دعونا نلعب قليلاً

  • 2/28/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لا شك في أن للإنجليز فضلاً كبيراً على ترفيه الشعوب، ولو لم يكن لهم غير ابتكار لعبة كرة القدم لكفتهم، فهم الذين حددوا أطوال ميادينها، وعدد لاعبيها، وسنّوا قوانينها، فغدت هي اللعبة الأولى، متفوقة على كل ما قبلها وعلى ما كل ما بعدها، إلى أن يشاء الله.والذين يتابعون هذه (الكرة المدورة) الواحدة، مليارات من البشر أسبوعياً على مدرّجات الملاعب، وأمام شاشات التلفزيون، عبر مئات الدوريات وعشرات المسابقات المحلية والقارية والعالمية.الألعاب كثيرة ومختلفة، غير أن كرة القدم لها نكهة خاصة، تكاد تستقطب الجميع.وكأي منافسة، فهي لا تخلو من الهنّات والتجاوزات، لهذا وضعت لها الجزاءات. ورغم أن هناك لافتة كبيرة تقول: «تواضع عند النصر، وابتسم عند الهزيمة»، فإن البعض عند النصر يتغطرسون، وعند الهزيمة لا يبتسمون، وإنما يبكون ويشقون (الفنايل)، وكل هذه المشاعر لا تمت للروح الرياضية بصلة؛ لأن الحكاية وكل ما فيها هي مجرد لعبة، وليست تقرير مصير.والذي دعاني إلى ذلك هو ذلك (البوكس) الخطافي الذي وجهه لاعب الاتحاد أسامة المولد، إلى بطن مدرب الرائد وبطحه على الأرض، مثلما فعلها اللاعب الفرنسي زيدان عندما وجه نطحة برأسه نحو اللاعب الإيطالي، فجندله وكأنه في ساحة معركة لا ملعب كرة.ورغم أن الإنجليز هم الذين ابتكروها، فإن جمهورهم هو أشرس جمهور؛ لأنهم يدخلون الملاعب وقد ملأوا بطونهم بغالونات من البيرة. لهذا منعوا دخول كل من يتعاطاها؛ بل إنهم حرموا بعدها الفرق الإنجليزية من المشاركة في البطولات الأوروبية مدة خمسة أعوام، لما حصل من اشتباكات عام 1985 بين جماهير ليفربول ويوفنتوس.ولا ننسى أحداث بورسعيد بين الأهلي والمصري، وراح ضحيتها 72 قتيلاً.والأكثر فداحة هو ما حصل بين دولتي السلفادور وهندوراس عام 1969، في التصفيات لكأس العالم، وبسبب احتساب هدف، تطور الاشتباك بين اللاعبين إلى إعلان الحرب بين الدولتين، واستخدمت فيها جميع الأسلحة، واستمرت خمسة أيام، قتل فيها أكثر من 2000 من الجانبين. والذين أعجبوني هم هؤلاء المهندسون الذين صنعوا «روبوتات»، خاضوا بها مباراة ضد فريق بشري، واستطاعوا هزيمتهم 3 – 2، بسبب تفوقهم بذكائهم الصناعي.وها هي الصين تصنع فريقاً كاملاً من الروبوتات، تتحدى به منتخب العالم بأبرع لاعبيه، بمن فيهم ميسّي ورونالدو ونيمار، ومعهم (العضاض) كذلك. ولو تمت هذه المباراة، فلا شك في أنني سوف أتعصب وأشجع وأراهن على الفريق الصيني، ومن اليوم فصاعداً، المجد هو للذكاء الصناعي.

مشاركة :