على بعد عشرات الأمتار من السياج الحدودي الحالي في قطاع غزة يشرع جيش الاحتلال ببناء المرحلة الأخيرة من السياج الفولاذي الجديد بطول 65 كيلومترا وعلى ارتفاع 6 أمتار بهدف منع عمليات التسلل من غزة، لكن ثمة أهدافاً أخرى بحسب مراقبين. يقول توفيق أبو شومر، المحلل في الشأن الإسرائيلي “العولمة الحديثة لا يمكن أن تمنع أي تسلل.. وبالتالي هم يبتكرونه لغرض آخر ربما كتسويقه للخارج”. يتكون المشروع الذي تقدر تكلفته بـ 833 مليون دولار من ثلاثة مراحل بدأها جيش الاحتلال في سبتمبر من عام 2016 ببناء جدار تحت أرضي من الخرسان المسلح لمكافحة أنفاق الفصائل الفلسطينية ثم بناء حاجز مائي على الحدود الشمالية الغربية للقطاع، ليختتم ببناء السياج الفولاذي فوق أرضي قبيل انتهاء العام الحالي يعكس بحسب مراقبين مدى التخوفات الأمنية الإسرائيلية من جبهة غزة. ويوضح عدنان أبو عامر، محلل في الشأن الإسرائيلي، أن هذه الإجراءات تجعل الاحتلال الإسرائيلي في حالة جاهزية. وتزامنت تحصينات إسرائيل الجارية على حدود غزة مع ختام مناورة عسكرية ضخمة لجيش الاحتلال استمرت لثلاثة أيام بهدف فحص جهوزية الجيش لأي معركة قادمة في القطاع، المناورة التي تعد الأولى بعد تسلم رئيس الأركان الجديد أفيف كوخافي تهدف بحسب محللين لإرسال رسائل عدة. أما هاني حبيب، المحلل السياسي، فيقول إن رئيس الأركان أفيف كوخافي يريد إرسال رسائل للمقاومة الفلسطينية و الداخل الإسرائيلي بأن هناك اطمئنان لوضع الجيش الإسرائيلي. على وقع التحصينات الأمنية الإسرائيلية على حدود غزة والمناورات العسكرية الأخيرة، تبقى حدود القطاع واحدة من المعضلات المقلقة لإسرائيل مع دخول مسيرات العودة عامها الثاني في ظل هشاشة تفاهمات التهدئة وتفاقم أزمات غزة.
مشاركة :