شهدت العاصمة الإماراتية أبو ظبي افتتاح فعاليات معرض الفنون التشكيلية السنوية الرئيس والمصاحب لمهرجان أبوظبي وذلك في منارة السعديات.ويستمر المعرض خلال الفترة من 26 فبراير إلى 25 مارس المقبل ويتضمن برنامجا تعليميا يقدم للجمهور فرص المشاركة في ندوات حوارية وجولات إرشادية، وورش إبداعية تستلهم الأعمال الفنية المعروضة. يقام المعرض تحت رعاية الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح وراعي مهرجان أبوظبي، وبحضور محمد خليفة المبارك، رئيس دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، والأمير فيليب وصاحبة السمو الأميرة إزابيل من إمارة ليختنشتاين، وهدى إبراهيم الخميس-كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، ود. جوهان كرافتنر مدير المجموعة الأميرية، وحمد الكعبي، سفير الإمارات في النمسا.ويعود تاريخ اللوحات إلى القرن الخامس عشر وبعضها ينتمي إلى الحركات الفنية لعصر النهضة المتأخر والحقبة الباروكية بما في ذلك أعمال لوكاس كراناخ الأكبر، وجو دي مومبر، وجان بروغل الأصغر، وبيتر بول روبنز، وغيرها الكثير من الأعمال التي جمعها وحفظها متحف لختنشتاين عبر الأجيال.وفي كلمته بمناسبة تنظيم المعرض قال معالي الشيخ نهيان مبارك آل نهيان، وزير التسامح "إن قيم التسامح والتعايش، كانت دائمًا، جزءًا أساسيًا، في عمل مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، التي تحرص في كافة أعمالها وبرامجها، على الإسهام الكامل، في تحقيق جودة الحياة، لجميع السكان، وتمكينهم من العيش في محبة وأمان واستقرار، وإن المهرجان الذي تنظمه المجموعة سنويًا منذ عام 2004، قد أصبح، حدثًا ثقافيًا مهمًا، في أبوظبي وفي الإمارات كلها، يسهم في دعم رؤية أبوظبي، ورؤية الإمارات، في أن تكون منارات عالمية، للثقافة والفنون، ومجالات رحبة، لنشر قيم التسامح، والتفاعل الفني والثقافي والحضاري".وأضاف قائلًا: "إن الفنون المرئية، كانت دائمًا جزءًا مهمًا في مهرجان أبوظبي، وبالتالي فإن المعرض التشكيلي للمقتنيات الأميرية من لختنشتاين "آفاق بعيدة" يمثل احتفالًا مهمًا بتلك الفنون، من خلال استعراض القدرات والمهارات الفنية، التي تراكمت لأكثر من 400 عامًا من الإسهامات الفنية العالمية، بما يتيح أمام المشاهد، فرصة التعرف على تاريخ الفنون في العالم، بشكل جيد".وختم قائلًا: "فإنه يسعدني كثيرا،ً أن أرى هذا المهرجان وهو يحرص على التواصل المفيد في كل عام، مع شباب الدولة، من خلال تدريبهم ومساعدتهم، وفق برنامج فعال، لدعم القدرات والمهارات الفنية لهؤلاء الشباب وخاصة الشراكة المهمة بين مهرجان هذا العام، ولختنشتاين، والتي سوف تحقق المنفعة بإذن الله، لرواق الفن الإماراتي، الذي يضم أكثر من 150 فنانًا".ومن جهتها قالت سعادة هدى إبراهيم الخميس-كانو، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي: "يسهم المهرجان في إثراء الرؤية الثقافية لأبوظبي، ويكملُ، في عام التسامح 2019، مسيرته التي بدأها منذ العام 2004، في بناء جسور التلاقي بين الشعوب والثقافات، واستكشاف آفاق التواصل والحوار برسائل التسامح التي تحملها الفنون وتوصلها بجمالياتها التي تجتمع حولها الإنسانية، على اختلاف الثقافات واللغات والجنسيات".وتابعت: "ينظّم المهرجان المعرض التشكيلي "آفاقٌ بعيدة"، مستضيفًا المقتنيات الأميريّة من لختنشتاين، إحدى أهَمّ وأعرق المجموعات الخاصة في أوروبا والعالم، ترجمةً لرؤية مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في الالتزام بوعد الثقافة، والاستثمار في الشباب، وتحفيز الإلهام واحتضان الإبداع لديهم، بهدف تعزيز الصناعات الثقافية والإبداعية في الإمارات".وختمت بالقول: "أتاحت لنا شراكتنا مع لختنشتاين، بناءَ نموذج فريد للتبادل الثقافي، متمثّلٍ في الإقامة الفنية لخمسة من التشكيليين الإماراتيين الشباب، في الإمارة الأوروبية ومدينة فيينا، مع برنامج طموح من زيارات للمتاحف والقصور والمؤسسات الفنية الكبرى، للاطلاع على مجموعات الأعمال الفنية، والتعرف على الآليات والمعايير العالمية للحفاظ على الموروث الفني والعناية به، وتقديمه للأجيال القادمة، إسهامًا في صناعة المستقبل". وقال الأمير هانز آدم الثاني أمير إمارة ليختنشتاين: "يعتبر جمع الصور واللوحات وأعمال الفنون من التقاليد العريقة المتبعة في عائلتنا، لأن هذه الكنوز القابلة للنقل تعتبر أيضًا استثمارًا متحركًا ذا قيمة عالية. ولكن السبب الأول والأهم لأهتمام عائلتي بجمع الأعمال الفنية عبر أجيالها المتعاقبة، يكمن في تقديرنا لقيمتها الفنية حتى يومنا هذا. ففي قلعتي في فادوز وفي قصور فيينا، نعيش مع تلك الكنوز، حالة تبعث على السكينة والهدوء عبر مشاهد البحر والصيد وقصائد الرعاة من حقبة بيدرمير. ويسعدني شخصيًا أن أقدّم للجمهور في منطقة الشرق الأوسط تلك اللوحات لمشاهدتها عن قرب ومشاركة تلك المتعة."بدوره قال د. جوهان كرافتنر مدير المجموعة الأميرية: "تعتبر تلك فرصة رائعة لنقل الجمهور في أبوظبي إلى أوروبا عبر مشاهدة تلك اللوحات التي تعكس المناظر الطبيعية في أوروبا. وآمل أن يستفيد الجميع من هذه الفرصة ومشاركتنا هذه المتعة بالتجول في تلك العوالم القادمة من الماضي والتي يقدمها هذا المعرض اليوم هنا، حيث يفتح هذا المعرض عبر تلك اللوحات عالمًا صغيرًا يتضمن أولى اللوحات الصغيرة التي تجسد المشهد النموذجي من إيطاليا، وحوار المشاهد الطبيعية من هولندا والتي تزخر بعدد لا نهائي من الأشكال الصغيرة، وكذلك لوحات المشاهد الطبيعية التي تبعث على السكينة والهدوء، وأخرى تجسد مشاهد درامية من البحر وأرض المعارك." وبالتوازي مع المعرض، ينظم مهرجان أبوظبي عبر برنامجه الخاص بتعليم الفنون والتشكيلية مجموعة من الأنشطة التي ستوفر مصادر إلهام للفنانين الناشئين، وتتضمن سلسلة من الندوات الحوارية وورش العمل التفاعلية والجولات الإرشادية وورش عمل للرسم من وحي معروضات المعرض.
مشاركة :