أكد الخبير الاقتصادي والسياسي "محمد النافع" أن إيران هي الأزمة بين باكستان والهند، وتفاجأ بها العالم صباح اليوم، وذلك بعد قيام الأولى بإسقاط طائرتين هنديتين اخترقتا الغطاء الجوي لها، بالإضافة لأسر طيار هندي. وتفصيلاً، كشف لـ"سبق" المستشار محمد النافع أن هذا التوتر والتصعيد، جاء بعد زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، مؤخرًا لكل من باكستان والهند والصين، واشتملت على عقود واتفاقيات استراتيجية مع باكستان، وكذلك عقود طويلة واستراتيجية مع الهند. وقال "النافع": لو بحثنا عن المستفيد من إشعال هذا الصراع، تجد أنها إيران والتي جن جنونها من التحالف والعقود الاستراتيجية بين السعودية وكل من باكستان والهند والصين، خاصة إذا ما علمنا أن الهند قلصت بنسبة كبيرة شراء النفط الإيراني واستبدال جزء كبير منه من السعودية. وأضاف: الاحتفاء بولي العهد من قبلِ باكستان لم يُرض النظام الإيراني، وما هي إلا أيام من جولة سموه الآسيوية، إلا واشتد الصراع بين البلدين، مؤكداً أن بصمات إيران واضحة في ذلك، والهدف هو خلق صراع باكستاني هندي، وهو ما دعا نيودلهي بالرد والتهديد خلال 24 ساعة القادمة؛ عكس ما حدث سابقاً بعد وقوع اشتباكات حدودية بين البلدين وحلت بسرعة. وتابع: حدث اليوم يجعلنا نتساءل ماذا تستفيد إيران من هذا الصراع، وهو نفس السيناريو الذي قامت بعمله سابقاً، نتج عنه تفجير مراقد الشيعة العسكرية في سامراء، بهدف وقوع حرب طائفية بين السنة والشيعة، ومن ثم تأتي بعدها لتتدخل بحجة دعم الشيعة، فيما الواقع هي تريد اشعال الحرب الطائفية حتى تنهب ثروات العراق. وأردف: من خلال متابعتي أجد أن إيران كلما تم الضغط عليها تقوم بتحريك "داعش" بعمل تفجيرات كبيرة من أجل تخفيف الضغط عليها، ومن هنا نستنتج أن إيران هي المستفيد الأول في إشعال الحرب الهندية الباكستانية لتخفيف الضغط عليها، وكذلك لا تريد أن تشاهد حليف استراتيجي لها مثل الهند كان يشتري نفطها يذهب بعقود طويلة لغريمها السعودية، فهي تريد اشعال الصراع ظناً منها أن السعودية سوف تقف مع باكستان وبالتالي تغضب الهند وتلغي عقودها مع السعودية. وعن سؤاله هل هناك بوادر حرب مفتوحة بين البلدين، أجاب قائلاً: حقيقة لا اتوقع أن تصل إلى حرب مفتوحة لسببين، يأتي في أولها أن كلا الدولتين تمتلكان سلاح نووي ومن المعروف أن السلاح النووي سلاح ردع، لذلك تخشى الدولتين الإقدام على الحرب، ثانياً الهند تعلم أن الحرب المفتوحة ستجعل اقتصادها يتراجع خطوات للخلف، وكذلك باكستان تعيش ضعفاً اقتصادياً لا يؤهلها لخوض حرب مصيرية، لذلك أتوقع أن يحل الخلاف سريعاً.
مشاركة :