كيلومتراً من الحدود، وهي أعمق نقطة تصلها غارة هندية عبر الحدود منذ الحرب الأخيرة مع باكستان عام 1971. ودعا الاتحاد الأوروبي والصين نيودلهي وإسلام آباد إلى «ضبط النفس»، فيما دافعت فرنسا عن حق «مشروع» للهند في الدفاع عن نفسها، وطالبت باكستان بحظر «نشاطات الجماعات الإرهابية على أراضيها». وكانت نيودلهي هدّدت بالردّ على تفجير انتحاري أسفر عن مقتل عشرات من شرطييها، في الشطر الهندي من كشمير قبل نحو أسبوعين، وأعلنت جماعة «جيش محمد» المتمركزة في باكستان مسؤوليتها عنه. وأعلن ناطق عسكري هندي أمس أن القوات الهندية والباكستانية تبادلت إطلاق نار عبر الحدود في كشمير. جاء ذلك بعدما تحدّث وزير الخارجية الهندي فيجاي غوخالي عن «عملية قادتها (أجهزة) الاستخبارات» فجر أمس، مشيراً الى أن بلاده «قصفت أضخم معسكر تدريب لجيش محمد في بالاكوت»، التي تقع في إقليم خيبر بختون خوا في باكستان، على بعد 50 كيلومتراً من خط المراقبة الذي يُعتبر خط الحدود في كشمير. ولفت الى «تصفية عدد كبير من الإرهابيين والمدربين وقياديين بارزين في جيش محمد، إضافة إلى جهاديين كانوا يتدربون» لتنفيذ هجمات انتحارية في الهند. وتابع: «نظراً الى الخطر الوشيك، كان لا بدّ من توجيه ضربة وقائية. ليس ممكناً أن تكون منشآت مثل هذه قادرة على تدريب مئات من الجهاديين، موجودة وتمارس نشاطها من دون علم السلطات الباكستانية». وأعلن أن قائد المعسكر هو مولانا يوسف أزهر، صهر زعيم الجماعة مسعود أزهر، فيما تحدث مصدر بارز في الحكومة الهندية عن مقتل 300 متشدد في الغارة. وحيّا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الجيش، قائلاً: «أطمئن الأمّة الى أن البلاد في أيدٍ أمينة»، فيما خرج هنود إلى الشوارع احتفالاً بضرب المعسكر، وأطلقوا ألعاباً نارية، ورقصوا ولوّحوا بأعلام بلدهم. كذلك أسقط سلاح الجوّ الهندي طائرة مسيرة قرب الحدود مع باكستان. لكن إسلام آباد اعتبرت أن مزاعم نيودلهي «تخدم مصالحها ومتهوّرة ووهمية». ووصف وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي خرق أجواء بلاده بأنه «عدوان بلا مبرر ستردّ عليه باكستان في الوقت والمكان اللذين تختارهما». وزاد: «يجب إعمال العقل في شكل أكبر في الهند. على الأمّة ألا تقلق في شأن التصرّف الهندي، لأن المدافعين عن البلد مستعدون للردّ على أي مغامرة غير محسوبة». وأعلن ناطق باسم الجيش الباكستاني أن «سلاح الجوّ الهندي اخترق خط المراقبة» الذي يفصل بين شطرَي كشمير، مشيراً الى أن المقاتلات الهندية ألقت حمولتها على عجل أثناء هربها في مواجهة «ردّ فعل حاسم وفي وقته من سلاح الجوّ الباكستاني»، ما أدى الى سقوطها قرب بالاكوت، من دون حصول «خسائر ولا أضرار». ونظّم الجيش الباكستاني جولة لصحافيين في موقع «إسقاط الحمولة»، وشوهدت فيها حفرة عميقة وشجرتان مقطوعتان وثلاثة أكواخ طينية، انهار جدار في أحدها. وذكر قرويون في بالاكوت أنهم سمعوا ليلاً أربعة انفجارات، مشيرين الى «انهيار حائط في منزل وإصابة شخص بجروح طفيفة». وأعلنت لجنة الأمن الوطني الباكستانية التي تضمّ أبرز المسؤولين، بينهم رئيس الوزراء عمران خان وقائد الجيش قمر جاويد باجوا، أنها «رفضت بشدة زعم الهند استهداف معسكر إرهابي مزعوم قرب بالاكوت، و(رفضت) زعم وقوع خسائر بشرية ضخمة». وأضافت أن خان «سيجري اتصالات مع قادة العالم، لكشف السياسة الهندية غير المسؤولة»، محذّرة من أن «باكستان ستردّ في الوقت والمكان اللذين تقرّرهما

مشاركة :