تحقيق استقصائي لـ( النادي) يكشف: (92) رحلة في الدوري عوائدها (10) ملايين ريال

  • 2/26/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

هل تخيلت يوم من الأيام أن تذهب في رحلة سياحية لحضور مباراة لفريقك المفضل في إحدى مناطق المملكة؟! وهل سمعت أن شركات سياحية أعلنت عن رحلة خاصة لمباراة جماهيرية تشتمل على برنامج يعرفك على أبرز الأماكن السياحية في هذه المنطقة وينتهي بمشاهدة مباراة فريقك في مكان بارز في الملعب واللقاء بعد المباراة باللاعبين والتقاط الصور التذكارية معهم؟! كل ماسبق هي أسئلة لم نكن نسمع بها من قبل محليا وربما نجد نماذج مماثلة في عدد من الدول المتقدمة، سياحيا تطبق رحلات سياحية للمباريات الجماهيرية، تخلط فيها الترويج والترفيه بالاستثمار وتسهم في التعريف بالأماكن السياحية المحيطة بمدينة الفريق المقصود. ولئن كانت الرياضة إحدى وسائل الترفية لدينا والتي تستقطب أعداداً كبيرة من الشباب وعشاق كرة القدم، إلا أنها لم تستغل بشكل إيجابي، فقد درجنا أن نسمع عن ذهاب مجموعات من الشباب للمدن الأخرى لحضور مباريات فرقهم المفضلة، بشكل عشوائي وارتجالي، معرضين أنفسهم في كثير من الأوقات للخطر بسبب انتشار حوادث السيارات. بيد أن الجهات المعنية لم تستغل هذه المباريات بشكل إيجابي من خلال جعلها بوابة للتعريف بالسياحة الداخلية في المناطق التي تلعب بها الفرق الجماهيرية مع نظيرتها المتوسطة المستوى، وتحويلها لاستثمار مالي يجلب عوائد للشركات السياحية والأندية معاً. تحقيق استقصائي وكشف تحقيق استقصائي للنادي عن أن المباريات للفرق الجماهيرية مع نظيرتها متوسطة المستوى توفر (92) رحلة سياحية لخمس مناطق في المملكة على مستوى الدوري فقط بخلاف كأس ولي العهد وكأس الملك ودوري أبطال آسيا، التي سترفع عدد الرحلات السياحية لحضور مباريات فرقها في المسابقات الأخرى. وأبان التحقيق أن الأندية الجماهيرية وهي النصر والهلال والاتحاد والأهلي ستخوض (36) مباراة سنويا خارج أرضها مقسمة على ( 12) في المنطقة الشرقية منها (8) في الأحساء للعب مع الفتح وهجر، و( 4) مع الخليج في الدمام. وجاءت منطقة القصيم في المرتبة الثانية بـ (8) مباريات سنويا في الدوري مع الفريقين اللذين يتواجدان في دوري جميل وهما الرائد والتعاون. واقتطعت منطقة الرياض على جزء من كعكة الرحلات السياحية من خلال فريقين يلعبان في محافظات قريبة منها برصيد أربعة رحلات للخرج عندما تلقي الفرق الجماهيرية مع الشعلة، وعلى مسافة أبعد تأتي مدينة المجمعة شمال الرياض بنفس الرصيد بأربع رحلات والتي يتواجد فيها فريق الفيصلي. واستحوذت منطقة نجران على أربع رحلات سياحية للقاء فريق منطقتها ،ومثلها لمنطقة الجوف للعب مع فريق العروبة. أما المباريات للفرق الجماهيرية الاربعة داخل أرضها فتوفر (36) رحلة إضافية لمنطقتين هما الرياض بـ (18) ومثلها لمنطقة مكة المكرمة. ولو احتسبنا المباريات للفرق الجماهيرية مع بعضها البعض لتوفر (20) رحلة سياحية لمنطقتي الرياض ومكة المكرمة، حيث أبان التحقيق الاستقصائي أن الأندية الكبيرة تواجه بعضها في الدوري بعشرين لقاء( 12) منها في مدينة الرياض لوجود ثلاثة أندية هي النصر والهلال والشباب. ووفرت المباريات الجماهيرية (8) رحلات سياحية لمنطقة مكة المكرمة لمشاهدة لقاءات ناديي الاتحاد والأهلي بجدة. عوائد الرحلات وبلغ إجمالي الرحلات السياحية التي توفرها المباريات للأندية الجماهيرية الأربعة في الدوري فقط وفق تحقيق (النادي) ( 56) رحلة سياحية لخمس مناطق المملكة في هذا الموسم نظرا لإحتمالية صعود أندية جديدة من مناطق أخرى الموسم المقبل من دوري الدرجة الأولى. وكشف التحقيق أن العوائد المالية للرحلات السياحية للأندية الجماهيرية في مسابقة الدوري فقط تصل لستة ملايين ريال تقريبا قابلة للارتفاع، فلو احتسبنا أن الرحلة الواحدة تضم ( 100) شخص بمتوسط مبلغ يصل لـ ألف ريال فإن عدد المستفيدين من الرحلات (9200) مشجع، بينما تبلغ العوائد المالية عشرة ملايين تقريبا سوف تستفيد منها الشركات المنظمة للرحلات السياحية والمستثمرين فيها والأندية الرياضية. ولو تم إضافة الرحلات للمباريات الجماهيرية في المسابقات الأخرى ككأس ولي العهد وكأس الملك ودوري ابطال آسيا لارتفعت عدد الرحلات السياحية وعوائدها المالية وحققت الهدف الاهم وهو التعريف بالسياحة الداخلية وابرز الأماكن السياحية في المناطق التي تلعب فيها المباريات. وكان فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في القصيم قد أطلق أول برنامج من نوعه يستهدف الجمهور الرياضي على مستوى المملكة بحضور المباريات الجماهيرية. رحلة القصيم وتأتي الخطوة الأولى بترتيب زيارة عبر منظم رحلات لمجموعة من الإعلاميين الرياضيين قبل مباراة التعاون والنصر في الجولة التاسعة لدوري جميل وذلك للتعريف بالبرنامج وإطلاقه بشكل أوسع في المباريات المقبلة. دُشن البرنامج في متحف الدبيخي التراثي بحضور أكثر من 20 رياضياً ومهتما في الإعلام الرياضي وتناول الجميع وجبات شعبية من أيدي الأسر المنتجة في القصيم، قبل أن تنطلق رحلة تمر في مزرعة الزنيدي في عنيزة وسوق المسوكف الشعبي ومعرض السنيدي للوازم الرحلات البرية قبيل بداية المباراة. ويرى مهتمون في المجال الرياضي أن الخطوة مهمة جدا للجماهير وإطلاقها في المباريات الجماهيرية تخدم في مجال كبير خصوصا مع وجود جماهير تأتي للمنطقة من عدد من المناطق الأخرى. ويشير إبراهيم بن على المشيقح مدير عام فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالقصيم أن الخطوة تعد بداية لبرنامج سيتم تنفيذه والعمل على إنجاحه لكسب ميزات متعددة من الجمهور الرياضي وإثراء المنطقة والمواقع السياحية وكذلك الفنادق والشقق المفروشة والمطاعم، ولتكن فرصة ليعيش زائر القصيم من الجمهور الرياضي وقتاً قبل المباراة يتعرف فيه على المواقع السياحية بالقصيم وبأسلوب احترافي ومنظم. وبين المشيقح أنهم حرصوا أن يتم تنفيذ البرنامج عبر منظم رحلات مرخص من الهيئة ليتم اطلاقه بشكل متكامل وإعلان العديد من البرامج اللاحقة في مباريات متعددة خلال مسيرة دوري عبداللطيف جميل، كما أن الهيئة ومن خلال قطاع التسويق وفرع القصيم تعمل على دعم البرنامج مالياً وفنياً وتسويقياً لتحقيق بعض من متطلبات الشباب السعودي. مشيرا أن هناك شراكات مع جهات من بينها مكتب رعاية الشباب، وكذلك إدارتي نادي الرائد والتعاون وبعض المسؤولين في منطقة القصيم لتنسيق وتسهيل عمل البرنامج. تجربة ناجحة ويؤكد المستشار الإعلامي في هيئة السياحة والأثار محمد الحربي أن التجربة لاقت نجاحا كبيرا، مبينا أن الفكرة انطلقت من القصيم. وأفاد الحربي أن الجولة شملت الفطور الشعبي وجولة على الأماكن التراثية ذات الجذب السياحي للقصيم لمجموعة من الإعلاميين. وأكد الحربي على أنهم بصدد رفع تقرير عن هذه التجربة لهيئة السياحة والأثار شاملة بعض الملاحظات والاقتراحات لتبنيها مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب واتحاد القدم والأندية وتحويلها لمشروع كبير للتعريف بالأماكن السياحية من بوابة المباريات الجماهيرية. ولفت الحربي إلى أن المقترحات تتضمن إعداد برامج للمباريات الجماهيرية في مختلف مناطق المملكة لمدة يوم واحد يبدأ من ليلة المباراة بحيث يتم إعداد جدول متكامل يشمل إسكان المسجلين في نفس الفندق الذي تقطن فيه الفرق لضمان الالتقاء بلاعبيهم وإلتقاط الصور التذكارية. وأشار الحربي إلى أن البرنامج يحتوي على فطور شعبي في احد الأماكن السياحية في المنقطة وجولة تستمر حتى العصر على عد من الأماكن السياحية المختارة بعناية برفقة دليل سياحي. وشدد الحربي على أنه يمكن التنسيق مع إدارات الملاعب لتأمين مقاعدة في أماكن بارزة في المدرجات للمسجلين لمتابعة المباراة. ودعا الحربي لضرورة تعاون جميع القطاعات السياحية والرياضية لتنفيذ هذا المشروع الوطني الاستثماري الذي سيكون له عوائد إيجابية على المدى الطويل. (النادي) طرحت الفكرة على الجهات ذات العلاقة وإمكانية تطبيقها والتوسع فيها وخرجت بالتوصيات والاقتراحات لتفعيلها.

مشاركة :