أعلن الدكتور ممدوح المصري عميد كلية الآداب بجامعة طنطا توصيات المؤتمر الدولي الأول للكلية الذي انعقد تحت عنوان "دور العلوم الانسانية والاجتماعية في مواجهة قضايا التطرف والإرهاب"، مشيرًا إلى أن المؤتمر أوصى بوضع استراتيجية قومية لمواجهة التطرف والارهاب تستند الى مجموعة من الاسس تنبثق من الاستراتيجية المقترحة من رؤية مصر 2030.وتتمثل الاستراتيجية في تفعيل اللقاءات المباشرة مع الشباب وتعزيز حرية الحوار معهم بالشكل الذي يمكنهم من التعبير عن أنفسهم وإبداء أرائهم في كل قضايا الوطن وأن يكون الحوار بين أساتذة الجامعة وطلابهم هو النوذج الأمثل لذلك، وتوحيد الجهود المزمع القيام بها وتكاملها وأن تتم بالتنسيق فيما بينهما.كما يتم التعامل مع الارهاب في ضوء خطة واضحة الاهداف والآليات الاجرائية التي يمكن تنفيذها على أرض الواقع، التأكيد على أن تطوير العقل هو القاعدة الأساسية في أية برامج وقائية يمكن أن تتم حيث أن أساس الارهاب هو الفكر المتطرف الذي يجب أن توجه الجهود لتغييره وتعديل المعتقدات الخاطئة التي تقف خلفه.وأشار د. "المصري" إلى أن آليات تنفيذ الاستراتيجية تتضمن عددا من المحاور وهي المحور الاجتماعي والنفسي والتربوي من خلال تمكين الأسرة من المحافظة على تماسكها وتحقيق التفاعل البناء بين أفرادها، تغيير طرائق تفكير الطلاب وتنمية مهارات التفكير لديهم بما في ذلك مهارات التفكير النقدي، وتفعيل دور النخبة الجامعية في تعزيز آليات الوقاية من الفكر المتطرف والانزلاق إلى براثن الارهاب.وأشار إلى تطوير محتوى الخطاب الديني وتنمية قدرات الدعاة الشخصية والمهنية وتعزيز قيم المواطنة وغرس القيم الإيجابية، كما يشمل المحور التقني تفعيل الاعتماد على التقنيات الحديثة مثل الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات المكانية في عمليات الرصد والمواجهة للعناصر المتطرفة، وتعزيز معرفة الشباب بضوابط الاستخدام الآمن لمواقع الانترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وتنمية مهارات الشباب في مواجهة الشائعات والحرب النفسية التي تبث ضد الوطن على شبكات الانترنت والقنوات الفضائية.وأضاف عميد الكلية أن المحور الاقتصادي يتمثل في دعم توجه الدولة فيما تنفذه من المشروعات التنموية القومية التي تستوعب أكبر قدر ممكن من الأيدي العاملة الوطنية، ودعم وتعزيز التوجه إلى اقامة المشروعات الصغيرة وتيسير سبل تمويلها بين فئات الشباب في مقتبل العمر، موضحًا أن المحور الإعلامي يشمل الدعوة إلى الالتزام بمواثيق الشرف الإعلامي في نقل الحقيقة بمصداقية مع مراعاة البعد عن اللهث وراء الاثارة والبلبلة.وشملت التوصيات تعزيز التواصل والعمل العربي المشترك في الدفاع عن قضايا الأمة المشتركة وعلى رأسها قضية الإرهاب والتطرف، والعمل على تصحيح الصورة الذهنية لعلماء الدين في وسائل الاعلام والأعمال الفنية حتى تعود له هيبته، فيما يتضمن محور الفتوى والتشريع دعم الدولة في توجهها لتجديد الخطاب الديني، ووضع خطة قومية للاهتمام بالدعاة على المستوى الانساني من ناحية وتأهيلهم التأهيل العلمي والمهني الذي يمكنهم من القيام بدورهم في نشر ثقافة الاسلام السمح من ناحية اخرى.وأكد الدكتور ممدوح المصري على اجماع المشاركين في المؤتمر على ضرورة الالتزام بموعد دوري لعقد المؤتمر العلمي الدولي للكلية من عام، مشيرًا إلى أن المؤتمر سوف ينعقد في دورته الثانية في 2020 تحت عنوان "دور العلوم الانسانية والاجتماعية في دعم التنمية المستدامة".
مشاركة :