أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الإمارات حريصة على تهيئة كل الظروف المشجِّعة والداعمة للاستثمارات الأجنبية فيها، وفي مقدمتها الاستثمارات الكورية التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية، كما أكد سموه أن الإمارات تعطي التكنولوجيا الحديثة والابتكار والتعليم أهمية خاصة في علاقاتها مع كوريا، وأن هناك تعاوناً بنَّاء بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة والطاقة، وغيرها، وعبَّر عن ثقته بأن هذا التعاون سيعود بالخير على البلدين، وسيشهد مزيداً من التطور خلال الفترة المقبلة. وأعرب سموه عن دعم دولة الإمارات للدور الإيجابي، الذي تقوم به كوريا من أجل دعم السلام في شبه الجزيرة الكورية، وخدمة الاستقرار في القارة الآسيوية بشكل عام، مؤكداً أن الإمارات وكوريا تتبنيان النهج نفسه في العمل من أجل السلام والتنمية، والدعوة إلى التسامح والتعايش ونبذ التطرف والعنف على المستويين الإقليمي والعالمي. جاء ذلك خلال بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس جمهورية كوريا، مون جاي إن، أمس، علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين، وإمكانات تنميتها وتعزيزها بما يخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. ورحب الرئيس الكوري، خلال جلسة المحادثات الرسمية، التي عقدها الجانبان في المكتب الرئاسي (البيت الأزرق) في سيؤول بحضور وفدي البلدين، بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى كوريا، معرباً عن تطلعه إلى أن تسهم الزيارة في دفع مسار العلاقات الإماراتية - الكورية إلى الأمام، في المجالات الحيوية كافة، التي يطمح إليها البلدان. واستعرض الجانبان، خلال الجلسة، مسارات وأوجه التعاون الاستثماري والاقتصادي والتجاري بين البلدين، إضافة إلى المجالات التعليمية والثقافية والتكنولوجيا والعلوم، بجانب الطاقة المتجددة والبنية التحتية والفرص المستقبلية الواعدة، لتطوير التعاون بما يحقق مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين. كما تناولت محادثات الجانبين تعاونهما المشترك في تنفيذ المشروع النووي السلمي الإماراتي، لإنتاج الطاقة وضمان أمنها واستدامتها في المستقبل ودور الشركات الكورية في تنفيذ مثل هذه المشروعات التنموية الحيوية في الدولة، التي تلبي متطلبات المرحلتين الراهنة والمستقبلية. وتطرق سموه، والرئيس مون جاي إن، خلال اللقاء، إلى زيارة قداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية التاريخية إلى دولة الإمارات، وما جسدته من قيم ومعاني التسامح والتعايش والتعاون، التي تسعى الدولة إلى تعزيزها وترسيخها لدى مختلف شعوب العالم، وذلك في إطار الأخوة الإنسانية. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الأهمية الكبيرة التي توليها دولة الإمارات، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، لعلاقاتها مع جمهورية كوريا الصديقة، وحرصها الدائم على تطويرها وتنميتها ودفعها إلى الأمام في المجالات كافة، ناقلاً إلى الرئيس الكوري تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتمنياته لكوريا وشعبها الصديق كل خير ونماء. وعبَّر سموه عن سعادته بزيارة جمهورية كوريا الصديقة، ولقائه الرئيس الكوري، وامتنانه لحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، وارتياحه للتطور النوعي في مسار العلاقات الإماراتية - الكورية، متطلعاً سموه إلى المزيد من الازدهار والتطور لهذه العلاقات، خلال الفترة المقبلة. كما عبَّر سموه عن تقديره لما لمسه من حرص كبير من قبل الرئيس الكوري الجنوبي والحكومة الكورية على تطوير العلاقات مع دولة الإمارات إلى آفاق أرحب، ما يجسد الإرادة السياسية المشتركة لقيادتي البلدين الصديقين، لبناء روابط أعمق في المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والأمنية، وغيرها. وأثنى سموه على الدور الذي قامت، وتقوم به، الشركات الكورية العاملة بدولة الإمارات في مسيرة التنمية الوطنية، ورفد العلاقات الإماراتية - الكورية بالمزيد من أسباب التقدم والازدهار. من جانبه، أكد الرئيس الكوري اهتمام بلاده بتوسيع وتنويع آفاق تعاونها مع دولة الإمارات في المجالات المختلفة، خصوصاً التكنولوجيا والعلوم والتعليم والرعاية الصحية والزراعة والاستثمارات الاقتصادية، وغيرها من الجوانب، في ظل ما تشهده هذه العلاقات من تطور يؤسس لمزيد من التعاون في المستقبل. وأعرب عن ثقته بأن علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين ستواصل نموها وتقدمها بقوة، خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى كوريا تعطي دفعاً قوياً لهذه العلاقات على المستويات كافة. وقال إن دولة الإمارات أكبر شريك لنا في منطقة الشرق الأوسط من ناحية التصدير والتبادل التجاري، وهي الدولة الوحيدة التي نقيم معها علاقات استراتيجية خاصة، متمنياً تعزيز التعاون بين البلدين في الصناعات المتقدمة، والجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي. ولفت إلى منهج دولة الإمارات، وجهودها في إرساء دعائم السلام، واستضافتها بابا الكنيسة الكاثوليكية، في رسالة تعبر عن روح التسامح والسلام. وأكد الجانبان، في ختام جلسة المحادثات، حرص البلدين على تعزيز وتنويع مسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين الصديقين، في ظل وجود الإرادة السياسية المشتركة لقيادتيهما، إضافة إلى توافر مقومات وفرص التعاون العديدة بين الجانبين، خصوصاً في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والاستثمارات الاقتصادية والتجارية. وشددا على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي جهوده، لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، لأنها الركيزة الأساسية التي تنطلق منها الأمم نحو تحقيق تنميتها وتقدمها وازدهارها، مؤكدين أهمية تعزيز ونشر قيم ومفاهيم التسامح والحوار والتعايش المشترك، وبناء جسور التواصل والتعاون بين مختلف شعوب العالم. وكان رئيس جمهورية كوريا الصديقة استقبل، أمس، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حيث جرت لسموه مراسم استقبال رسمية لدى وصوله والوفد المرافق إلى ساحة «البيت الأزرق» في سيؤول. وسجل سموه كلمة في سجل الضيوف، أعرب خلالها عن سعادته بزيارة كوريا البلد الصديق، والتعرف عن قرب إلى ثقافته وتقاليده وحضارته العريقة، إذ قال سموه: «سعدت بلقاء فخامة الرئيس مون جاي إن، في إطار العمل المشترك على دفع علاقاتنا إلى الأمام على المستويات كافة.. أقدر عالياً صداقته وحكمته وأثمن العمل معه.. العلاقات الإماراتية - الكورية متميزة ومتنامية، ونتطلع دائماً إلى مزيد من التطوير لهذه العلاقات». إلى ذلك، شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ورئيس جمهورية كوريا الجنوبية مون جاي إن، أمس، في «البيت الأزرق» بسيؤول، توقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين البلدين.وتضمنت الاتفاقيات، اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي ومنع التهرب الضريبي بين حكومتي دولة الإمارات وجمهورية كوريا. كما تضمنت مذكرة تفاهم في مجال السياحة بين وزارة الاقتصاد في الدولة، ووزارة الثقافة والرياضة والسياحة في كوريا، إضافة إلى مذكرة بين وزارة التغير المناخي والبيئة والمركز الكوري للإنتاج الأنظف، بشأن تعزيز مفاهيم الإنتاج الأنظف وتطبيقاته البيئية. وشملت الاتفاقيات أيضاً، مذكرة تفاهم بين حكومة الإمارات ووزارة التجارة والصناعة والطاقة الكورية، بشأن التعاون في مجالات الصناعة والاستثمار، ومذكرة تفاهم بين حكومة الإمارات ووزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل في جمهورية كوريا للتعاون الصناعي والاستثماري في مجال «مدن الهيدروجين»، ومذكرة تفاهم بين وزارة التغير المناخي ومركز الإنتاج الوطني الكوري للنظافة، بشأن تعزيز ممارسات وتطبيقات إعادة تدوير النفايات. وفي ختام زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى كوريا، أكد الجانبان، في بيان مشترك، الأهمية الحيوية لمواصلة تعاونهما الوثيق في مختلف جوانب العلاقات الثنائية، لتعزيز شراكتهما الاستراتيجية، وتحقيق التنمية والازدهار للبلدين وشعبيهما الصديقين. كما أكد البلدان مواصلة تعاونهما، لتحقيق السلام والاستقرار، وترسيخ قيم التسامح والتعايش، وتعهدا بتعزيز التعاون في المجالات الدفاعية، مثمنين الخطوات الكبيرة التي تمّ القيام بها، من خلال الاجتماعات الدورية لوزراء دفاع البلدين، مؤكدين أهمية التعاون الدفاعي، باعتباره عنصراً محورياً في العلاقات الثنائية. كما أكد الجانبان أهمية الدور الذي يلعبه قطاع الطيران، باعتباره صناعة رئيسة في كلا البلدين، مثمنين الدور الإيجابي الذي يلعبه قطاع الطيران في تطوير علاقات التعاون الثنائية بين البلدين. وشدد الجانبان على السعي إلى تحقيق النمو المتبادل في المستقبل، وتعزيز التعاون الاقتصادي الحالي، وتأكيد الدور الذي يلعبه البلدان كدولتين محوريتين في مناطقهما، وأشار الجانبان إلى العلاقات التجارية والاقتصادية المتميزة بين البلدين، إذ بلغت قيمة التبادلات التجارية غير النفطية، في سنة 2018، نحو 841.5 مليون دولار. واتفق الجانبان على مواصلة تعزيز هذه العلاقات، لاسيما من خلال تنويع التجارة غير النفطية، ومن خلال البحث عن فرص جديدة في مجموعة من المجالات المتطورة، وعلى وجه الخصوص، أكد الجانبان أهمية التعاون في الصناعات ذات القيمة المضافة الأعلى في خضم الثورة الصناعية الرابعة. ورحب صاحب السمو ولي عهد أبوظبي بقرار كوريا المشاركة في معرض إكسبو دبي 2020، وأكد الرئيس مون اهتمام الشركات الكورية بأن تكون شريكة في مشروعات البنية التحتية التي تنفذها الإمارات استعداداً لمعرض إكسبو دبي، إلى جانب خطط التنمية الأوسع بدولة الإمارات. وأكد الجانبان الحاجة لتوسيع نطاق التعاون الثنائي، بما يتجاوز التعاون الاقتصادي، الذي يركز على رأس المال والتبادلات المادية، ليشمل تعزيز التبادلات بين الأفراد والتفاهم بين الثقافات. واتفقا على العمل معاً بشكل وثيق، وضمان الفرص لمواطنيهما، لزيادة المشاركة في مجال التعليم. وأعرب الجانبان عن تصميمهما على تعزيز التعاون في القضايا العالمية، بوصفهما شريكين يحملان قيم السلام والتسامح والتعايش نفسها. وأشاد الجانبان بالتقدم المحرز في شبه الجزيرة الكورية من مسار المواجهة والتوتر المستمر، إلى طريق الحوار والسلام، من خلال عقد ثلاثة مؤتمرات قمة بين الكوريتين، وأول قمة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية العام الماضي، ثم القمة الثانية بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عن أمله باستمرار الحوار، من أجل خدمة السلام في شبه الجزيرة الكورية، مجدداً تأكيده الدعم الكامل لدولة الإمارات العربية المتحدة لعملية تنفيذ نزع السلاح النووي الكامل، وإرساء سلام دائم في شبه الجزيرة الكورية. وأشار الجانبان إلى التهديد المشترك، الذي يشكله الإرهاب للسلام والأمن في العالم، مجددين إدانتهما القوية للتطرف والإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره. وبخصوص اليمن، أكد الزعيمان دعمهما لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، مارتن غريفيث، وفي ما يتعلق بالجانب الإنساني، أشاد الرئيس مون بإطلاق السعودية والإمارات، أخيراً، مبادرة إمداد، التي ستوفر 500 مليون دولار من الدعم الإضافي للاحتياجات الإنسانية، في قطاعي الطعام والتغذية باليمن. وأعرب الرئيس مون عن تقديره للدور الإيجابي والفاعل الذي تلعبه الإمارات في دعم الحلول السياسية بالشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب والتطرف، وتعزيز الدور العربي في حل المشكلات الإقليمية. وأشار إلى أن الزيارة التي قام بها البابا فرنسيس إلى الإمارات، أخيراً، أظهرت إمكانات رعاية التعاطف والتفاهم والتسامح، سعياً إلى تحقيق السلام في الشرق الأوسط. وأعرب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن امتنانه لكرم الضيافة، الذي تلقاه من الرئيس مون أثناء زيارته إلى كوريا، ودعا سموه الرئيس مون لزيارة الإمارات مرة أخرى في وقت مناسب للطرفين، واتفق الجانبان على الاجتماع بشكل متكرر في مناسبات مختلفة، ومناقشة سبل تطوير الشراكة الاستراتيجية الخاصة. ولي عهد أبوظبي: • «الإمارات تعطي التكنولوجيا الحديثة والابتكار والتعليم أهمية خاصة في علاقاتها مع كوريا». • «كوريا تقوم بدور إيجابي، من أجل دعم السلام في شبه الجزيرة الكورية، وخدمة الاستقرار في القارة الآسيوية». الرئيس الكوري: • «كوريا مهتمة بتوسيع آفاق تعاونها مع الإمارات في المجالات المختلفة، خصوصاً التكنولوجيا والعلوم والتعليم». • «الإمارات أكبر شريك لنا في منطقة الشرق الأوسط، من ناحية التصدير والتبادل التجاري». اتفاقية لبناء أكبر مشروع عالمي لتخزين النفط في الإمارات شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ورئيس جمهورية كوريا مون جاي إن، أمس، في «البيت الأزرق»، مراسم توقيع اتفاقية ترسية عقد تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد، بين شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، وشركة «إس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن» الكورية الجنوبية، لبناء أكبر مشروع منفرد في العالم تتم ترسيته لتخزين النفط بسعة تبلغ 42 مليون برميل من النفط الخام في إمارة الفجيرة، على الساحل الشرقي للدولة بقيمة 4.4 مليارات درهم. وستتولى شركة «إس كي إنجنيرنغ آند كونستركشن» تنفيذ الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد لبناء ثلاثة مستودعات تخزين تحت الأرض، تبلغ السعة التخزينية لكلٍّ منها 14 مليون برميل، ويعد عقد الأعمال الهندسية والمشتريات والتشييد الأكبر قيمة على مستوى العالم لمشروع منفرد لتخزين النفط الخام تحت الأرض، حيث تبلغ قيمته 4.4 مليارات درهم، ستصب نسبة تزيد على 50% منها تقريباً في الاقتصاد المحلي. • الإمارات وكوريا تؤكدان أهمية تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. • توقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين تضمنت اتفاقية لتجنب الازدواج الضريبي، ومنع التهرب الضريبي.طباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :