محمد جواد ظريف: رجل الدبلوماسية الإيرانية الناعمة وغريم المحافظين

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دبي - من مايكل جورجي - أعلن محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني استقالته على نحو غير متوقع عبر موقع إنستغرام بعد أن استخدم كياسته ومعرفته بالغرب للمساعدة في التوصل إلى الاتفاق النووي التاريخي مع القوى العالمية عام 2015. ولم تكن شخصية ظريف الجذابة كافية قط لتحييد رجال الدين المحافظين الذين اتهموه ببيع القضية الإيرانية. وهدد المحافظون ظريف بالإيذاء الجسدي عند توقيع الاتفاق في أعقاب سنوات من المفاوضات المضنية. وعندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب انسحاب واشنطن من الاتفاق عام 2018 وإعادة فرض العقوبات لتكبيل صناعة النفط الإيرانية، واجه ظريف عاصفة من الانتقادات في البرلمان. وعلى الجانب الآخر تعامل المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بتحفظ مع ظريف الدبلوماسي الماهر ذي الباع الطويل في التعامل مع خصوم إيران في الغرب. وكتب ظريف في مذكراته المنشورة عام 2013 بعنوان “السيد السفير” يقول “في الدبلوماسية، عليك أن تبتسم دائما.. ولكن لا تنس أبدا أنك تتحدث مع عدو”. وكان لدراية ظريف بالثقافة الغربية فضل في مساعدته على إقامة علاقات عمل وثيقة مع المسؤولين الأميركيين الذين لم تغب عن بالهم ذكريات احتلال السفارة الأميركية في طهران عندما احتجز طلاب إيرانيون دبلوماسيين رهائن لمدة 444 يوما أثناء الثورة الإسلامية التي أطاحت بالشاه. وعاش ظريف في الولايات المتحدة منذ أن كان عمره 17 عاما حيث كان يدرس العلاقات الدولية في سان فرانسيسكو ودنفر، ثم عمل في بعثة الأمم المتحدة بنيويورك حيث تولى منصب سفير إيران في الفترة من 2002 إلى 2007. وأقام اتصالات مع مسؤولين أميركيين، ما ساعده في التسعينات عندما شارك في محادثات لإطلاق سراح رهائن أميركيين احتجزتهم جماعة حزب الله. وكان لإتقان ظريف للغة الإنكليزية الفضل في الانسجام بينه وبين وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري حتى أنهما كانا يتخاطبان بالاسم الأول دون كلفة خلال المحادثات النووية المكثفة. وساعدت رسائل البريد الإلكتروني المتبادلة بين ظريف وكيري في نزع فتيل التوترات بين البلدين في أوقات حرجة مثل اعتقال عشرة من أفراد مشاة البحرية الأميركية (المارينز) في المياه الإيرانية عام 2016. وكانت مسألة التعامل مع التوقعات أمرا حيويا لظريف وسط الجدال المحتدم بين القوى الغربية وإيران خلال المحادثات التي انتهت باتفاقية أُعلن عنها في لوزان بسويسرا. وتحدث ظريف عن الاتفاق النووي في مقابلة مع مقدم البرامج الحوارية الأميركي تشارلي روز قائلا “لا يمكن لاتفاق أن يكون مثاليا. معنى أن يكون الاتفاق مثاليا بالنسبة لأحد الطرفين هو أنه سيكون كارثيا للطرف الآخر”. وانقطع الاتصال المباشر الذي فتحه ظريف بين طهران وواشنطن عندما دخل ترامب البيت الأبيض. عندئذ أظهر ظريف وجهه الصارم. وكتب ظريف تغريدة بعد بضع ساعات من خطاب ترامب الأول أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي وصف فيه الاتفاق النووي بأنه “مبعث حرج” و”واحد من أسوأ المعاملات التي أبرمتها الولايات المتحدة على الإطلاق ومن أكثرها أحادية”. أصبح ظريف شخصية خلافية في إيران بسبب تساهله الظاهري مع الأساليب الغربية وتبارى المحافظون في انتقاده لأنه يتحدث بشكل مباشر مع أعداء إيران. وظهرت في مايو 2015 لقطات مصورة سرا يظهر فيها ظريف وهو يتجادل في غضب مع نائب حلال جلسة مغلقة للبرلمان. وقال حسين رسام، وهو مستشار سابق لوزارة الخارجية البريطانية لشؤون إيران، “قضى ظريف معظم حياته الدبلوماسية خارج إيران وهو ملم بالشؤون الدولية جيدا لكن هذه هي نقطة ضعفه أيضا”. وصف بعض المحافظين ظريف بأنه جبان لأنه كان يدرس في الولايات المتحدة بدلا من أن يدافع عن بلاده خلال الحرب العراقية الإيرانية التي دارت رحاها من عام 1980 إلى عام 1988 وأودت بحياة مليون شخص. وكتب السيناتور الأميركي توم كوتون، وهو جمهوري يعارض الاتفاق النووي، تغريدة عن ظريف عام 2015 قال فيها “كنت مختبئا في الولايات المتحدة خلال الحرب العراقية الإيرانية بينما كان الفلاحون والأطفال يزحفون نحو الموت”. ورد ظريف على كوتون بتهنئته على ولادة ابنه ثم قال “ما نحتاجه هو الدبلوماسية الجادة وليس توجيه الإهانات الشخصية”.

مشاركة :