أكد الأمير تركي الفيصل أن المملكة العربية السعودية منذ نشأتها وهي تعاني من حروب ضدها، بسبب اختلاف المنهج، والمبدأ والدين، مشيراً إلى أن قادة هذه البلاد بدءاً من الملك عبدالعزيز آل سعود، حتى العهد الزاخر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وهم يسيرون وفق نهج واضح قويم، دستوره كتاب الله، وسنة المصطفى. وكشف رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الأمير تركي الفيصل، أن لديه حساباً في «تويتر» لمعرفة ما يجري، لكنه غير معروف خوفاً من المتطفلين - على حد وصفه. وقال خلال الجلسة الأولى لـ «منتدى مسك للإعلام»، بعنوان «توظيف الإعلام في التصدي للفوضى وتعزيز الاستقرار»: «أطّلع على هذا الحساب في (تويتر) صباحاً وقبل النوم». وحول الصحف الورقية، قال: «مازلت أحب ملمس الصحف والورق ورائحة الحبر». وأضاف خلال منتدى «مسك للإعلام» في دورته الأولى، الذي انطلق أمس تحت شعار «التشجيع على الإبداع»، أن الأخبار الزائفة هي أداة من أدوات التعاطي؛ ليس فقط بين الأشخاص؛ بل أيضاً بين الدول. وتابع: «أعتقد أنه لم تعد هناك فائدة من وزارات الإعلام؛ بل إنها ربما تكون عائقاً لما يؤدي إلى المصلحة العامة؛ فبرفع جهاز الهاتف يستطيع كل شخص التصدي والرد على شبه، وتبيان الحقائق؛ فأنا أدعو إلى إغلاق وزارات الإعلام». وأردف: «الدبلوماسية عبر (تويتر) أو غيرها من وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الآن متوفرة للجميع؛ ولكن لا تغني عن وجود عمل دبلوماسي احترافي من خلال السفراء والخبراء والعاملين في وزارات الخارجية وغيرها من الأجهزة الحكومية؛ فبعد أن يصدر ما يقوله رئيس حكومة أو مسؤول؛ لا بد أن تكون هناك متابعة من قِبَل الخبراء والمستشارين لهذه التغريدة ووصفها»؛ موضحاً أنه لكي يكون لها أثر وبقاء لا بد أن تدعم بما يتبعها من بحث وتدقيق. وقال: «لا يمكن منع المعلومة اليوم أياً كان مصدرها أو غرضها؛ فإن كانت حكومية نجد التسريبات، ومثال ذلك ما يقال عن معلومات سرية أو محظورة.. ومحاولة أن تصد أو تمنع هذه المعلومات المتدفقة سواء الزائفة أو غيرها؛ لن يكون قائماً، ومن الأفضل وضع أنظمة وقوانين تحاسب من يقوم بهذا الأمر. وعن الحروب السيبرانية، بيّن الأمير تركي الفيصل أنها في بداية مجالها؛ ولكن الحروب السيبرانية تؤدي بدون شك إلى ما هو أسوأ من ناحية التدمير والهدم، ودليل ذلك ما حدث في المنظمات الإرهابية التي استخدمت هذه الأدوات في بلوغ مأربها، وربما في السابق كان يستخدم السيف والخنجر والبندقية والطائرات في الحروب وغيرها؛ وإنما الآن أصبح الفضاء الإلكتروني أحد هذه الأدوات القاتلة. وأضاف: «أصبحت الصحافة خارجة عن إطار الأنظمة والقوانين التي تحكم السلطات الثلاث التي تسبقها، فالإعلام منفرد في عصرنا الحديث بعدم الالتزام بالقوانين؛ لذلك فلا بد أن تكون هناك ضوابط وأدوات للحفاظ على هذه الأخلاق والقيم التي تعبّر عن معدنها وأصلها، وهذا لا يعني أن يكون هناك منع بات لأي آراء وأفكار مستقلة لما يصدر عن التنظيمات والتشريعات القضائية؛ فلا بد للمجتمع أن يحمي نفسه من دور وسائل التواصل السلبي». وانطلق صباح أمس في الرياض منتدى مسك للإعلام بجلسة للأمير تركي الفيصل؛ وحديث عن توظيف الإعلام للتصدّي للفوضى وتعزيز الاستقرار. وخلال المنتدى، الذي ينظّمه مركز المبادرات بمؤسسة «مسك الخيرية»، يبحث مشاركون عوامل صناعة الرأي العام، وإبراز واقع انتقال حال الإعلام من الطريقة التقليدية إلى السريعة، المتمثلة في انتشار المعلومة بشكل أسرع مما هو عليه من ذي قبل. وشارك في منتدى مسك للإعلام 47 متحدثاً من 13 دولة، منهم: الأمير تركي الفيصل بن عبدالعزيز آل سعود رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، وعلي الرمحي وزير شؤون الإعلام رئيس مجلس أمناء معهد البحرين للتنمية السياسية.
مشاركة :