ضعف التمويل يُهدّد منظمات المجتمع المدني بالإغلاق

  • 2/28/2019
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

توزيع الدعم للجمعيات بناءً على أنشطتها ومشاريعها وخططها السنويةنطالب وزير التنمية بإيجاد آلية لدعم جمعيات المجتمع المدنيمطلوب جهة مُحايدة لتقييم أداء الجمعيات سنوياًقلة الموارد المالية وراء تراجع أنشطة وياك العام الماضيورشتان يومياً لغرس القيم وحب النفس لدى طلبة المدارسكوادر تثقيفية لتعزيز السلوك الاجتماعي والنفسي الإيجابيخط ساخن لتقديم الاستشارات النفسية على مدار الساعة كتبت: منال عباس : أكد محمد البنعلي المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء الصحة النفسية « وياك»، أن تقاعس الجهات المنوطة بدعم منظمات المجتمع المدني، وعدم قيامها بالدور المطلوب منها، وعدم التمويل يعتبر من التحديات والصعوبات الكبرى التي تواجه الجمعيات والمؤسسات الخاصة ، الأمر الذي سيؤدي إلى انقراضها، على الرغم من أهمية وجودها في المجتمع لتمثّل كيانات تتحدث باسم المجتمع وتقدّم خدماتها بلا قابل، وحمّل البنعلي في حديث خاص ل  الراية  المسؤولية لصندوق «دعم» باعتباره الجهة المخوّلة بدعم المشاريع في الدولة. وأكد البنعلي أن المعرض السنوي الأول للجمعيات والمؤسسات الخاصة الذي تنظمه وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية والذي ينطلق غداً، سيكون فرصة جيدة لخلق حراك مجتمعي لمنظمات المجتمع المدني، للتعريف بدورها في المجتمع والخدمات التي تقدّمها. وأضاف أن هذا التواجد سيكون دليلاً قاطعاً للجهات الداعمة بأهمية المساهمة في خدمة المجتمع من خلال هذه الجمعيات التطوعية. وأكد البنعلي في حواره مع  الراية  أن منظمات المجتمع المدني تعتبر مؤشراً للتطور في أي مجتمع، لافتاً إلى القفزات التي حققتها «وياك» خلال السنوات الماضية على الرغم من محدودية الموارد المالية، ونوه بأن الجمعية ساهمت بقوة في خلق الثقافة النفسية في المجتمع وإلى نص الحوار.   • حدّثنا عن مشاركتكم في المعرض السنوي الأول للجمعيات والمؤسسات الخاصة؟ - تشارك الجمعية ضمن جمعيات المجتمع المدني في هذا التجمّع الأول والمهم والذي يمثل منظمات المجتمع المدني في قطر، ولا شك أن هناك أسباباً وراء إقامة هذا المعرض، ونلفت إلى أن المشاركة في هذا التجمّع تعكس رغبة إدارة الجمعيات بوزارة التنمية الإدارية، في إبراز دور الجمعيات والتعريف بها وما تقوم به من خدمات كبيرة للمجتمع من خلال العمل التطوعي، لاسيما أن معظم هذه الجمعيات تعمل بنفس تطوعي، تتكامل فيه الجهود لخدمة هذا البلد، ويعتبر هذا المعرض فرصة لنعكس للجهات الداعمة مدى حاجة منظمات المجتمع المدني للدعم والمُساندة، حيث تساهم بدور كبير في المجتمع، والدليل على ذلك هذا التواجد الكبير الذي يُجسّد القناعات التامة بأن جناح جمعيات المجتمع المدني يقوم بدور فاعل في المجتمع. • ما هو دور هذه الجمعيات في المجتمع؟ - منظمات المجتمع المدني تعتبر دليل تطور في أي مجتمع، والمجتمعات الصحيّة هي التي ترعى وتحتضن مؤسسات المجتمع المدني في كل مجال، ونؤكد أن منظمات المجتمع المدني مكمّلة لدور الحكومة، في عمل تكاملي يعمل الكل في قارب واحد ليصب في مصلحة الوطن والمواطن بمبادرات تحقق التكامل المطلوب في كل القطاعات، حيث استطاعت «وياك» نشر الثقافة النفسية في المجتمع، باعتبارها الجهة الوحيدة في الدولة التي تعنى بالصحة النفسية، على الرغم من أن هذا الدور كان من المفترض أن تقوم به المؤسسات الصحية. صعوبات الجمعيات • ما هي الصعوبات التي تواجه الجمعيات؟ - تعاني الجمعيات من مشكلة واحدة تتمثل في عدم وجود الدعم، حيث تتقاعس الجهات المنوط بها الدعم لهذه الجمعية عن القيام بدورها ما سيتسبّب بفشل هذه الجمعيات وانقراضها، وأرى أن من المفترض أن تكون الدولة هي الداعم الرئيسي لكل هذه الجمعيات، وعمل الجمعية ليس بالأمر السهل باعتبار أن أي كيان لابد أن يثبت وجوده في المجتمع، إلا أن هذه الكيانات مُهدّدة بالانقراض بسبب عدم تمويلها، وكما ذكرت أن صندوق «دعم» هو الجهة المعنية الوحيدة في الدولة لدعم هذه الجمعيات، إلا أنه يرفض الدعم دون تقديم أي مُبرّرات توضّح أسباب رفض دعم المشروعات، وتستقبل «وياك» دعم بعض المؤسسات، وعلى سبيل المثال جمعية قطر الخيرية، ومؤسسة جاسم بن حمد بن جاسم الخيرية، إلا أن هناك حاجة لدعم أكبر يمكّن الجمعية من وضع خطة سنوية قادرة على تنفيذها، وفي هذا الوضع نعمل على المجهول ولا تتجاوز رؤية العمل الثلاثة أشهر. - ما هو دور وزارة التنمية الإدارية في دعم هذه الجمعيات؟ - نحن كممثلين لهذه الجمعيات نطالب سعادة وزير التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بإيجاد آلية لدعم هذه الجمعيات التي تقع تحت إشراف ورقابة الوزارة، والضغط على الجهات المعنية للإسهام في دعمها لتتمكن منظمات المجتمع المدني من القيام بدورها على أكمل وجه، ونقترح أن أي دعم يأتي للجمعيات أن يكون في حساب الوزارة، ويتم توزيع هذا الدعم سنوياً بناءً على تقييم نشاط كل جمعية وخططها السنوية ومشاريعها وبرامجها التوعوية، ويمكن أن تقوم إدارة الجمعيات بوزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية بهذا الدور من خلال تقييم سنوي لنشاط الجمعيات الأمر الذي يخلق نوعاً من التحدي والتنافس فيما بينها. ويمكن القول أن الوزارة في السابق لم تكن تتلمّس هذا الجرح، إلا أن في الآونة الأخيرة لمسنا اهتماماً كبيراً والدليل على ذلك إقامة هذا المعرض السنوي. • ما هي المُخرجات المتوقعة لهذا المعرض؟ - من المتوقع أن يُساهم هذا المعرض الهام في إيصال صوت هذه الجمعيات للمسؤولين وللمجتمع ككل، ونتمنى من المسؤولين المعنيين بدعم هذه الجمعيات زيارة المعرض والوقوف على نشاط هذه الجمعيات التي تستحق المساندة والدعم، ونذكر هنا أن بعض الجمعيات ذات الطابع الإنساني تجد تعاطفاً كبيراً من قبل المجتمع والجهات الداعمة على عكس الجمعيات الأخرى، وبالتالي لابد من وجود جهة مُحايدة تقف على أنشطة هذه الجمعيات، وإدارة الجمعيات هي الجهة الوحيدة التي تستطيع القيام بهذا الدور، ونتمنى أن يساهم المعرض في تغيير وجهات نظر كثير من المسؤولين تجاه منظمات المجتمع المدني. دور المجتمع • ما هو المطلوب من المجتمع؟ - نطالب المجتمع القطري وهو مجتمع فعّال، وأيضاً نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي بحضور المعرض السنوي الأول،وإبداء الآراء والمقترحات التي تسهم في تطوير العمل بما يخدم الجهات المستفيدة، وذلك تلبية لتطلعات المجتمع، ولا شك أن التفاعل من قبل الجمهور سيساهم في إنجاح هذا التجمع الذي يحدث لأول مرة في قطر، ونؤكد أن هناك الكثير من أفراد المجتمع الذين يجهلون دور هذه الجمعيات والخدمات التي تقوم بها. • ماذا عن مسيرة «وياك» وهل حققت الأهداف التي تأسست من أجلها؟ - جمعية أصدقاء الصحة النفسية تعتبر حديثة نسبياً مُقارنة ببعض الجمعيات الأخرى وكانت انطلاقتها العملية في 2014، ونحن راضون عن الدور الذي قامت به الجمعية في المجتمع، ويمكن القول إنها حققت قفزات عملاقة خلال الخمس سنوات الماضية خاصة خلال 2016 -2017 ، إلا أن هذه الخطوات البارزة بدأت تقل في 2018 بسبب قلة الموارد المالية، ولابد من الإشارة هنا إلى صندوق «دعم» باعتباره الجهة المنوط بها دعم هذه الجمعيات لتتمكن من القيام بدورها بالصورة المطلوبة، خاصة أنه يستقطع ال 5% من أرباح المؤسسات والشركات ليعيد صياغة هذه الأرباح وتوجيهها لدعم أنشطة الدولة، ولا شك إذا انسحبت هذه الجمعيات من المجتمع بسبب قلة الدعم ستترك فراغاً كبيراً ينعكس سلباً على المجتمع. ورشتان مدرسيتان • ما هي الأنشطة التي تنظمها الجمعية لطلاب المدارس؟ - تنظم الجمعية ورشتين يومياً في المدارس، يتم تقديمهما وفق آلية عمل تسخّر الطاقات وتشجّع العمل التطوعي بناءً على قدرة ووقت فراغ الشخصيات المُبادرين للعمل في هذا المجال، كما أن الجمعية تساهم من خلال كوادرها التثقيفية المنتشرة على تعزيز السلوك الاجتماعي والنفسي الإيجابي، وهناك العديد من الشخصيات المُبادرة للمساهمة في هذا الجانب، ونركز على غرس القيم لدى الطلاب بعيداً عن الجوانب الأكاديمية سواء فيما يتعلق بتجارب الحياة وحب النفس من باب المحافظة عليها من خلال الورش والمحاضرات التوعوية، فضلاً على فعالية الخط الساخن الذي يستقبل على مدار الساعة استفسارات، ويقوم المرشدون النفسيون بتقديم النصائح للحالات التي تلجأ للجمعية سواء كان من خلال الخط الساخن أو بشكل مباشر، والمساهمة في إعادة صياغة الحالة مرة أخرى للحياة وسد الثغرات من خلال خدمات تقدّم مجاناً لأفراد المجتمع.

مشاركة :