التوترات الساخنة بين الهند وباكستان تنتهي بـ«الرغبة في التهدئة»

  • 2/27/2019
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

استبعدت الدوائر السياسية في واشنطن، اشتعال التوتر الساخن بين الهند وباكستان، مؤكدة أن التاريخ الطويل من «تصعيد التوتر» بين البلدين والذي يصل إلى حافة «الحرب الشاملة» ينتهي دائما بالرغبة في التهدئة، دون رغبة في تكرار تجربة 3 حروب تسببت في خسائر فادحة على كافة الأصعدة لكل من الهند وباكستان. ويرى خبير العلاقات الدولية، الجنرال الأمريكي المتقاعد، فريدمان روسيني، أن هناك روادع و«حواكم» للعلاقات بين نيودلهي واسلام آباد، تتراوح بين حدود القدرات العسكرية وتأثير العلاقات الدولية والإقليمية في منطقة لها ابعاد جيوسياسية وأمنية من الصعب المقامرة فيها بحرب شاملة.  تقدير الحسابات تمنع نشوب الحرب ويشير السفير عبد الفتاح راغب، في تحليله لمصير التطورات بين الدولتين الجارتين، إلى وقائع المواجهات الساخنة بالتصريحات المتبادلة، وېـ «النيران المحدودة النطاق» دون الإنزلاق لحرب شاملة يصعب تقدير حساباتها.. وأضاف للغد: من هنا يتم تغليب «العقل»، وهو ما تكرر اليوم الأربعاء، مع دعوة رئيس الوزراء الباكستاني، عمران خان، للهند، إلى الحوار وتحكيم العقل في أعقاب تبادل الضربات بين الجانبين في منطقة كشمير المتنازع عليها بينهما، مؤكدا أن «العقل يجب أن يسود، ويتعين علينا حل المشكلات عبر الحوار».  تجارب سابقة بين الهند وباكستان  انتهت بالحوار وتغليب العقل وأضاف راغب للغد: كان رئيس وزراء باكستان أكثر وعيا في تقديره للحسابات، حين توجه بالسؤال للحكومة الهندية، قائلا هل يمكننا تحمل عاقبة الحسابات الخاطئة بالنظر للأسلحة التي نملكها نحن وأنتم؟ ولو تصاعد الموقف أكثر فإلى أين سيؤدي بنا ذلك؟ وبهذه الرؤية يمكن القول أن الدولتين تجنبتا السقوط في دوامة الحرب على مدى تاريخ طويل من التوترات الساخنة بينهما حتى ان العالم يكاد يمسك أنفاسه خشية اشتعال الحرب، لينتهي الأمر بالحوار وتغليب العقل، وتقتصر الخسائر على البورصات في الدولتين، ووقف الرحلات الجوية، وخسائر محدودة بشرية ومادية جراء « عمليات ونيران عسكرية» محدودة أيضا.  وكانت وزيرة الخارجية الهندية ،شوشما سواراج، قد صرحت خلال زيارة إلى الصين، بأن بلادها لا تريد «مزيدا من التصعيد» مع باكستان بعد الغارات الجوية التي شنتها مقاتلات هندية في الأراضي الباكستانية.      تطورات الأحداث الساخنة وبلغ التوتر بين الهند وباكستان ذروته، الأربعاء الماضي، 14 فبراير/ شباط الجاري، حين استهدفت مجموعة مسلحة قافلة أمنية هندية في منطقة «جامو وكشمير»، تسببت بمقتل 44 جنديا هنديا، وإصابة 20 آخرين بجروج، لتوجه نيودلهي أصابع الاتهام باتجاه إسلام أباد. وفي 26 فبراير/ شباط قصفت مقاتلات تابعة لنيودلهي ما وصفته بـ«معسكر إرهابي» في الشطر الباكستاني من إقليم كشمير.وصباح اليوم الأربعاء 27 فبراير/ شباط، بلغ التوتر بين البلدين ذروته، حيث أسقطت طائرات إف-16 باكستانية، مقاتلتين هنديتين، ردا على اختراق الأخيرة لأجوائها، واعتراض الهند لثلاث طائرات حربية باكستانية دخلت الأجواء الهندية.وذكرت وسائل إعلام تابعة لنيودلهي، أنّ الهند أسقطت مقاتلة باكستانية من طراز إف-16.  استبعاد مواجهة عسكرية شاملة ويؤكد السفير نعمان جلال، سفير مصر السابق في باكستان والصين، أن الهدوء في المنطقة المشتعلة بين الهند وباكستان يمس الأمن القومي العربي والدولي معا، ولكن بحسب تقديرات حسابات لدى الدولتين ومن التجارب السابقة، فإن التطورات الساخنة لن تصل إلى مواجه عسكرية شاملة، فهناك جسابات يمكن اعتبارها حاكمة للعلاقات المتوترة دائما بين البلدين.. وقال السفير نعمان للغد: من المستبعد أن يصل التوتر إلى حرب بين البلدين، لأن الخسائر في هذه الحالة لن تكون محتملة، ومن الصعب في هذه الحالة أيضا التحكم في حجم النيران وساحاتها ، وأعتقد أن  الطريق المناح أمام الدولتين سوف ينتهي بالتهدئة قريبا.    تأثير التوتر الساخن على المنطقة العربية وأضاف للغد: الموقف المتوتر حاليا بين الهند وباكستان لا يحتمل أن يلوذ العرب بالحكمة التقليدية وهي الصمت وذلك للأسباب التالية. أولا : أن أمن شبه القارة الهندية يمثل امتدادا للأمن العربي بخاصة للأمن الخليجي، وأن أمن شبه القارة في خطر للتهديد النووي من الدولتين والاشعاع النووي يمكن ان يمتد إلي المنطقة العربية وبخاصة الخليج.. وثانيا: أن الأمن الدولي وحدة لا تتجزأ، وأن تهديد أمن شبه القارة سوف يؤثر في الأمن العربي. وثالثا: أن علاقات العالم العربي بكل من الهند والباكستان علاقات وثيقة تاريخيا وسياسيا واقتصاديا وثقافيا، وأن حالة عدم الاكتراث العربية بالتوتر الخطير في المنطقة لاتعد امرا ايجابيا لمصلحة العرب وتاريخهم ودورهم.  دعوة للتحرك العربي وتابع السفير جلال في تصريحاته للغد: “أنا لا أدعو إلي إدانة عربية للهند أو لباكستان فالمصالح المتشابكة تجعل ذلك امرا غير ممكن، وحالة التراجع العربي تجعل الصوت العربي سلبيا وستزيده ضعفا, ولكنني أدعو لتحرك عربي ايجابي لبذل المساعي الحميدة لتهدئة الأوضاع ولضبط النفس ولاعادة الطرفين الي صوابهما، خاصة أن الاتجاهات اليمينية المتطرفة في الهند تستغل مشكلة الإرهاب للترويج بأن مشكلة كشمير هي مشكلة إرهاب، وهذا لايتماشي مع الحقيقة”.

مشاركة :