أجواء إيجابية سبقت ورافقت انعقاد القمة الثانية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وزعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، عبرت عنها تلك التصريحات التي أدلى بها الزعيمان قبيل وخلال عقد تلك القمة التي يدخلها كل من البلدين بأهدافٍ وطموحات خاصة، على رغم الغموض الذي يلف مسألة الفهم المشترك لمسألة «نزع السلاح النووي» الذي تهدف إليه واشنطن من خلال انخراطها في المباحثات مع بيونغ يانغ التي تطالب من جانبها بـ «إجراءات عملية مناظرة» لما قامت به في هذا الإطار، تتضمن أيضاً رفع العقوبات. القمة التي بدأت في هانوي (عاصمة فيتنام) وتنتهي اليوم، يسعى خلالها الرئيسان إلى تحسين العلاقات وتخفيف التهديدات النووية، من خلال البناء على التقدم الذي تم إحرازه في القمة الأولى التي جمعتهما معاً وشهدت توافقاً على عددٍ من المحاور الرئيسية، وقدم فيها الطرفان «حسن النيّة» إزاء تحقيق اختراق إيجابي في الكثير من الملفات العالقة بين البلدين. وكشف مسؤولون أمريكيون يوم الخميس الماضي، في تصريحات نقلتها وكالة رويترز، عن أن واشنطن وبيونغ يانغ «ستعملان على التوصل إلى فهم مشترك لما يعنيه نزع الأسلحة النووية». وقد وافق كيم في سنغافورة على العمل نحو نزع سلاح شبه الجزيرة الكورية وقد يشمل ذلك المظلة النووية الأمريكية لكوريا الجنوبية والقوات المزودة بقدرات نووية، بينما تطالب الولايات المتحدة كوريا الشمالية بالتخلي عن كل برامجها النووية والصاروخية. توقعات إيجابية بدوره، يصف خبير العلاقات الدولية أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة الدكتور طارق فهمي، لقاء كيم وترامب بـ «المُهم» والذي يستكمل ويبني على ما تم الاتفاق عليه باللقاء السابق، مشدداً على أن هنالك تفاؤلاً واسعاً بنجاحه. ويضيف، «القمة –التي تنعقد بعد ثمانية أشهر من قمة سنغافورة التي جمعت الرئيسين، والتي تعهد خلالها الجانبان بالعمل على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من السلاح النووي بشكل كامل- من شأنها ترتيب الأولويات بالنسبة للطرفين الأمريكي والكوري الشمالي، بخاصة أن هنالك مصلحة مشتركة دفعت بالقمة، ولاسيما أن الرئيس الأمريكي يريد أن يحقق اختراقاً في هذا الملف يسبق من خلاله الزعماء الأمريكيين الذين سبقوه فيما يتعلق بالعلاقات مع كوريا الشمالية»، بحسب فهمي الذي يلفت في حديثه مع «البيان» إلى أن كوريا الشمالية تريد أن تلتزم واشنطن بعدم عسكرة أية أزمة وعدم وضع شروط لتحجيم القدرات الصاروخية. أهداف مختلفة وفي هذا الإطار، يعتقد خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور سعيد اللاوندي، في حديثه مع «البيان» بأن القمة هي «حدث الأحداث» الآن على الساحة الدولية، نظراً لأنه كان هناك خلاف كبير بين الدولتين طوال السنوات الماضية ويسعى ترامب لتحقيق اختراق إيجابي بعد لقائه الأول مع زعيم كوريا الشمالية فيما يرتبط بالعلاقات بين البلدين، وقد قدّم الرئيس الأمريكي في ذلك الصدد مؤشرات على «حسن النوايا»، وما يعزز ذلك أيضاً عودة الحوار بين الكوريتين واستبعاد مسألة الحرب الباردة الجديدة التي يمكن أن تحدث بين روسيا المساندة لكوريا الشمالية، وكذا الولايات المتحدة التي تساند كوريا الجنوبية، بشكل أو بآخر. ويشدد اللاوندي على أن القمة من شأنها حلحلة الأوضاع بين البلدين «لكن مازال الأمر يحتاج إلى كثير من الأخذ والرد بين الزعيمين»؛ ذلك على أساس أن هنالك ملفات عالقة يدخل كل طرف المباحثات الجديدة على أمل حفظ حقوقه وتطلعاته فيها. إضاءة ذكرت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية، الاثنين، نقلاً عن مكتب الرئاسة الكوري الجنوبي، تأكيداته على أن الولايات المتحدة الأمريكية وكوريا الشمالية قد تتفقان خلال قمة هانوي المرتقبة- على إنهاء الحرب الكورية التي دارت فيما بين عامي 1950 و1953.طباعةEmailÙيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :