سلط عدد من كبار كتاب الصحف المصرية، في مقالاتهم اليوم الخميس، الضوء على نجاح أول قمة عربية أوروبية والتي استضافتها مدينة شرم الشيخ قبل يومين، كما تناول عدد آخر من الكتاب الحادث المروع الذي شهدته محطة مصر أمس وراح ضحيته العديد من القتلى والجرحى. ففي عموده "كل يوم" بصحيفة "الأهرام" وتحت عنوان "أفراح عندنا وأحزان عندهم!"، قال الكاتب مرسي عطاالله، لست أتجاوز الحقيقة إذا قلت إن النجاح الذي أحرزته مصر في استضافة أول قمة عربية أوروبية في شرم الشيخ قد أصاب حلف الشر والكراهية المعادي لمصر بنوع غريب من هستيريا السباب والنباح، بلغ حد اتهام أوروبا التي توفر ملاذات آمنة لذيول وأنصار هذا الحلف بأنها قارة النفاق التي تبيع مبادئها من أجل الحصول على مصالح ومكاسب اقتصادية.وأضاف عطاالله أن حالة الابتهاج التي عمت مصر من أقصاها إلى أقصاها بعد نجاح المؤتمر دخل عليها عنصر جديد يتجاوز حدود الانبهار العالمي بدقة وروعة التنظيم المصري للمؤتمر، وهذا العنصر هو استعادة المصريين أجواء سنوات الشموخ والعزة بعد الكلمات الصريحة والمباشرة التي وجهها الرئيس السيسى في المؤتمر الصحفي عقب انتهاء القمة للإعلام الأوروبي، الذي أراد بعض أطرافه المزايدة على مصر باسم حقوق الإنسان فكانت كلمات السيسى أشبه بقذائف المدفعية الصاروخية "إنكم لن تعطونا دروسا في الإنسانية وعليكم أن تحترموا ثقافاتنا وتقاليدنا الإنسانية بمثل ما نحترم عقائدكم وتقاليدكم".وأشار الكاتب إلى أنه في المقابل فإن حالة الحزن والغم والاكتئاب التي سيطرت على قنوات الفتنة والتحريض التي تبث سمومها من الدوحة ولندن وإسطنبول كشفت إلى أي مدى ارتضى نفر ممن مازالوا يحملون جنسية هذا الوطن أن يكونوا مجرد أدوات في أيدي من اشترتهم بالمال وتصاريح الإقامة لكي يقيموا مندبة بكاء وعويل، لا لشيء سوى أن مصر – باعترافهم – كسبت نصرا سياسيا مذهلا بما أنجزته القمة.في نفس السياق، وفي عموده "آخر الأسبوع" بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان "نقطة تحول" رأى الكاتب محمد أبو الحديد أنه يمكن اعتبار مؤتمر القمة العربية الأوروبية الذي عقد بشرم الشيخ هذا الأسبوع، "نقطة تحول" جوهرية بحق. في العلاقات الدولية بين دول وشعوب المنطقتين العربية والأوروبية. وأكد أبو الحديد أن هذا التحول يمكن أن يشكل أساسًا صلبًا لبناء استراتيجية عربية أوروبية لمواجهة التحديات المشتركة للمنطقتين. كما يمكن أن يشكل نموذجًا صالحًا للتطبيق في علاقاتنا الدولية مع أي أطراف أجنبية أخري. وقال الكاتب إن مكمن "جوهرية" نقطة التحول هذه أنها لا تقوم علي أساس ادعاء "تطابق وجهات النظر والمواقف" بين الطرفين العربي والأوروبي تجاه كل ما تعرضت له القمة من قضايا.. بل على أساس المصارحة والمكاشفة والاعتراف المتبادل بـ "حق الاختلاف" دون المساس بالمصالح المشتركة. وأشار إلى أنه ربما لهذا السبب، حرص الرئيس السيسي على أن يجعل من هذه النقطة محور كلمته المميزة التي ألقاها في الجلسة الختامية بوصفه رئيس القمة. وفي سياق آخر يتعلق بحادث قطار محطة مصر أمس، وتحت عنوان "تحديد المسئولية.. أولًا"، قال الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" رغم مشاعر الألم التي اجتاحتنا جميعا فور أن تناهي إلى علمنا الخبر الصادم، بوقوع ذلك الحادث المروع في المحطة الرئيسية للسكك الحديدية في ميدان رمسيس، وبالرغم من الأسى البالغ والتعاطف الكامل مع كل الضحايا وأهلهم، وحزننا البالغ على كل من أصابه مكروه في هذه الواقعة المؤسفة، سواء ممن فقدوا حياتهم أو الذين أصيبوا في الحادث. ولكن رغم تفهمنا وتقديرنا الشديدين لكل هذه المشاعر التلقائية والطبيعية لدينا جميعا، إلا أننا لابد أن ندرك الأهمية البالغة والضرورية لتوخي الحكمة والمصداقية الكاملة، في التعامل مع كل الأخبار والمعلومات المتصلة بالحادث المأساوي من قريب أو بعيد.وشدد بركات على ضرورة الابتعاد التام عن التكهنات المتسرعة وأيضا التنبؤات المسبقة والأخبار غير المدققة، التي يتبرع بها البعض ويروج لها البعض الآخر للأسف، سواء كان هذا التبرع وذلك الترويج بحسن النية أو سوء القصد.وأكد ضرورة عدم استباق الأحداث وأن نكون على اقتناع كامل، بأن كل الجهات المسئولة في الدولة، ابتداء من رئيس الوزراء والحكومة بالكامل ستتعامل بكل الدقة والشفافية مع الحادث، وستبذل غاية الجهد للوقوف على الأسباب الرئيسية التي أدت لهذا الحادث المروع.واختتم محمد بركات مقاله قائلا "نحن على ثقة كاملة من أن العقاب الصارم سيكون هو الجزاء لكل من تثبت مسئوليته عن الحادث المأساوي، وأنه لا تهاون على الإطلاق في حقوق المواطنين، ولا قبول لأي إهمال إذا ما ثبت".أما الكاتب جلال عارف فأكد في عموده "في الصميم" بصحيفة "الأخبار" تحت عنوان "لا تسامح مع إهمال أو تقصير"أن تكرار مثل هذه الحوادث المؤلمة لا يعني مطلقا أن تكون صدمتنا إزاءها أقل فالعكس هو الصحيح، قائلا "يغمرنا الحزن على ما وقع في محطة مصر صباح أمس. المشهد مؤلم والضحايا يزرعون الحزن في نفوسنا".وأضاف: نعرف أن حالة السكة الحديد ليست بخير تم إهمالها لسنوات عديدة وإصلاحها الكامل يحتاج وقتا وجهدا وأموالا طائلة.. نعرف أن هناك بالفعل خطوات على هذا الطريق وأن التعاقدات تمت على أكثر من ألف عربة ومئات الجرارات كخطوة أولى على طريق الإصلاح، لكن هذا كله لا يعني أن ننتظر سنوات لكي يتم الإصلاح، أو أن نترك أحوال التشغيل للإمكانيات الموجودة عرضة لأي إهمال أو تقصير.وأكد أنه لا أحد يستبق نتائج التحقيقات، لكن من الواضح أن عملية تأهيل العمالة الفنية والسائقين للقطارات ليست على المستوى المطلوب، وأن عمليات الصيانة لا تتم كما ينبغي. وقد يكون النقص في الإمكانيات وتهالك المعدات وراء ذلك، لكن هذا كله لا ينفي أن الحاجة ماسة للمزيد من الانضباط إلى جانب التأهيل المستمر للعاملين.واختتم جلال عارف مقاله قائلا إن تحقيقات النيابة ومعها تحقيقات اللجان الفنية سوف تكشف سبب مأساة قطار الأمس، ومن المؤكد أنه لا تهاون في محاسبة أي مخطئ لم يعد ممكنا التسامح مع أي إهمال على الإطلاق، لا في السكة الحديد أو غيرها. هذا هو العزاء الحقيقي في ضحايانا رحمهم الله وهذا هو الاحتياج الأساسي لبلد يخوض الحروب على جبهات عديدة من أجل بناء الدولة الحديثة بالعلم والعمل.. وليس بالإهمال أو التقصير.
مشاركة :