محمد بن زايد والرئيس الكوري يبحثان علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي

  • 2/28/2019
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

بحث صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وفخامة مون جاي إن، رئيس جمهورية كوريا، أمس، علاقات الصداقة والتعاون الاستراتيجي بين البلدين وإمكانات تنميتها وتعزيزها بما يخدم مصالحهما المتبادلة، إضافة إلى مجمل القضايا والتطورات الإقليمية والدولية التي تهم البلدين. جاء ذلك، خلال جلسة المحادثات الرسمية التي عقدها الجانبان في المكتب الرئاسي «البيت الأزرق» في سيؤول بحضور وفدي البلدين، حيث رحب الرئيس الكوري في بداية الجلسة بزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى كوريا، معرباً عن تطلعه إلى أن تسهم الزيارة في دفع مسار العلاقات الإماراتية - الكورية إلى الأمام في المجالات الحيوية كافة التي يطمح إليها البلدان. واستعرض الجانبان خلال الجلسة مسارات وأوجه التعاون الاستثماري والاقتصادي والتجاري بين البلدين، إضافة إلى المجالات التعليمية والثقافية والتكنولوجيا والعلوم، بجانب الطاقة المتجددة والبنية التحتية والفرص المستقبلية الواعدة لتطوير التعاون، بما يحقق مصالح البلدين وشعبيهما الصديقين. كما تناولت محادثات الجانبين تعاونهما المشترك في تنفيذ المشروع النووي السلمي الإماراتي لإنتاج الطاقة وضمان أمنها واستدامتها في المستقبل، ودور الشركات الكورية في تنفيذ مثل هذه المشاريع التنموية الحيوية في الدولة التي تلبي متطلبات المرحلة الراهنة والمستقبلية. وتطرق سموه والرئيس مون جاي إن، خلال اللقاء، إلى زيارة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية التاريخية إلى دولة الإمارات، وما جسدته من قيم ومعاني التسامح والتعايش والتعاون التي تسعى الدولة إلى تعزيزها وترسيخها لدى مختلف شعوب العالم، وذلك في إطار الأخوة الإنسانية، كما بحثا عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتبادل الآراء حولها خاصة فيما يتعلق بأهمية دعم الجهود والمساعي الإقليمية والدولية لإرساء السلام والاستقرار والتنمية في منطقة الشرق الأوسط وشبه الجزيرة الكورية والعالم. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الأهمية الكبيرة التي توليها دولة الإمارات العربية المتحدة تحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، لعلاقاتها مع جمهورية كوريا الصديقة، وحرصها الدائم على تطويرها وتنميتها، ودفعها إلى الأمام في المجالات كافة، ناقلاً لفخامة الرئيس الكوري تحيات صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وتمنياته لكوريا وشعبها الصديق كل خير ونماء. وعبَّر سموه عن سعادته بزيارة جمهورية كوريا الصديقة، ولقائه فخامة الرئيس، وامتنانه لحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة، وارتياحه للتطور النوعي في مسار العلاقات الإماراتية - الكورية، متطلعاً سموه إلى المزيد من الازدهار والتطور لهذه العلاقات خلال الفترة المقبلة. كما عبَّر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن تقديره لما لمسه من حرص كبير من قبل فخامة الرئيس الكوري الجنوبي والحكومة الكورية على تطوير العلاقات مع دولة الإمارات العربية المتحدة إلى آفاق أرحب، ما يجسد الإرادة السياسية المشتركة لقيادتي البلدين الصديقين لبناء روابط أعمق في المجالات السياسية والاقتصادية والتكنولوجية والأمنية وغيرها. وأثنى سموه على الدور الذي قامت وتقوم به الشركات الكورية العاملة بدولة الإمارات العربية المتحدة في مسيرة التنمية الوطنية، ورفد العلاقات الإماراتية - الكورية بالمزيد من أسباب التقدم والازدهار، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة حريصة على تهيئة كل الظروف المشجِّعة والداعمة للاستثمارات الأجنبية فيها، وفي مقدمتها الاستثمارات الكورية التي شهدت تطوراً ملحوظاً خلال السنوات الماضية. وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعطي التكنولوجيا الحديثة والابتكار والتعليم أهمية خاصة في علاقاتها مع كوريا، وهناك تعاون بنَّاء بين البلدين في مجالات الذكاء الاصطناعي والثورة الصناعية الرابعة والطاقة وغيرها. وعبَّر عن ثقته بأن هذا التعاون سيعود بالخير على البلدين، وسيشهد مزيداً من التطور خلال الفترة المقبلة. وأعرب سموه عن دعم دولة الإمارات العربية المتحدة للدور الإيجابي الذي تقوم به كوريا من أجل دعم السلام في شبه الجزيرة الكورية، وخدمة الاستقرار في القارة الآسيوية بشكل عام، مؤكداً أن دولة الإمارات العربية المتحدة وكوريا تتبنيان النهج نفسه في العمل من أجل السلام والتنمية، والدعوة إلى التسامح والتعايش ونبذ التطرف والعنف على المستويين الإقليمي والعالمي. تنويع آفاق التعاون مع الإمارات من جانبه، أكد الرئيس الكوري اهتمام بلاده بتوسيع وتنويع آفاق تعاونها مع دولة الإمارات في المجالات المختلفة خاصة التكنولوجيا والعلوم والتعليم والرعاية الصحية والزراعة والاستثمارات الاقتصادية، وغيرها من الجوانب في ظل ما تشهده هذه العلاقات من تطور يؤسس إلى مزيد من التعاون في المستقبل. وأعرب عن ثقته في أن علاقات التعاون والعمل المشترك بين البلدين ستواصل نموها وتقدمها بقوة خلال المرحلة المقبلة، مؤكداً أن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى كوريا تعطي دفعاً قوياً لهذه العلاقات على المستويات كافة. وقال إن دولة الإمارات العربية المتحدة أكبر شريك لنا في منطقة الشرق الأوسط من ناحية التصدير والتبادل التجاري، وهي الدولة الوحيدة التي نقيم معها علاقات استراتيجية خاصة، متمنياً تعزيز التعاون بين البلدين في الصناعات المتقدمة، والجيل الخامس، والذكاء الاصطناعي. وأشار الرئيس الكوري في حديثة إلى القمة التي تجمع الرئيس الأميركي ورئيس كوريا الشمالية، وترقب العالم نتائج السلام التي تخرج من هذه القمة، منوهاً برغبة العالم في السلام والاستقرار. ولفت في هذا الصدد إلى منهج دولة الإمارات وجهودها في إرساء دعائم السلام واستضافتها بابا الكنيسة الكاثوليكية في رسالة تعبر عن روح التسامح والسلام. وأكد الجانبان - في ختام جلسة المحادثات - حرص البلدين على تعزيز وتنويع مسارات التعاون والعمل المشترك بين البلدين الصديقين في ظل وجود الإرادة السياسية المشتركة لقيادتيهما، إضافة إلى توافر مقومات وفرص التعاون العديدة بين الجانبين، خاصة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والاستثمارات الاقتصادية والتجارية. وشددا على ضرورة مضاعفة المجتمع الدولي جهوده لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم لأنها الركيزة الأساسية التي تنطلق منها الأمم نحو تحقيق تنميتها وتقدمها وازدهارها، مؤكدين أهمية تعزيز ونشر قيم ومفاهيم التسامح والحوار والتعايش المشترك، وبناء جسور التواصل والتعاون بين مختلف شعوب العالم. وقد أقام فخامة الرئيس الكوري مأدبة غداء، تكريماً لزيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان والوفد المرافق إلى كوريا. حضر اللقاء والمأدبة، سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، رئيس اللجنة التنفيذية، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والصناعة، ومعالي حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، ومعالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير التغير المناخي والبيئة، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، ومعالي خلدون خليفة المبارك، رئيس جهاز الشؤون التنفيذية، ومعالي علي بن حماد الشامسي، نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن الوطني، وسعادة محمد مبارك المزروعي، وكيل ديوان ولي عهد أبوظبي، وعبدالله سيف علي النعيمي سفير الدولة لدى الجمهورية الكورية الجنوبية. كما حضرهما من الجانب الكوري معالي كانغ كيونغ - وها وزير الشؤون الخارجية، ومعالي يو يونغ مين، وزير العلوم وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ومعالي لي جاي - هو وزير الزراعة والأغذية والشؤون الريفية، ومعالي يونمو سونغ، وزير التجارة والصناعة والطاقة، ومعالي كيم هيون - مي وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل، ومعالي كيم هيون - تشونغ وزير التجارة.

مشاركة :