كوشنر يروج لخطة السلام في المنطقة قبل إعلانها بعد الانتخابات الإسرائيلية

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

المنامة – تستمر جولة مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر في المنطقة، والتي تهدف إلى التسويق للخطوط العريضة التي ترتكز عليها خطة السلام الأميركية لحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والتي يرجح أن يتم الإعلان عنها بعد الانتخابات الإسرائيلية العامة المقرر إجراؤها في أبريل المقبل. وتأتي الجولة التي تشمل 5 دول خليجية بعد أيام من اجتماع وارسو الذي نظمته الولايات المتحدة وارتكز على نقطتين جوهريتين هما القضية الفلسطينية والتهديد الإيراني في المنطقة. ويقول مسؤولون أميركيون إن جولة كوشنر التي بدأت الأحد تأتي متابعة لاجتماع وارسو، الذي كان في جانب منه رسالة من الولايات المتحدة تفيد بأنه لا نية لديها للتخلي عن موقعها في الشرق الأوسط، خاصة بعد قرار ترامب المثير للجدل سحب قوات بلاده من سوريا، وما خلفه من ردود فعل عكست قلقا لدى حلفاء واشنطن. ويشير المسؤولون إلى أن كوشنر الذي يرافقه في جولته مبعوث ترامب للشرق الأوسط جيسون غرينبلات، سيبحث خاصة الشق الاقتصادي المتعلق بخطة السلام أو “صفقة القرن” كما يحلو للكثيرين توصيفها. وقال كوشنر الاثنين إن خطة السلام للشرق الأوسط ستتناول قضايا الوضع النهائي في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ولم يأت مستشار ترامب في مقابلة أذاعتها قناة “سكاي نيوز” عربية خلال جولته على ذكر الدولة الفلسطينية التي كانت إقامتها في صلب جهود السلام الأميركية منذ عقدين. لكنه قال في استعراضه للخطوط العريضة لمقترح السلام الذي طال انتظاره إن المقترح سيواصل البناء على “الكثير من الجهود التي بذلت في الماضي” بما في ذلك اتفاقات أوسلو. واعتبر في المقابلة أن المقترحات الأميركية “تتناول في الحقيقة تعيين الحدود وحل قضايا الوضع النهائي”. العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز أكد، أن الرياض لن تقر أي خطة سلام لا تشمل وضع القدس أو حق العودة للاجئين وتولى كوشنر المسؤولية عن سياسة واشنطن الخاصة بإسرائيل والفلسطينيين، بالإضافة إلى منصبين كبيرين آخرين، بعد تنصيب ترامب في يناير 2017. وزادت إشارة كوشنر إلى قضية الحدود من سخونة الحملة الانتخابية الإسرائيلية الثلاثاء؛ فقد اعتبر ساسة اليمين المتطرف إشارته تلك مؤشرا على قيام الدولة الفلسطينية التي يعارضونها. وقال زعيم حزب اليمين الجديد نفتالي بينيت إن تصريحات كوشنر عن الحدود تثبت “ما نعرفه من قبل” وهو أن واشنطن ستضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إذا فاز في الانتخابات “ليسمح بإقامة دولة فلسطينية”. وردا على بينيت قال متحدث باسم حزب الليكود اليميني الذي يتزعمه نتنياهو إن رئيس الوزراء صان إسرائيل و”أرض إسرائيل” -في إشارة إلى الضفة الغربية المحتلة- “من إدارة أوباما المعادية وسيستمر في فعل ذلك مع إدارة ترامب الصديقة”. وكان كوشنر أعلن أن الولايات المتحدة لن تعلن الخطة إلا بعد الانتخابات الإسرائيلية التي ستجرى في التاسع من أبريل. وينظر الفلسطينيون أيضا إلى تصريحات كوشنر بخوف. وكانوا قد رفضوا مناقشة أي مقترحات سلام مع واشنطن منذ اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل في ديسمبر 2017. وقال صائب عريقات الذي كان كبير المفاوضين الفلسطينيين في المحادثات التي انهارت عام 2014 على تويتر إن "خارطة ترامب" ستنشئ "معازل للفلسطينيين". ويريد الفلسطينيون إقامة دولة لهم على حدود 1967 تكون عاصمتها القدس الشرقية. وزار كوشنر الذي رافقه إلى جانب غرينبلات، مبعوث وزارة الخارجية الأميركية الخاص بإيران برايان هوك البحرين الثلاثاء ليتوجه بعدها إلى قطر والسعودية. ومن غير المتوقع أن يزوروا إسرائيل، وأيضا الكويت. وكان كوشنر استهل جولته بزيارة إلى الإمارات وعمان، وذكرت السفارة الأميركية في أبوظبي الثلاثاء على تويتر أن كوشنر وغرينبلات وهوك عقدوا الاثنين محادثات في الإمارات مع ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وقال كوشنر لقناة سكاي نيوز عربية في أبوظبي “نريد أن نأخذ منهم (دول المنطقة) النصيحة بشأن الوسيلة المثلى للمضي قدما وأن نحيطهم علما ببعض تفاصيل ما سنسعى إليه، خاصة بشأن الرؤية الاقتصادية والفرصة الكاملة التي ستسنح إذا حل السلام”. وكان العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز قدم تأكيدات خاصة للرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال زيارة الأخير للرياض قبل نحو أسبوعين، تفيد بأن الرياض لن تقر أي خطة سلام لا تشمل وضع القدس أو حق العودة للاجئين.

مشاركة :