ارتفع خام برنت إلى 65 دولارا للبرميل أمس وسط توقعات بتمسك السعودية وبقية أعضاء "أوبك" بتخفيضاتهم للإنتاج. وانخفضت الأسعار أول أمس، في الوقت الذي غادر فيه المتعاملون مكاتبهم لحضور أسبوع البترول العالمي، وهو سلسلة من الفعاليات الخاصة بالقطاع في لندن. وبحسب "رويترز"، ارتفع خام القياس العالمي برنت 24 سنتا إلى 65 دولارا للبرميل، بعد أن خسر 3.5 في المائة يوم الإثنين، فيما تراجع الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط سبعة سنتات إلى 55.41 دولار للبرميل. ومما يكبح موجة الصعود توقعات بارتفاع مخزونات النفط الخام الأمريكية للأسبوع السادس على التوالي. ومن المتوقع أن ترتفع مخزونات الخام الأمريكية 3.6 مليون برميل في التقارير الأسبوعية للمخزونات، بما يؤكد على كفاية الإمدادات في أكبر مستهلك للنفط في العالم. والنفط مرتفع نحو 20 في المائة منذ بداية العام، حين بدأت منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" ومنتجون آخرون مثل روسيا خفض الإنتاج في مسعى لتقليص تخمة عالمية. وقال أوليفر جاكوب محلل النفط لدى "بتروماتريكس" إن من المرجح أن تلتزم السعودية وبقية أعضاء "أوبك" الحذر بشأن تخفيف خطتهم لخفض الإمدادات، بعد ارتفاع الإنتاج في النصف الثاني من العام الماضي قبل العقوبات الأمريكية على إيران وهو ما أدى إلى انخفاض كبير في الأسعار. إلى ذلك، أكد تقرير "وورلد أويل" أن منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" تعرف أهدافها جيدا، متوقعا أن تستمر المنظمة في سياساتها التي تراها الأنسب لصالح استقرار السوق ونمو الصناعة. وأشار التقرير إلى أن السعودية خفضت شحنات النفط إلى الولايات المتحدة بنحو 515 ألف برميل يوميا بانخفاض ما يقرب من 30 في المائة عن العام الماضي، ويقترب حاليا من أدنى مستوى في عشر سنوات. وأضاف أن السعودية تستهدف السوق الأمريكية على وجه الخصوص لأن البيانات الأسبوعية للولايات المتحدة لديها القدرة على تحريك الأسعار بقوة أكبر من تلك التي تقدمها الدول الأخرى. ولفت التقرير إلى أن أسعار الخام ارتفعت بنحو 25 في المائة منذ بداية هذا العام بسبب تخفيضات الإنتاج من "أوبك" وحلفائها، كما دعم جهود "أوبك" تراجع المخاوف بشأن الأثر الاقتصادي للحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وفرض واشنطن عقوبات على قطاع النفط الفنزويلي. ونقل التقرير عن محللين دوليين أن السعودية لديها حافز قوي لاستعادة التوازن والاستقرار في السوق، وترى أن ذلك لن يتأتى إلا من خلال الالتزام باتفاق المنتجين في كانون الأول (ديسمبر) الماضي على خصم 1.2 مليون برميل يوميا من المعروض العالمي. ونوه التقرير إلى أسبوع البترول العالمي الذي افتتح في لندن أمس، وهو حدث سنوي يجمع أطرافا مؤثرة في سوق النفط والصناعة ويمثل فرصة لإبرام الصفقات الجديدة. إلى ذلك، قالت لـ "الاقتصادية"، الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير المحللين في المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، إن "أوبك" لديها قراءة جيدة لوضع السوق معتبرة أن حالة الفائض في الامدادات مستمرة ومتسارعة وليست قاصرة على الإنتاج الأمريكي من النفط الصخري بل هناك أيضا إنتاج البرازيل، الذي من المتوقع أن يسجل هذا العام المستوى الأعلى في عامين. وأشارت كومندانتوفا إلى أن التخفيضات التي تقودها السعودية وروسيا ضرورة لمواجهة هذه الطفرة المتسارعة من تحالف المنتجين "أوبك+" وقد حالت تلك التخفيضات دون انهيار الأسعار، كما أنها تعجل باستعادة التوازن في السوق.
مشاركة :