أكد خبراء ومسؤولون في شركات كبرى من أنحاء العالم، اجتمعوا في دبي أمس لمناقشة قضايا التجارة غير المشروعة بمنتجات التبغ والإستراتيجيات المناسبة لمكافحة هذه الظاهرة، أن حكومات العالم تتكبد خسائر تتراوح بين 40 و50 بليون دولار سنوياً، جراء هذه التجارة التي تصل نسبتها إلى 12 في المئة من السوق العالمية لهذه المنتجات، إذ يجري تداول نحو 660 بليون سيجارة سنوياً في شكل غير قانوني. وأضافوا خلال مؤتمر يستمر يومين، أن الخسائر السنوية للشرق الأوسط تصل إلى 800 مليون دولار. وتعتبر الكويت من أقل الأسواق الخليجية تأثراً بالتجارة غير المشروعة نظراً إلى السياسة الجمركية والضريبية المتوازنة، وفق الخبراء. وتشكل التجارة غير المشروعة 21 في المئة من حجم السوق العُمانية، علماً بأن السلطنة تكبدت عام 2013 خسائر تعادل 3.4 مليون ريال عماني (8.8 مليون دولار). وتعد السجائر إحدى أكثر المنتجات تداولاً في السوق السوداء بسبب ما تحققه من هوامش ربح عالية، ونظراً إلى ما تتمتع به من سهولة نسبية في الإنتاج والتوزيع وانخفاض معدلات الكشف والعقوبة. وأشار الخبراء إلى أن التجارة غير المشروعة في منتجات التبغ «تمول منظمات الجريمة المنظمة، وتؤدي إلى تفشي الجرائم، فضلاً عن أنها تسلب من الحكومات إيرادات ضخمة. وتتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بأعلى أسعار للسجائر في المنطقة، مقارنة بالأسواق المجاورة، ما يعزز معدلات التجارة غير المشروعة. وخلال المؤتمر الذي استضافته شركة «بريتيش أميريكان توباكو» في دورته الخامسة بعنوان «السياسات الضريبية ومكافحة التجارة غير المشروعة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»، أكد مشاركون أن ظاهرة الاتجار غير المشروع بمنتجات التبغ تشهد تنامياً ملحوظاً على مستوى العالم، الأمر ما يؤثر في الدول الغنية والفقيرة، فنظراً إلى ارتفاع الضرائب على هذه المنتجات وسهولة نقلها، توفّر السجائر وتهريبها فرصة مغرية فباتت السجائر من أكثر السلع المتاجر بها في صورة غير مشروعة في العالم. آثار سلبية وقال المدير الإقليمي لـ «بريتيش أميريكان توباكو» في الشرق الأوسط ميكروفت كرويسديل أبلباي: «أرى أننا نقلل كثيراً من حجم التجارة غير المشروعة ونموها المحتمل مستقبلاً في الشرق الأوسط، فهذه القضية تشكّل قلقاً حقيقياً، خصوصاً مع ازدياد أثرها السلبي في الحكومات والشركات المرخّصة للعمل شرعياً ضمن هذا القطاع». وأضاف: «نظراً إلى الثمن الذي نتكبّده، ينبغي علينا أن نتساءل إن كنا نهتم في شكل كاف بمعالجة قضية الاتجار غير المشروع. لذلك تلتزم الشركة التعاون الوثيق مع مختلف الحكومات في الشرق الأوسط للوصول إلى سياسات ضريبية مدروسة وتعزيز متانة التشريعات من خلال تشديد العقوبات». أما رئيس الشؤون المؤسسية والتنظيمية في «بريتيش أميريكان توباكو» في الشرق الأوسط طارق نجار، فقال في تعليق حول العلاقة بين ارتفاع معدلات الضرائب والتجارة غير المشروعة، إن «المهرّبين يعملون حيث تتزايد فرص الربح، فالفروق في الأســـعار تمكّن المهربين من تحقيق الأرباح عبر شراء منتجات التبغ من أسواق أســـعارها رخيصة، ويعمدون إلى بيعها في الأسواق الغالية، وبالتالي فإن فرض زيادات كبيرة في الضرائب من دون الدراسة المتأنية لمختلف المتغيّرات قد يؤدي إلى نتائج سلبية غير مقصودة». وأضاف: «أما فرض الزيادة المفاجئة على الرسوم أو الضرائب التي تؤدي إلى تضاعف أسعار التبغ، فستتسبب بلا شك في زيادة الطلب على المنتجات المهرّبة الأرخص سعراً من قبل المدخّنين ذوي القدرة الشرائية المحدودة».
مشاركة :