فور ظهور فيديو يكشف التفاصيل الأولى لحادث القطار الذي وقع، أمس الأربعاء، وأسفر عن مقتل 20 وإصابة 40 آخرين، لفت الأنظار خلاله بطولة وشهامة شاب مصري كان يلهث خلف المصابين الذين نشبت النيران في ملابسهم، وكادوا يموتون حرقاً، حيث ألقى عليهم الماء والبطاطين، وتمكن بالفعل من إنقاذ نحو 10 منهم. الشاب المنقذ الذي أطلق عليه المصريون بطل حادث القطار اسمه وليد مرضي، وتحدث لـ”العربية.نت”، وقال إنه يعمل في الشركة الوطنية لخدمات ركاب قطارات النوم في محطة القطارات الرئيسية برمسيس، وفوجئ أثناء عمله في بيع الحلويات والمرطبات في كشك في المحطة، بوقوع الحادث، مضيفاً أنه شاهد النيران تمسك بتلابيب المارة ومن تصادف وجودهم، ودون تردد أو تفكير حمل جراكن الماء وسارع خلفهم ليسكب الماء عليهم ويلفهم بالبطاطين، وتمكن من إنقاذ ما بين 8 إلى 10 أشخاص. وأوضح أنه يعمل في الكشك المقام برصيف 6 بالمحطة منذ 17 عاماً، وذلك عقب حصوله على دبلوم المدارس التجارية، مؤكداً أنه ولأول مرة يشاهد حادثاً بهذه البشاعة وبخبرته علم أن الماء من الممكن أن يضر المصابين أكثر ويؤثر على أجسادهم، لذا أسرع بالبحث عن أي بطاطين بالمحطة من التي يلتحف بها الباعة بالمساء، واستخدمها لإنقاذ الضحايا من ألسنة النيران. وذكر وليد أنه شعر بالحزن لعدم تمكنه من إنقاذ كل الضحايا مشيراً إلى أن 4 من المصابين توفوا ، ولم يستطع إنقاذهم بعد أن تمكنت النيران منهم. وأضاف أن المصابين والضحايا كانوا يستغيثون به، وكلماتهم مازال صداها يرن في أذنه، وقال له بعضهم: “أنقذنا سنموت”، مؤكداً أن زملاءه بالعمل ساعدوه بإحضار المياه والبطاطين. وليد أكد أنه مازال يشعر بالذنب تجاه الذين توفوا دون أن يتمكن من إنقاذهم، مؤكداً أن تداعيات الحادث ومشاهده وصور الضحايا والمصابين لن تفارق مخيلته وذهنه طيلة ما تبقى من حياته.
مشاركة :