كشفت مصادر جزائرية عن قيام قيادات داخل حزب جبهة التحرير الوطني بالتحرك لتنحية معاذ بوشارب من منصبه كمنسق عام للحزب بسبب تصريحات له ضد الحراك المناهض لترشيح بوتفليقة لولاية خامسة. يأتي هذا بينما أعلن رئيس المجلس الشعبي الوطني السابق السعيد بوحجة، نيته الترشح للانتخابات الرئاسية الجزائرية المقبلة موضحا أن ترشحه جاء بناء على طلب شعبي. وندد 27 قياديا في الحزب بـ”التصرفات والتصريحات اللامسؤولة الصادرة عنه”بحسب وصفهم. وجاء في بيان وقعه أعضاء اللجنة المركزية وأمناء المحافظات عقب اجتماع لهم عقد الأربعاء بالجزائر العاصمة: “إن الظروف الخاصة وغير الطبيعية التي يعيشها الحزب في الوقت الحاضر تستوجب عقد دورة اللجنة المركزية في أقرب آجال طبقا للقانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب وذلك لتمكين الحزب من الرجوع إلى وضعه الطبيعي لمواجهة مختلف التحديات”. وطالب موقعو البيان، الرئيس بوتفليقة بالتدخل الفوري لإرجاع الحزب إلى وضعه النظامي العادي، والمطابق لقوانين الجمهورية، وقوانين الحزب. وتبرأ القياديون من التصرفات والتصريحات التي وصفوها بـ”اللامسؤولة” الصادرة عن منسق هيئة التسيير غير الشرعية، مشيرين إلى أنها بعيدة كل البعد عن الخطاب الحقيقي لحزب جبهة التحرير الوطني وعن قيم ومبادئ نوفمبر الخالدة. وأشاروا في السياق إلى أن الجبهة كان لها الفضل في كل الإصلاحات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ما انفكت تقوم بها، وخاصة حرية التعبير الفردية والجماعية وحرية الصحافة والجمعيات وإنشاء الأحزاب وغيرها. كما أكدوا أن “جبهة التحرير الوطني” لم تكن ولن تكون في يوم في الأيام ضد طموحات الشعب الجزائري التي قادته لتحقيق الحرية والاستقلال وشيدت دولة عصرية نتمتع في ظلها اليوم بنعمة الأمن والاستقرار. وتعليقا على الحراك الشعبي، قالوا في بيانهم: “نتفهم ونحيي روح المسؤولية التي تحلى بها المشاركون في المسيرات السلمية التي أظهرت السلوك الحضاري للشعب الجزائري وفق الدستور وقوانين الجمهورية”، كما وجهوا تحية إلى قوات الأمن على الجهود المبذولة في تأطير هذه التظاهرات السلمية.
مشاركة :